اللجنة العسكرية اليمنية تستأنف عملها في صنعاء.. وإجراءات مشددة حول السجن المركزي في عدن

إصابة 5 بينهم جنود في عدن.. ومحاولة فاشلة لـ«أنصار الشريعة» للسيطرة على «المدفعية المتقدمة»

محتجين يمنيين يعاينون خيامهم المحروقة في صنعاء أمس حيث عقد اعتصام منذ بداية الانتفاضة ضد نظام النظام السابق (أ.ف.ب)
TT

تواصلت أعمال العنف في عدة مدن يمنية، في جنوب البلاد، بين قوات الجيش ومسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، حيث أصيب جنديان، ومدني، في اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن، ومسلحين، فيما أصيب مسلحين اثنين، بحسب مصادر محلية، وكشفت وزارة الداخلية اليمنية عن مخطط لمسلحين من تنظيم القاعدة، لمهاجمة السجن المركزي في محافظة عدن، بهدف إطلاق مساجين بداخله، على غرار ما حدث في مدينة رداع، بمحافظة البيضاء، وسط البلاد.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاشتباكات اندلعت صباح أمس في حي المعلا وسط عدن، بعد قيام وحدات من الجيش بفتح شارع المعلا، المغلق منذ العام الماضي، وتمركزت فيه». وأعلنت «القاعدة» مسؤوليتها عن عمليات قتل وجرح عشرات الجنود، في محافظة أبين، والبيضاء وعدن، خلال الأيام الماضية. بينما حذرت الداخلية اليمنية من مخطط لمسلحين يعتقد أنهم على صلة بـ«القاعدة»، لمهاجمة السجن المركزي في محافظة عدن، بهدف إطلاق مساجين بداخله، على غرار ما حدث في مدينة رداع، بمحافظة البيضاء، وسط البلاد قبل شهرين.

وقالت الوزارة في بيان صحافي على موقعها الإلكتروني: «إنها شددت، من إجراءات حماية كل من السجن المركزي، ومصلحة السجون والأمن في محافظة عدن، تحسبا لأي هجمات قد تستهدف السجن من قبل العناصر التخريبية». وأكدت الوزارة أن «هذه الإجراءات حول سجن المنصورة جاءت بناء على معلومات أكدت احتمال تعرض السجن لعمليات تخريبية شبيهة بما حدث في سجن رداع بمحافظة البيضاء الشهر الماضي».

يذكر أن سجن المنصورة قد تعرض في وقت سابق لعدد من أحداث الشغب وفرار سجناء من داخله في الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بحسب السلطات. وتشهد عدن عمليات مسلحة لمجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة، استهدفت معسكرات، ودوريات للجيش والأمن، كان آخرها، أمس.

وفي محافظة أبين الجنوبية، قتل 3 مسلحين، من جماعة «أنصار الشريعة» في هجوم فاشل، على مواقع الجيش في منطقة الكود. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط: «إن (أنصار الشريعة)، فشلت مساء الجمعة، في السيطرة على مواقع عسكرية تتمركز فيها وحدات المدفعية المتقدمة التابعة للواء 39 مدرع، التابع للمنطقة العسكرية الجنوبية، بعد هجوم عنيف استمر حتى فجر أمس، مستخدمين الأسلحة المتوسطة، و(آر بي جي)، وقذائف (الهاون)، على المواقع العسكرية، لكنهم فشلوا في التقدم إلى هذه المواقع، بعد تصدى الوحدات العسكرية، لهم بقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، وأجبروهم على الانسحاب، بينما لم تسجل أي إصابات في صفوف الجيش».

إلى ذلك، تحيي اللجنة التنظيمية للثورة، اليوم، الأحد، الذكرى الأولى لـ«شهداء مجزرة الكرامة»، التي قتل فيها أكثر من 60 شابا من ساحة التغيير بصنعاء، في 18 مارس (آذار) العام الماضي، ودعت اللجنة، جميع ساحات التغيير والحرية بعموم محافظات البلاد، لإحياء هذه الذكرى «الأليمة»، والمطالبة، بسرعة تقديم المتهمين فيها للمحاكمة العادلة، بحسب بيان للجنة.

وفي سياق آخر، قررت لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار، استئناف مهامها في إزالة المظاهر المسلحة، في حي النهضة وصوفان بالعاصمة اليمنية، صنعاء، وشهدت هذه الأحياء العام الماضي، مواجهات مسلحة بين قوات الحرس الجمهوري، ومسلحي الزعيم القبلي صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين. وطالبت اللجنة المشرفة على إزالة المظاهر المسلحة، بموجب المبادرة الخليجية، «جميع الأطراف الالتزام بتنفيذ التعليمات الواضحة للجنة العسكرية، عملا بما حددته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وكذا قرار مجلس الأمن (2014) في رفع كل المظاهر المسلحة واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة الأوضاع الطبيعية في البلاد». وكلفت اللجنة في اجتماعها، أمس، لجانها باستكمال رفع وإخلاء وإزالة المظاهر المسلحة في عدد من أحياء صنعاء، بدءا من حي صوفان وحي النهضة والحي الليبي، حتى آخر حي في أمانة العاصمة.

وكان البرلمان اليمني أقر، أمس، استدعاء حكومة الوفاق لتقديم تقرير عما «أنجزته من أعمال ومهام ترتبط بتنفيذ برنامجها العام وتوصيات المجلس التي نالت بموجبها الثقة، وما أنجزته من مهام في إطار بنود (المبادرة الخليجية) وآليتها التنفيذية المزمنة». وناقش البرلمان في جلسته، الاختلالات الأمنية في مدن بجنوب البلاد، معبرا عن أسفه وإدانته للأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة، مؤكدا «أهمية القضاء على هذه الظاهرة واجتثاثها بما يحقق دعائم الأمن والاستقرار في ربوع الوطن اليمني».