الصدر يرفض قتل «الإيمو».. وينفي تورط تياره

ناشطة لـ «الشرق الأوسط»: هناك من يريد فرض وصاية على الشباب

TT

أعرب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن استغرابه من إقحام تياره في الحملة ضد شباب «الإيمو» أو قتلهم. وقال الصدر في بيان صدر عن مكتبه: «ما دخل الخط الشريف (في إشارة إلى الخط الصدري)؟ عجبا.. عجبا.. حتى من هم في الداخل يتهمون التيار»، مستدركا: «يكاد المجرم أن يقول خذوني».

وجاء تعليق زعيم التيار الصدري هذا في معرض رده على سؤال لعدد من أتباعه بشأن قيام جهات مجهولة، تطلق على نفسها تسمية «سرايا الغضب»، بنشر أسماء شباب من الجنسين يتقلدون ظاهرة «الإيمو»، فضلا عن قتلهم أو حلق رؤوسهم. وأبدى الصدر رفضه لقتل هؤلاء الشباب، لكنه دعا أتباعه في الوقت نفسه إلى العمل بما يرضي الله، إذ قال وفقا للبيان: إن «تلكم الأسباب لا ترضي الله، عز وجل، فاعملوا بما يرضيه».

وكان الصدر أعلن، في العاشر من شهر مارس (آذار) الحالي أن «شباب الإيمو سفهاء ومجانين»، واصفا إياهم بـ«آفة المجتمع»، مطالبا المختصين بإنهائهم قانونيا.

من جهتها، اعتبرت الناشطة المعروفة في حقوق الإنسان ورئيسة جمعية الأمل، هنا ادور، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك دوافع معروفة لتضخيم ظاهرة الإيمو وإخراجها عن سياقها الطبيعي، كتقليعة شبابية اعتيادية مرت قبلها الكثير من التقليعات، ويمكن أن تأتي سواها، ومحاولة إظهار هؤلاء الشباب المسالمين أصلا بوصفهم وحوشا ومصاصي دماء وغير ذلك من الأمور تعمل على إخراجهم من الحيز السلمي الذي هم فيه إلى مجالات أخرى لا صلة لها بما يجري على أرض الواقع».

وأضافت ادور أن «هناك أسبابا واقعية في مجتمعنا اليوم بدأت تدفع الشباب إلى التمرد والاحتجاج، وهي أنهم لم يجدوا التغيير المنشود الذي حلموا به، فضلا عن أن الكثير مما تضمنه الدستور لم يتحقق، وهو ما جعل جهات كثيرة وتحت مسميات ودوافع مختلفة تمارس إرهابا رسميا على الشباب، وهو أمر في منتهى الخطورة».

وأشارت ادور إلى أن «الشباب العراقي، وفي ظل ما يجري في المنطقة، بدأ يأخذ دورا احتجاجيا، وبالتالي فإن هناك محاولات لتحجيم هذا الدور بمثل هذه الأساليب»، معتبرة أن «الأفضل هو العمل على دمجهم في المجتمع ومنحهم الحرية والأمان، وليس ممارسة شتى أنواع الضغوط عليهم، وصلت حد قتل بعضهم وتهديد الآخرين بعمليات تصفية»، معتبرة أن «الزمن الذي يمكن فيه وضع الشباب تحت الوصاية قد ولى».

وكان عدد من نواب البرلمان العراقي من المدافعين عن حقوق الإنسان، ومنهم النائبة المستقلة، صفية السهيل، اتهموا عناصر قوى الأمن باضطهاد الشباب واعتقالهم فقط لمجرد أنهم يلبسون على الموضة، أو لأن تسريحة شعرهم غير اعتيادية.