مجموعة منشقة في إدلب تطلق على نفسها اسم «سرية الشهيد رفيق الحريري»

«الجيش الحر» لـ «الشرق الأوسط»: اعتمدنا التسمية وفاء لمواقف تيار المستقبل ودعمه للنازحين

تشكيل كتيبة الشهيد كمال جنبلاط بحلب أمس (أوغاريت)
TT

لم يرتد الإعلان عن تشكيل مجموعة منشقة عن الجيش السوري النظامي في محافظة إدلب تطلق على نفسها اسم «سرية الشهيد رفيق الحريري» بطريقة إيجابية على تيار المستقبل في الداخل اللبناني، مع ارتفاع أصوات قوى 8 آذار التي اعتبرت الخطوة «دليلا واضحا على أن (المستقبل) يقحم نفسه ومعه لبنان في الأزمة السورية ويمد المعارضة السورية بالأسلحة والمقاتلين».

وكانت المجموعة المنشقة تبنت وعبر مقطع فيديو تم تحميله على موقع «يوتيوب» عملية نفذتها ضد قوات الأمن السورية. وعرّف عسكري منشق في الفيديو الذي يحمل تاريخ 13 مارس (آذار) بنفسه قائلا «أنا الملازم محمد مناف معراتي قائد سرية الشهيد رفيق الحريري». وذكر أن مجموعته سيطرت على حاجز للقوات السورية النظامية في خان شيخون في محافظة إدلب «ردا على مجازر النظام في حمص». ويظهر في الشريط، الذي انكب اللبنانيون على مشاهدته فور الإعلان عن الخبر، عناصر آخرون يقولون إنهم من «الجيش الحر» وهم يعتلون دبابة ذكروا أنهم غنموها بعد السيطرة على حاجز التمانعة.

وكشف الناشط من المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب نور الدين العبدو، أن «سرية الشهيد رفيق الحريري تشكلت قبل نحو شهر في منطقة ريف معرة النعمان»، موضحا أن إطلاق هذا الاسم على السرية هو «تأكيد من عناصرها للعالم على تورط الرئيس السوري بشار الأسد في جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري وتعبير عن الشكر لمواقف نجله سعد من الثورة السورية».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أوضح نائب قائد «الجيش السوري الحر» العقيد مالك الكردي أن «هذه التسمية وغيرها من تسميات السرايا والكتائب تتم بالتوافق والتنسيق بين المجموعات على الأرض وقيادة (الجيش السوري الحر)»، لافتا إلى أن «تسمية سرية الشهيد رفيق الحريري جاءت تقديرا لمواقف تيار المستقبل من الثورة السورية ووفاء لدعمه للنازحين السوريين»، وقال «السوريون يحبون ويقدرون كثيرا الشهيد رفيق الحريري ويعلمون تماما أن بشار الأسد هو من أمر شخصيا بقتله».

وردا على سؤال عما إذا كان إطلاق هذه التسمية يعني أن هناك عناصر حزبية من «المستقبل» تشارك بالقتال في الداخل السوري، قال الكردي «نحن لا نحتاج لعناصر لبنانية أو أجنبية أو عربية للقتال، فلدينا ما يكفي من الرجال، وكل ما نحتاجه السلاح خاصة بعدما تم مؤخرا إقفال كل المنافذ الحدودية». وأكّد الكردي أن الجيش الحر ليس بوارد إطلاق تسميات «(رئيس مجلس النواب نبيه) بري و(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله على السرايا، لأنهما يدعمان آلة القتل السورية ويرسلان الشبيحة للقتال». بدوره، علق عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر على التسمية لافتا إلى أنها «نتيجة طبيعية لدعم التيار للمظلومين بمقابل دعم قوى 8 آذار للظالم»، معتبرا أنه «لو كانت مواقف هذه القوى من الملف السوري شبيهة بموقف (المستقبل) لكنا شهدنا على تسميات «كسرية نصر الله أو سرية عماد مغنية».

واستهجن صقر تعليق قوى 8 آذار الكثير من الأهمية على الموضوع، داعيا إياها للتوقف عند سيل الدم السوري، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «فليعالجوا العَوَر المصابين به بالنظر إلى الثورات قبل التلهي بالهجوم علينا.. نحن دعمنا الثورات من دون استثناء، فيما هم يدعمون ثورات مصر وتونس والبحرين ويرفضون دعم الثورة السورية». وردا على سؤال، أوضح صقر أن «تيار المستقبل لا ينسق مع قوى المعارضة السورية بل يدعم الثوار سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا».

يذكر أن ناشطين سوريين كانوا قد أعلنوا أول من أمس أن قوات الأمن استهدفت الملازم مناف معراتي قائد سرية الشهيد رفيق الحريري بقذيفة مدفعية أحرقت سيارته لكنه لم يصب بأذى.