«التعاون الإسلامي» تقود حملة «دبلوماسية هادئة» لحل الأوضاع في دمشق

أوغلي لـ «الشرق الأوسط»: مشاورات لعقد اجتماع وزاري طارئ لبحث تقديم كل أنواع الدعم للمعارضة السورية

الصحافي البريطاني بول كوبروي يشارك في احتجاجات تطالب برحيل نظام الأسد في لندن أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

كشف أكمل الدين إحسان أوغلي، أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، عن قيامه بمشاورات مشتركة مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية بواشنطن نهاية الأسبوع الماضي، إضافة إلى لقائه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، بغرض بحث الأوضاع بسوريا، ونتائج اجتماع مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» بتونس، والاجتماعات الرباعية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ومفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

وأوضح الأمين العام في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» وجود مشاورات قائمة لعقد اجتماع ثان وطارئ لوزراء الخارجية لدول الأعضاء، بهدف اتخاذ موقف موحد تجاه الأوضاع بسوريا، من بينها المطلب المتعلق بتقديم كل أنواع الدعم للمعارضة السورية.

وعبر أوغلي عن شعوره بالخوف والقلق الشديد جراء مجريات الأحداث الأخيرة بسوريا، والمآل الذي ستتجه نحوه الأمور، وسفك الدماء الذي يواكب ذلك كله، منوها إلى اتصاله شخصيا بالمسؤولين السوريين، وإرساله مبعوثا خاصا حمله رسالة إلى بشار الأسد لحثه على وقف العنف الذي تواجهه التحركات الشعبية المطالبة بالتغيير والإصلاح، على حد وصف أمين منظمة التعاون الإسلامي، مشيرا إلى تلمس منظمة التعاون الإسلامي خطورة الأوضاع منذ اليوم الأول، مشددا على موقف المنظمة الإسلامية الثابت من رفض قتل المدنيين الأبرياء، مع دعمهم دون انقطاع بإيصال رسائل مؤيدة للمطالب والتطلعات المشروعة للشعب السوري في المشاركة السياسية، والحكم الرشيد، والإسراع بتطبيق الإصلاحات التي تعهدت بها القيادة السورية، موضحا «وهي مبادئ تنطلق من الأسس التي نتبناها في خطتنا العشرية، وميثاق المنظمة الجديد»..

وكشف أوغلي عن إجراء المنظمة مشاورات لعقد الاجتماع الطارئ والثاني لوزراء الخارجية بالدول الأعضاء، بهدف بحث الوضع في سوريا، قائلا «منذ اندلاع الأزمة في سوريا، بادرنا بخطوات كثيرة بدأت بدعوة الأطراف السورية، قيادة ومعارضة، للدخول في الحوار لإيجاد طرق سلمية للحل». مع تأكيد المنظمة موقفها الرافض لكافة أساليب العنف والتعنيف واللجوء للحلول الأمنية. وأكد أكمل الدين أوغلي استمرار المنظمة القيام بمشاوراتها لإيجاد حل للأزمة دون توقف، وإنما من خلال ما وصفه بـ«دبلوماسية هادئة»، مشيرا إلى دعم منظمة التعاون الإسلامي المطلق لمبادرة الجامعة العربية، وجهود المبعوث الأممي والعربي.

وأفاد بوجود مشاورات قائمة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية لدول الأعضاء، بهدف دراسة الأزمة بسوريا، واتخاذ موقف موحد تجاه الأوضاع هناك، وهو الاجتماع الوزاري الثاني، الذي سيتم من خلاله، بحسب ما صرح، تداول المقترحات حول الأزمة السورية، واتخاذ القرارات بشأنها، بما في ذلك المطلب المتعلق بتقديم كل أنواع الدعم للمعارضة السورية، مشددا في الوقت ذاته على دعم المنظمة لمبادرة الجامعة العربية وجهود المبعوث الدولي، لإيجاد حل سلمي للأزمة بسوريا، وبما يضمن الأمن والاستقرار، ويستجيب لتطلعات الشعب السوري.

وأضاف أكمل الدين أوغلي أن مواقف المنظمة لا يمكن أن تحيد عن إدانة قتل الأبرياء من الشعب السوري، داعيا إلى ضرورة توقف وبصورة فورية ودون أية شروط كل العمليات العسكرية في سوريا، بهدف إفساح المجال أمام حل سلمي يحول دون تفاقم الأوضاع أكثر، الأمر الذي قد يقود المنطقة إلى المجهول.

وأشار أوغلي إلى أن موافقة السلطات السورية على إدخال المساعدات الإنسانية من قبل المنظمة إلى الداخل السوري، التي أتت استجابة لمطلب المنظمة، وبناء على قرارات الوزاري الإسلامي، دليل دامغ على تحركات المنظمة وفي كافة الأصعدة.