السلطة ترفض عرضا إسرائيليا بإبعاد الأسيرة المضربة إلى غزة

حالة هناء شلبي الصحية تسوء بعد 31 يوما من الاضراب عن الطعام

TT

رفضت السلطة الفلسطينية، عرضا إسرائيليا، بترحيل المعتقلة الإدارية هناء شلبي، المضربة عن الطعام منذ 31 يوما، إلى قطاع غزة. وقال وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع: «نحن لا نقبل ذلك ولا نشرع عملية الإبعاد، وعلى الإسرائيليين الإفراج عن هناء إلى بيتها خاصة أن اعتقالها غير قانوني وغير منطقي ولا تملك المحكمة أي إثباتات على إدانتها وليست هناك أسباب موجبة قانونيا لاعتقالها».

وجاء العرض الإسرائيلي أثناء مشاورات بين النيابة العامة الإسرائيلية، وهيئة الدفاع عن شلبي، وهي المشاورات التي أمرت بها محكمة الاستئناف الإسرائيلية، التي تأمل من الطرفين التوصل إلى صفقة متفق عليها. وأصبحت حياة شلبي في خطر شديد بعد 31 يوما من الإضراب عن الطعام ونحو أسبوع من التوقف عن تناول الأملاح الضرورية للجسم، واكتفت بتناول لترين من الماء يوميا.

وقال قراقع في بيان: «إن ناقوسا جديا يقرع حول صحة الأسيرة هناء الشلبي.. حالتها الصحية خطيرة للغاية». وأضاف: «لقد انهار جسمها ولم تعد قادرة على الوقوف بعد أن هبط وزنها بشكل حاد، وبدأت تصاب بالدوخان وعدم القدرة على الكلام والنوم». وأكد محامي وأطباء الشلبي تدهور حالتها الصحية، وقال محاميها رائد محاميد: «إن إجراء فحوص طبية عدة لها، أشارت إلى أنها في حالة خطرة».

وقالت جمعية أطباء لحقوق الإنسان إن الشلبي «تُعاني انخفاضا في دقات القلب وفي نسبة السكر، ونقصانا في الوزن، وضعفا كبيرا في العضلات، واصفرارا في العيون، وأوجاعا في عظام الصدر، ونسبة أملاح عالية جدا في الدم، أثرت على الكلى».

وعلى الرغم من حالتها الصحية تصر الشلبي على مواصلة الإضراب الذي بدأته الشهر الماضي، احتجاجا على تحويلها للاعتقال الإداري، بعد فترة وجيزة من الإفراج عنها في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.

وحمل قراقع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية الكاملة، عن حياة الشلبي واتهمها بالتعمد في إيصالها إلى هذه الحالة المتردية. وأكد أن القيادة الفلسطينية ممثله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء سلام فياض، تجري اتصالات مكثفة مع كافة الجهات السياسية والدبلوماسية والحقوقية من أجل إنقاذ حياة الشلبي والإفراج عنها.

ومن غير المعروف إلى أي مدى يمكن أن تستجيب السلطات الإسرائيلية للضغوطات الدولية والعربية بشأن الأسيرة المضربة، وكانت قبل ذلك تركت الأسير خضر عدنان مضربا عن الطعام 67 يوما قبل أن تقرر عدم التجديد له مرة أخرى، وليس الإفراج عنه.

وتحول الأمر بالنسبة للإسرائيليين إلى معركة «كسر عظم»، بعدما انتصر عدنان، واستلهمت الشلبي تجربته، ومن ثم التحق بها نحو 15 أسيرا معتقلين بالإداري، وعقيد طيار محكوم بالمؤبد، فيما من المقرر أن تبدأ السجون الشهر المقبل أوسع إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على ظروف الاعتقال.