فرقة إيرانية تتهم شركة إنتاج سينمائي هندية بسرقة ألحانها

الفرقة سجلت أغانيها طبقا لحقوق الطبع الكندية

باروبكس
TT

أقامت فرقة بوب إيرانية دعوى قضائية على إحدى شركات الإنتاج السينمائي الهندية، زاعمة سرقة محتوى موسيقي خاص بها. وأرسلت الفرقة الإيرانية «باروباكس كور» إخطارا إلى جهات الإنتاج والتوزيع والتأليف الموسيقي لأحدث فيلم هندي بعنوان «أجنت فينود» بزعم سرقة بعض أجزاء من محتوى الألبوم الخاص بهم «سوسان خانوم» الذي أنتج عام 2010. وتصدرت هذه الموسيقى الغريبة المسروقة والمستخدمة في أغنية «بيار كي بانجي باجا دي» القوائم وتذاع على مختلف المحطات الإذاعية الشهيرة. وتم تأسيس الفرقة الإيرانية عام 2003 على أيدي 3 إيرانيين هم كاشيار هاغهغو، وكيفيان هاغهغو، وحميد فاروزماند. وبحسب الإخطار القانوني الذي أعدته شركة «فيدي بارتنرز» للمحاماة، أنتجت فرقة «باروباكس» في 16 يناير (كانون الثاني) عام 2010 ألبوما غنائيا بعنوان «سوسان خانوم»، الذي حقق شهرة واسعة، لكن في 12 مارس (آذار) من العام الحالي شاهدت الفرقة المقطع الدعائي للفيلم الهندي «أجنت فينود» على إحدى القنوات الفضائية في إيران. وعند سماعهم لأغنية «بانجي باجا دي» تذاع على القناة، أدركوا أن مقدمتها نسخة طبقة الأصل من الأغنية الرئيسية للألبوم الغنائي الخاص بهم. وتشبه الأغنية الأخرى من «أجنت فينود» وهي «ستيل ذا نايت» أغنية «راسبوتين» الشهيرة لفرقة «بوني إم».

ونفت شركة «إيروس إنترتيمنت»، أحد موزعي الفيلم، في بيان رسمي مزاعم الفرقة الإيرانية. وجاء في تصريحها لوسائل الإعلام: «لا يوجد أي مخالفة لحقوق الطبع أي حقوق أخرى. وسيكون أي تصرف من جانبهم لإقامة دعوى قضائية بزعم انتهاك حقوق الطبع غير مناسب ولا محل له. سيتم الرد على أي إجراء قانوني يتم اتخاذه ضد (إيروس) أو المشاركين في الإنتاج بموجب القانون».

وقال كاشيار، أحد أفراد الفرقة الإيرانية، في مقابلة مع التلفزيون الهندي، إن العشر ثواني الأولى من أغنية «بانجي باجا دي» نسخة طبق الأصل من أغنيتهم، فالمقدمة الموسيقية للأغنية هي نفسها. وأضاف: «لقد أعددنا مقطعا مصورا لتوضيح هذا التشابه. ويوضح المقطع المصور هذا التشابه في الموسيقى. مع ذلك يبقى الأمر الأكثر إثارة للذهول هو تماثل التعبير المرئي وخطوات رقص الممثل سيف علي خان مع تعبيراتي في المقطع المصور الخاص بي. وهناك فتاة واحدة تغني جزءا صغيرا من الأغنية الهندية، وهو لحن مسروق هو الآخر».

وزعمت الفرقة أن كل ثانية من الأغنية بما فيها اللحن من تأليفهم. وأشار أعضاء الفرقة أنهم سجلوا أغنيتهم طبقا لقوانين حقوق الطبع الكندية وبالتالي فلا يجوز استخدام الأغنية من دون تصريح من الفرقة. وطلبت الفرقة الإيرانية من المؤلف الموسيقي لموسيقى الفيلم والمنتجين والمخرج حذف الأغنية من الفيلم وعدم استخدامها في الدعاية له. وفي حال عدم القيام بذلك، ستضطر الفرقة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من أجل وضع الأمور في نصابها والحصول على التعويض المناسب. وصرح كاشيار بأنهم أرسلوا إخطارا قانونيا إلى الأطراف الأربعة المنخرطة في أمر الأغنية ومن بينهم المؤلف الموسيقي بريتام وشركة «إيروس» و«تي سيريوس» و«إلوميناتي فيلمز».

وتقول الفرقة الإيرانية: «إنهم لم يستشيروا أيا منا. إذا لم يناقشونا في الأمر، سنقيم دعوى قضائية ضدهم قريبا. وتبلغ ميزانية الفيلم 600 مليون روبية. لم نقرر بعد مبلغ التعويض الذي نريده، لكنه سيكون بالملايين». ونفت الفرقة المزاعم بأنهم يفعلون ذلك بدافع البحث عن الشهرة أو العمل في السينما الهندية، حيث أكدت الفرقة عدم اهتمامها بالغناء في السينما الهندية، مشيرين إلى أنهم سيمنعون من الغناء في إيران، إن أرادوا ذلك بحسب القوانين الإيرانية التي تحظر عليهم العمل داخل البلاد إذا اتجهوا إلى العمل خارجها. ويقول خبراء القانون إن موقف موزعي ومنتجي فيلم «أجينت فينود» جيد في القضية، نظرا لعدم توقيع إيران على أي مواثيق دولية خاصة بحقوق الطبع مع الهند توجب تطبيق جزاء. ولولا هذا لكان وقع منتجو الفيلم في ورطة. ولا تعد مثل هذه المشاكل بالأمر الجديد على السينما الهندية، فقد اعتادت على إعادة تقديم الأفلام الغربية ونسخ موسيقى الأغاني. ومع ذلك ليس هذا الوقت المناسب لتناول أكبر صناعة للأفلام في العالم لهذه القضية. وطالما كانت السينما الهندية غير مبالية بقانون حقوق الطبع. ومن الضروري أن تلتفت السينما الهندية إلى مثل هذا الأمر باعتبارها صناعة إبداعية، فإلى متى سيتعين عليها السعي إلى تسويات لدعاوى قضائية مقامة ضدها ودفع مبالغ ضخمة من المال لاحتواء الموقف. عادة ما يستخدم مؤلفو الموسيقى وصانعو الأفلام مصطلح «مصدر الإلهام» لدحض أي انتهاكات مزعومة لقانون حقوق الطبع. ومع ذلك تلاشى الخط الفاصل بين «مصدر الإلهام» والنقل السافر للمواد الإبداعية. ويتم تطبيق قانون حقوق الطبع بحزم في الهند حاليا، حيث كان الناس في الماضي ينجون بسرقتهم، لكن مع التقدم التكنولوجي وزيادة الوعي العام بدأ الناس يدركون حقوقهم.