معلومات عن «عملية عسكرية وقائية» في ريف حلب بذريعة «الانقضاض على مجموعات سلفية»

العميد المنشق مصطفى الشيخ لـ «الشرق الأوسط»: النظام كاذب ويتذرع بالإرهاب لاقتحام المدن السورية بأكملها

TT

رد العميد المنشق مصطفى الشيخ على ادعاءات النظام بوجود مجموعات سلفية في ريف حلب، بالقول إن النظام «كاذب، ويمهد لاقتحام سوريا بأكملها، ويدمر القرى والمدن السورية بحجة مكافحته للإرهاب، ومقارعته الفصائل السلفية والإرهابيين».

وقال الشيخ في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن «جميع السوريين يعرفون أنه لا موطئ قدم للإرهابيين والمتطرفين في سوريا، بل تتعايش جميع مكونات المجتمع السوري مع بعضها بسلام، لكن النظام بات يتخذ من تلك الادعاءات حجة لاقتحام المدن، ولتبرير قمعه للاحتجاجات».

وكانت معلومات ترددت بين أوساط المعارضة السورية عن خطة عسكرية وضعها الجيش النظامي لاقتحام ريف حلب، والتحضير لـ«عملية عسكرية وقائية»، يتذرع النظام بأن القيام بها يأتي استجابة لمعلومات تقصتها فروع الاستخبارات بشأن خطط لتمركز «مجموعات سلفية في المنطقة، وتأسيسها لعمل مماثل على أرضها كالذي حصل في حمص».

وقال الشيخ إن ريف حلب، كما هو حال جميع الأراضي السورية، «لا يضم مجموعات إرهابية، ولا وجود لهم في أي منطقة، كما يتذرع النظام»، مشددا على أن الحديث عن خطة للانقضاض عليهم، يعني «تحضير النظام لحملة عسكرية لتطويع ريف حلب، والتوجه شرقا تدريجيا باتجاه الرقة للقضاء على الانتفاضة السورية واحتجاجات المعارضين».

وكشف الشيخ عن أن النظام السوري «وضع خطة عسكرية للقضاء على المعارضين، تبدأ من حمص، ثم تنتقل إلى إدلب، وتتسع باتجاه حلب وريفها، وصولا إلى الرقة في شرق سوريا»، مؤكدا أن قوة المعارضة في ريف حلب «أثارت الذعر في نفس النظام، فقرر الإجهاز على تلك الاحتجاجات وعلى المعارضين، بكل ما أوتي من قوة»، مشددا على أن «النظام عاجز عن الحسم العسكري، وغير قادر على القضاء على كل المدن السورية، حيث يزداد عدد المعارضين، وتقل شعبيته».

وأوضح أن «العجز الذي يعتري النظام، يتمثل في عدم قدرته على نشر جميع ألوية جيشه، التي تناقصت بمعدل 10 في المائة منذ انطلاق الثورة، على جميع الأراضي السورية»، لافتا إلى أن القوات العسكرية «تحاول تعويض النقص بعديد الجيش، عبر الاستعانة بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ التي تقصف الأحياء والمدن»، مشيرا إلى أن «الدبابات التي ترونها على الشاشات، لا تضم أكثر من سائقها، وآمر مدفعية على أبعد تقدير». وإذ أكد أن القوة العسكرية والقمع الدموي «لن يحدا من قدرة المعارضة على مواجهة النظام»، أشار إلى أن «الاحتجاجات في حلب تتصاعد، وقد تأخرت بسبب انتشار عدد كبير من الشبيحة في المدينة، لكنها انتفضت، كما تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في ريف حلب، المنطقة التي ستستهدف قريبا».

وعما إذا كان الهدف من الحملة المزعومة «ضبط الحدود التركية - السورية ومنع دخول اللاجئين السوريين إلى تركيا»، أكد أن «النظام عاجز عن ضبط حدوده، ولا يمكن لأي دولة أن تضبط حدودا تمتد إلى 800 كلم، لذلك يستعين الجيش بالمدفعية والقصف المكثف لقطع خطوط الوصول إلى تركيا».

وكان ريف حلب قد شهد في نهاية الشهر الماضي اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي والجيش الحر، خلال عملية عسكرية واسعة قام بها الجيش لاعتقال معارضين في الناحية الشمالية من الريف. واشتبك الجيشان في منطقتي عندان وحريتان تكبد فيها الجيش النظامي خسائر فادحة في العتاد والأرواح، كما داهمت الأجهزة الأمنية السورية أحياء من منطقة «أعزاز» القريبة من الحدود التركية - السورية.