قصف عنيف على مدن ريف دمشق وحماه.. واعتقالات عشوائية

6 قتلى بإطلاق نار على مشيعي جنازة في الرقة

TT

لم يحجب الانفجاران اللذان هزا قلب العاصمة السورية دمشق أمس، الأنظار عن الأوضاع الأمنية المتفاقمة على الأرض، سواء في ريف دمشق وحلب وحماه وحمص وريفها التي تعرضت بمعظمها لعمليات قصف عنيف وإطلاق نار أوقعت ضحايا وعمليات اعتقال واسعة، فضلا عن الحصار الذي يطوق هذه المدن وبلداتها وأريافها ويشل الحياة فيها. وتحدثت المعلومات عن سقوط أكثر من 20 قتيلا في هذه المناطق كحصيلة أولية.

فقد أعلن الناطق باسم «اتحاد تنسيقيات الثورة في ريف دمشق» آرام الدوماني، أن «قوات الأمن ما زالت تفرض طوقا أمنيا خانقا على مدن ريف دمشق، وهي نفذت (أمس) اقتحامات واعتقالات عشوائية في مدن دوما وحرستا وعربين وسقبا وحموريا، مدعومة بآليات الـ(بي تي آر) تحت غطاء كثيف من النيران، والقناصة المتمركزة على أسطح المباني المرتفعة». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع الأمني صعب جدا والتنقل بين حي وآخر شبه معدوم، ما يضطر الناشطين لخلق ممرات آمنة تسمح لهم بتقديم المساعدات للمصابين»، مشيرا إلى أن «مدينة الرقة شهدت ليل أمس (الجمعة) مظاهرة حاشدة للحرائر وفاء للمدينة، وتنديدا بجرائم النظام وهجوم قوات الأمن الهمجي على المدينة ومحاصرتها». وأعلن أن «ستة شهداء سقطوا في الرقة ظهرا (الجمعة) بعدما فتح عناصر أمن النار على مشيعي جنازة شهيد سقط يوم الجمعة». وأوضح ناشطون أيضا أن عددا من الشهداء والجرحى سقطوا (أمس) خلال مظاهرات احتجاج رفع المشاركون فيها شعارات مؤيدة لحمص، ردت عليها قوات الأمن بإطلاق نار كثيف سبق اقتحامها المدينة». وأشار الناشطون إلى «محاولة قوات النظام سرقة الجثث من المشفى الوطني». وأكدوا أن «انشقاقا حصل داخل فرع أمن الدولة في الرقة، كما سمع دوي انفجارات قوية داخل مبنى فرع أمن الدولة».

إلى ذلك، أعلن عضو «مجلس قيادة الثورة في حماه» أبو غازي الحموي، أن «قلب المدينة تعرض ليل أمس (الجمعة) لقصف عنيف بسبب خروج مظاهرات ليلية كبيرة، وهذا القصف دمر منازل فوق رؤوس قاطنيها، لا سيما في حي الأربعين، حيث سبب هذا القصف انهيار قسم كبير من مبنى، ما أوقع مجزرة سقط فيها ما لا يقل عن عشرة شهداء بينهم عدد من الأطفال». وأكد أبو غازي لـ«الشرق الأوسط»، أن «حماه مدينة مقطعة الأوصال بالحواجز وانتشار عشرات الدبابات والآليات العسكرية في شوارعها وأحيائها، وهي الآن تعاني من أوضاع صحية صعبة للغاية، وفقدان للكوادر الطبية والإسعافات والأدوية»، لافتا إلى أن «الاعتقالات طالت عددا من الأشخاص في حي الشريعة».

وكشف أبو غازي عن تعرض «مدينة اللطامنة بريف حماه لقصف مدفعي عشوائي»، مشيرا إلى أن «هذا القصف لم يوفر قلعة المضيق الأثرية المأهولة بالسكان لليوم الخامس على التوالي، وهذا القصف أدى إلى تدمير بوابتها الشرقية ودك سورها». وقال «إن الحصار لا يزال مفروضا على مدينة طيبة الإمام من كل الاتجاهات، مع قطع كامل للاتصالات والإنترنت عنها، كما أنها لا تزود بالتيار الكهربائي لأكثر من تسع ساعات في اليوم، كما يستقدم الجيش السوري تعزيزات إلى محيطها، كمؤشر على محاولة اقتحامها وهو ما يجعل الوضع الإنساني فيها سيئا للغاية»، لافتا في الوقت نفسه إلى «تعرض مدينة السلمية التي تقطنها الطائفة الإسماعيلية إلى إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن العسكري، طال منازل ومحلات تجارية للمعارضين الذين يلتزمون بالإضراب».

بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه «تم العثور على جثة تعود لمواطن كانت الأجهزة الأمنية اعتقلته قبل أيام في قرية غباغب في ريف درعا التي اقتحمتها قوات عسكرية أمنية مشتركة». وأعلن المرصد في بيان له عن «مقتل شرطيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح برصاص مسلحين مجهولين هاجموا قسم الشرطة في بلدة حريتان في ريف حلب».