سينما الأبعاد الثلاثية تخطو أولى خطواتها في مصر

نقاد وسينمائيون يرونها تقنية صالحة لكل أنواع الأفلام

TT

تشهد السينما المصرية في الفترة المقبلة تجربة إدخال تقنية الأبعاد الثلاثية (3D) في تصوير الأفلام السينمائية، بعد أن كشف بعض المخرجين عن نيتهم في اللجوء إليها لتقديم أفلامهم، وهو ما كشف عنه مؤخرا المخرج تامر مرتضى، عندما أعلن عن بداية تصوير فيلمه «ألف ليلة وليلة» بهذه الطريقة، والتي سوف توظف في مشاهد الحروب والجيوش والمراكب والبحار التي يلعب فيها الغرافيك دورا مهما، وكذلك سيتم اللجوء إليها في مشاهد الطيور الخرافية والحيوانات والثعابين والهياكل العظمية التي تدخل في صراع وحروب مع أبطال الفيلم.

وكشف المخرج طارق العريان والمؤلف محمد حفظي عن نيتهما تقديم فيلم يحمل عنوان «الدجال» بتقنية الأبعاد الثلاثية، وستدور أحداثه حول فتنة المسيخ الدجال، حيث سيعتمد جزء كبير من الفيلم على الخيال العلمي لتوضيح شكل الحياة على الأرض بعد مئات السنين. أيضا أعلن المخرج حسام الجوهري بالتعاون مع المنتج صلاح رمزي نيته تقديم فيلم بعنوان «التمساح»، وهو من نوعية أفلام الأكشن والتشويق والإثارة، وسوف يعرض بتقنية الأبعاد الثلاثية التي يتم التحضير لها بتكلفة باهظة. من جهة أخرى، بدأ عدد من الفنانين الانتباه إلى أهمية تقنية الأبعاد الثلاثية ودورها في جذب المشاهدين إلى الأعمال المقدمة، فمؤخرا أعلنت القناة الرسمية للمطرب تامر حسني على موقع «يوتيوب» عن إمكانية مشاهدة مسلسله الأخير «آدم» الذي عرض في شهر رمضان الماضي بتقنية الأبعاد الثلاثية.

التجربة ذاتها استطاعت أن تثبت نجاحها في هوليوود على مدار الأعوام الماضية، حيث تمكنت من جذب نظر المشاهد إلى ثورة جديدة وأخذته بألوانها وعمقها الجديد إلى عالم آخر من خلال النظارة المخصصة لمشاهدة الأفلام بتقنية الأبعاد الثلاثية. واستطاعت الكثير من أفلام هوليوود المنتجة بتقنية الأبعاد الثلاثية من تحقيق النجاح عندما عرضت في مصر ومن أبرزها فيلم «أفاتار» لجيمس كاميرون و«كريسماس كارول» للممثل جيم كاري اللذان حققا إيرادات مرتفعة، فإلى أي مدى ستنجح هذه التقنية في الأفلام المصرية في ظل المشاكل الاقتصادية والإنتاجية الحالية؟

الناقدة ماجدة خير الله، ترى أنه تجب الاستفادة من أي تقنية جديدة ومواكبة التغيرات التي تحدث في العالم، وبرأيها فإن الأهم، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، هو تحديد مجالات استخدامها بدقة لتحقيق أقصى استفادة منها، خصوصا أنها مكلفة جدا، وتحتاج لشاشات عرض مختلفة وتقنيات حديثة في صالات عرض السينما. وتشير خير الله إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل هذه التقنية في مصر أو مدى نجاحها لأنها لم تظهر للنور بعد، مؤكدة أن ظروف الشركة المنتجة هي التي سوف تؤثر في نجاح هذه الأفلام أو فشلها.

وتنوه بأن هذه التقنية يمكن استخدامها في جميع أنواع الأفلام، فالأمر يعتمد في المقام الأول على رؤية المخرج وشركة الإنتاج، أما التقنية ذاتها فهي صالحة لكل أنواع الأفلام شأنها في ذلك شأن «الكاميرات الديجيتال» التي تستخدم حسب رؤية المخرج.

أما الناقد الفني طارق الشناوي فيرى أن نجاح أي تقنية لا يعتمد فقط على مجرد استخدامها ولكن كيفية الاستخدام هي التي تحدد مدى نجاح العمل، فالسينما في البداية كانت صامتة ثم دخل الصوت إليها ثم الألوان ونجحت كل تقنية جديدة في السينما، وفقا للكيفية التي استخدمت بها.

وأوضح الشناوي أن تقنية الأبعاد الثلاثية تعد جوهرية ومهمة، حيث يرى الإنسان في الطبيعي البعد الثالث، وبما أن السينما تعكس الواقع فإن استخدام هذه التقنية سيرسم الواقع بشكل أوضح، مؤكدا أن انتشار هذه التقنية على مستوى العالم لا يعني انتهاء الأفلام العادية ذات البعدين فلن تحل سينما الأبعاد الثلاثية محل السينما العادية.

وأشار إلى أن هذه التقنية تستخدم حاليا في أفلام الخيال والأطفال ولكنها مع الوقت يمكن أن تستخدم في جميع أنواع الأفلام، مؤكدا أن النجاح التجاري للأفلام بتقنية الأبعاد الثلاثية هو الذي سيحدد مدى انتشاره في مصر فيما بعد، فعندما يقبل الناس على هذه الأفلام سيتبناها المنتجون.

أما تامر مرتضى، مخرج فيلم «ألف ليلة وليلة»، أول فيلم سيقدم بتقنية الأبعاد الثلاثية، فكان قد أكد من قبل أن هذه التقنية تعد إحدى الأدوات التي يستخدمها المخرج لكي يعبر عن إحساس معين، مشيرا إلى أن استخدامها في الخيال يساهم في تجسيده بشكل واقعي، مضيفا أن الفيلم ليس رومانسيا ولا دراميا، إنما هو خيال من الدرجة الأولى، وهو نوعية جديدة من الأفلام في مصر، لذا فإن استخدام هذه التقنية يساهم في تجسيد هذا الخيال، موضحا أن لجوءه إليها جاء بسبب التغيير الذي طرأ على التكنولوجيا نفسها في السنوات الماضية.