برامج تلفزيونية في إسرائيل تسخر من التهديدات الإيرانية.. وتجد فيها مصدرا للفكاهة

مسلسلات كوميدية مليئة بنكات عن إيران.. وخطاب نتنياهو يتحول إلى مصدر للسخرية

TT

عادة لا يمثل التهديد الإيراني باستخدام الأسلحة النووية والضربة العسكرية المحتملة من جانب إسرائيل، مصدرا للفكاهة. ومع ذلك، يرد الإسرائيليون على الخطابات الساخنة والتحذيرات المخيفة بعروض ورسومات هزلية وباستخدام شخصية «دافي داك» الكرتونية - في ما يمثل كوميديا سوداء في مواجهة ما يصرح به القادة من خطر حقيقي.

لقد حذرت إسرائيل من أن البرنامج النووي لإيران يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، على الرغم من إنكار إيران. وتعتقد إسرائيل أن هذا من شأنه أن يهدد وجود الدولة اليهودية، خاصة مع التقدم الإيراني المماثل في صناعة الصواريخ والإشارات المتكررة من جانب قادتها إلى نيتهم تدمير إسرائيل.

ولمح بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران لوقف برنامجها النووي في حالة فشل العقوبات الدولية، مما قد يدفع بدوره إيران لإطلاق وابل من القذائف والصواريخ المدمرة من قبل أذرع إيران في المنطقة - حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

الموقف ليس طريفا، ولكن ذلك لم يمنع البرنامج التلفزيوني الساخر الأكثر شعبية في إسرائيل من أن يستغله. فقام برنامج «إريتز نيهيديريت» (بلد رائعة) بعرض تمثيلية هزلية لسيدتين في مطعم. تقول الأولى وهي تقضم شطيرة لحم: «هل عدت لممارسة التمارين الرياضية مجددا؟»، فتجيبها صديقتها: «بالطبع، فالشتاء على وشك الانتهاء ولا أريد أن أذهب للشاطئ وقد تضاعف وزني». فتسألها المرأة الأولى: «أي شاطئ؟ ستندلع حرب مع إيران هذا الصيف». ولإدراكها عدم جدوى اتباع نظام غذائي، حيث باتت النهاية وشيكة، تلتهم الشطيرة.

وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، فإن بعض المسلسلات الكوميدية مليئة بنكات عن إيران، حيث صرح ممثلون كوميديون مؤخرا في حلقة من مسلسل «حالة الأمة» (State of the Nation) بأن إسرائيل لن تقوم بضربة جوية بسبب ارتفاع أسعار الوقود للطائرات المقاتلة، بينما تطالب مجموعة على موقع «فيس بوك» نتنياهو بعدم الشروع في حرب قبل حفل المطربة مادونا في إسرائيل في مايو (أيار) المقبل.

في إحدى الحلقات المتكررة من برنامج «إريتز نيهيديريت»، يلقي المشاهدون نظرة داخلية على مفاعل نووي إيراني. وعند سؤال عالمين عن مكان زميلهما الثالث، أجابا بوجه جامد: «راح ضحية انفجار»، في إشارة إلى الاغتيالات المريبة لعدد من العلماء النوويين التي اتهمت إيران إسرائيل بالضلوع فيها.

تم تصوير مفاعل نووي في إعلان أذيع مؤخرا على إحدى الشبكات التلفزيونية الكابلية، يظهر فيه ممثلون إسرائيليون متنكرين في أزياء نساء ويقابلون عميلا من الموساد في إيران كان قد قام لتوه بتفجير مفاعل نووي من دون قصد.

«إنها عملية تفريغ للخوف من الفناء في ضوء ما يصرح به السياسيون»، بحسب أور كنيسبل، رئيس تحرير مجلة «بناي بلاس» للثقافة الشعبية.

أضاف كنيسبل أن ردود فعل الإسرائيليين تتشابه مع تلك التي أظهروها إبان حرب الخليج الأولى في بداية التسعينات من القرن الماضي عندما سقطت صواريخ «سكود» العراقية على المدن الإسرائيلية، محدثة هلعا، بينما كانت في الوقت نفسه مصدر إلهام لأعمال كوميدية.

عاد خطاب نتنياهو المقيت ليكون مصدر سخرية منه من جديد. فقد أثمر خطاب ألقاه أمام إحدى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل (أيباك) في واشنطن هذا الشهر عن فيديو يجسد محاكاة تهكمية ساخرة له.

في مواجهة مزاعم إيران بأنها تعتزم استخدام طاقتها النووية لأغراض سلمية، قال نتنياهو: «إذا كان هناك شيء يبدو مثل بطة ويسير مثل بطة ويصدر صوتا مثل صوت البطة، إذن ما هو؟ هذا صحيح، إنها بطة، لكن هذه البطة نووية».

في مقطع فيديو، قوطعت كلماته، التي أخذ يكررها مرارا، بمقاطع بصوت شخصية «دافي داك»، بمصاحبة موسيقى جذابة. لكن ثمة دليل على أن كل تلك الأعمال الفنية الساخرة تغطي بعض المخاوف الحقيقية.

يعتبر «اليوم الأخير» The Last Day، وهو عبارة عن مقطع فيديو مدته خمس دقائق حصد مئات الآلاف من المشاهدات على موقع «يوتيوب»، فيلما يرصد اليوم التالي لشن إسرائيل هجوما على منشآت نووية إيرانية.

وفي هجوم مضاد، تسقط قذائف بالقرب من طريق سريع عند أطراف القدس. ويحاول السائقون المذعورون الهرب من الفوضى المحيطة، لتوقفهم سحابة عملاقة على شكل فطر من على بعد.

وذكر مخرج الفيلم، رونين باراني، إن ردود الفعل الثقافية تجاه الأزمة الإيرانية في ازدياد، لأن الجمهور الإسرائيلي يشعر بأن التهديد الإيراني بات أكثر وضوحا من أي وقت مضى.

«نحن خائفون بالفعل، ونفضل عدم التفكير في الأمر، لكننا نعلم أن مثل تلك الأشياء يمكن أن تحدث»، هكذا قال. وأضاف: «نحن نسخر من الأمر، لكننا نعلم أن علينا أن نأخذه على محمل الجد».