كشف هوية منفذ مجزرة قندهار ونقله إلى سجن عسكري في أميركا

إيراد مبررات كثيرة للمذبحة: غضب بعد إصابة رفيق وربما الكحول والمشاكل العائلية

صورة وزعتها «خدمة توزيع الصور التابعة للدفاع»، تظهر روبرت بيلز (يسار) الجندي المشتبه في ارتكابه مجزرة قندهار، في مركز للتدريب في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

كشف مسؤولون أميركيون هوية العسكري الأميركي المشتبه في أنه قتل 16 قرويا أفغانيا بإطلاق النار عليهم الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أنه يدعى روبرت بيلز، ويبلغ من العمر 38 عاما. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن السرجنت بيلز وصل ليل الجمعة - السبت إلى السجن العسكري في فورت ليفنوورث في كانساس على متن طائرة أقلته من الكويت.

وقد خدم السرجنت بيلز 3 مرات في العراق وكان موجودا في أفغانستان في إطار أول مهمة له في هذا البلد. وكشفت وسائل الإعلام الأميركية أولا هوية بيلز، إلا أن الجيش الأميركي لم يكشف على الفور عن اسمه ولم يوجه إليه أي تهمة.

وقال أحد محامي بيلز إن موكله شعر بالغضب بعد إصابة رفيق له بجروح خطيرة قبل يوم واحد من المجزرة، لكنه لا يكن أي مشاعر عداء للمسلمين. وذكرت صحف أميركية أن بيلز، وهو أب لأربعة أولاد، كان يشعر بالاستياء لأنه لم يتصور أنه سيتم إرساله إلى أفغانستان بعد خدمته في العراق 3 مرات. ويبدو أنه شرب الكحول في الليلة التي سبقت إطلاقه النار على المدنيين الأفغان في انتهاك لقواعد القتال الأميركية. وقال مسؤول أميركي طالبا عدم كشف هويته إن «المحققين لديهم أسباب تدفعهم إلى الاعتقاد بأن الكحول كان أحد عوامل هذا الحادث المأساوي». وصرح مسؤول لم يكشف هويته لصحيفة «نيويورك تايمز» الخميس أن بيلز «قد يكون فقد السيطرة على نفسه» بسبب الضغط النفسي والكحول ومشاكل عائلية.

وتحدثت وسائل إعلام عن شعوره بالاستياء لعدم ترفيعه، وكانت لديه قبل التحاقه بالجيش مشاكل مع القضاء وخضع لتدريب على ضبط الأعصاب. ففي يوليو (تموز) 2002 دفع ببراءته في قضية اعتداء جنائي أمام محكمة تاكوما البلدية. وأرجأت المحكمة اتهامه رسميا 6 أشهر بعدما وافق على شروط فرضتها عليه. وقد خضع لعشرين ساعة من التدريب على ضبط الأعصاب ومنع بأمر من الاتصال بالضحية ولم يرتكب أي مخالفة أخرى خلال الأشهر الستة، ودفع غرامة قدرها 300 دولار، كما كشفت وثائق قضائية. وأسقطت المحكمة التهم عن بيلز في فبراير (شباط) 2003.

وبعيد الكشف عن هويته، أغلقت صفحات عدة على الإنترنت تتضمن صورا أو معلومات عنه بما في ذلك صفحة تابعة للموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الأميركية تعود إلى 2009. لكن الدخول إلى بعض الصفحات بقي ممكنا. وأفاد مقال نشر في فبراير 2009 على صفحة تابعة للجيش الأميركي أن بيلز شارك خصوصا في واحدة من أعنف المعارك في العراق في يناير (كانون الثاني) 2007 ضد ميليشيا شيعية في الجنوب. وأوضح المقال أن المعركة التي استمرت 15 ساعة انتهت بمقتل 250 مقاتلا جميعهم من «الأعداء». وعبر بيلز حينذاك عن اعتزازه بوحدته. وقال بيلز: «أعتقد أن هذا هو الفارق الحقيقي بين أن تكون أميركيا وأن تكون رجلا شريرا يعرض حياة عائلته للخطر». وتظهر مواقع أخرى صورا للجندي بزي مموه، خصوصا خلال تمرينات في مركز للتدريب في صحراء موهافي في ولاية كاليفورنيا.

وأثار قرار نقل الجندي الأميركي إلى الولايات المتحدة غضب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. ويفترض أن يبقى بيلز في فورت ليفنوورث بينما يواصل محققو الجيش عملهم لكشف تفاصيل قتله هؤلاء المدنيين. وكان مسؤولون محليون طالبوا بمحاكمة بيلز في أفغانستان لكن قادة الجيش الأميركي قرروا نقله بسرعة من هذا البلد الذي يشهد اضطرابات وأعمال عنف.

وقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الأفغاني كرزاي جددا التأكيد الجمعة خلال محادثة هاتفية أن موعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان لا يزال في نهاية 2014. وكان كرزاي أعلن الخميس في بيان أن كابل تنوي تولي مسؤولية الأمن في البلاد محل قوة الحلف الأطلسي (إيساف) اعتبارا من عام 2013 وليس مع نهاية 2014 وفق ما كان مقررا. لكن بحسب البيان الذي تضمن ما جرى في المحادثة الهاتفية ونقله البيت الأبيض، فإن الرئيسين أكدا مجددا أن «القوات الأفغانية ستنهي العملية الانتقالية وستتولى كامل المسؤولية الأمنية في كل أرجاء البلاد في نهاية 2014».