الولايات المتحدة قد لا تتوصل إلى اختيار مرشحها لرئاسة البنك الدولي في الوقت المحدد

فترة زوليك تنقضي في يونيو و3 أسماء تلوح في الأفق

TT

تلقى الولايات المتحدة صعوبة في تسمية مرشحها لرئاسة البنك الدولي وقد لا تحسم خيارها قبل الموعد الأخير لتقديم الترشيحات الذي حدد في 23 مارس (آذار) بحسب معلومات حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية من مصادر متطابقة.

وقد وقع اختيار واشنطن في الآونة الأخيرة على 3 مرشحين محتملين لخلافة الأميركي روبرت زوليك الذي سيتخلى عن مهامه في رئاسة البنك الدولي في 30 يونيو (حزيران) المقبل.

والأسماء الثلاثة المطروحة من قبل حكومة الرئيس باراك أوباما هي سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة والسيناتور الديمقراطي جون كيري المرشح الذي لم يحالفه الحظ في السباق إلى البيت الأبيض في 2004 ووزير الخزانة السابق لورانس سامرز.

لكن مصدرا مقربا من البنك الدولي أشار في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «وضع متأزم» حاليا.

ورأى أن الأميركيين في هذه السنة الانتخابية «ليسوا مرتاحين كثيرا لفكرة التخلي عن كيري» الذي يلعب دورا أساسيا في مجلس الشيوخ، و«رايس تمسك بالخيوط لـ(خلافة هيلاري كلينتون) في وزارة الخارجية (...) وبالتالي ليس لديهم أي مرشح في هذه المرحلة للبنك».

وفي الواقع فإن «سامرز يشكل استفزازا حقيقيا بالنسبة للدول الناشئة»، فيما لا تبدي دول مجموعة السبع «أي حماسة كبيرة» وبعبارة أخرى «ليست مرتاحة بكل وضوح» لاحتمال ترشيحه بحسب المصدر نفسه.

وبسبب جدل يعود إلى الفترة التي كان يشغل فيها منصب كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي مع بداية تسعينات القرن الماضي، لا ينظر الأفارقة بعين الرضى إلى سامرز.

ورفضت وزارة الخزانة الإدلاء بأي تعليق في هذا الصدد عندما اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية.

لكن مصدرا رسميا أميركيا أقر ضمنا بصعوبات الحكومة في حسم خيارها، ملمحا إلى أن الولايات المتحدة قد لا تكون جاهزة في الوقت المحدد.

وقال هذا المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية «إن الموعد الأقصى لاختيار (مرشح) هو الجمعة المقبل ونسعى بقدر الإمكان لنكون جاهزين في الوقت المحدد».

وبموجب اتفاق ضمني بين أوروبا والولايات المتحدة فإن رئاسة البنك الدولي تعود دوما إلى أميركي فيما يتولى أوروبي رئاسة صندوق النقد الدولي.

لكن يتوجب أن يكون مرشح الولايات المتحدة قادرا على الحصول على تأييد واسع في مجلس إدارة البنك حيث تمثل الدول الأعضاء الـ187 في المؤسسة.

والبيت الأبيض لا يرغب في تجديد ولاية زوليك الذي اختاره لهذا المنصب الرئيس السابق جورج بوش الابن. وقد فكر بترشيح هيلاري كلينتون لكن الأخيرة أكدت أنها تطمح إلى الراحة بعد توليها وزارة الخارجية.

ورأى المصدر المقرب من البنك الدولي أنه من المرجح أن تقدم الولايات المتحدة اسما جديدا لا سيما أن فرضية ترشيح سامرز تبدو وكأنها مفروضة بقوة، ولا يتوقع «أن يطرح تأجيل موعد 23 مارس مشكلة كبيرة».

وبحسب الجدول الزمني المتفق عليه فإنه ينبغي اختيار الرئيس المقبل قبل اجتماع البنك الدولي في 20 أبريل (نيسان) المقبل.

والمرشح الوحيد المعلن إلى اليوم هو الخبير الاقتصادي الأميركي جيفري ساكس المتخصص بمسائل التنمية والذي ينتقد صراحة الطريقة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة برأيه البنك الدولي لتغليب مصالحها، ولكنه تلقى دعم 26 نائبا أميركيا.

وصرح في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة أن ترشيحه عرض رسميا من قبل عضو أو أكثر في البنك الدولي لكنه لم يذكر أي اسم.