«غوغل» تحاور المسؤولين السعوديين على الهواء مباشرة عبر «يوتيوب»

بدأت بوزير التربية والتعليم وتهدف إلى إيصال نبض الشارع السعودي

يبلغ عدد مرات مشاهدة مقاطع الفيديو في المملكة نحو 90 مليون مرة يوميا («الشرق الأوسط»)
TT

شرعت شركة «غوغل» Google مؤخرا في إطلاق مبادرة «حوارات المملكة» بالتعاون مع «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني»، ضمن برامجها المخصصة للسعودية، والتي يتم من خلالها استضافة مسؤول سعودي عبر قناة على موقع «يوتيوب» ضمن بث مباشر يتيح للسعوديين طرح أسئلتهم وتلقي الإجابة عنها بشكل فوري.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن طرابزوني رئيس «غوغل» للمنطقة العربية الناشئة، عن بدء تلك المبادرة باستضافة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم السعودي، وذلك من خلال قناة «حوارات المملكة» على موقع «يوتيوب»، لافتا إلى أنه تم اختيار أكثر من 20 سؤالا مهما للإجابة عنها بناء على تصويت الشعب.

وقال «إن وزير التربية والتعليم كان أول مسؤول سعودي يؤمن بتلك المبادرة، حيث تم الإعلان عن استضافته عبر موقع (يوتيوب) وأداة (غوغل) لتنسيق الحوارات، التي استقبلنا من خلالها ما يقرب من 4 آلاف سؤال حصلت على نحو 40 ألف صوت، ومن ثم اختيار 20 سؤالا مهما أجاب عنها خلال اللقاء».

وذكر أن مبادرة الحوار التي بدأ العمل عليها في السعودية نحو 4 سنوات قبل إطلاقها، تم تنفيذها مسبقا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، إلى جانب بدئها مؤخرا في المملكة من منطلق أهمية الحوار الوطني، مبينا أن الهدف الأساسي منها هو إتاحة المجال أمام الكثير من المواطنين للتواصل مع المسؤولين في ظل صعوبة وجودهم داخل القاعات والاجتماعات الحية.

وأضاف: «نسعى من خلال مبادرة (حوارات المملكة) التي تعد (غوغل) شريكا تقنيا واستراتيجيا فيها، إلى إيصال نبض الشعب للمسؤولين، خصوصا أن الكثير من السعوديين متصلون بشبكة الإنترنت، الأمر الذي يجعلنا نطمح لجعل الشبكة العنكبوتية وسيلة أمام المسؤول للحصول على مرئيات العموم وآرائهم».

وأفاد بأن «غوغل» لا تضع في هذه المبادرة أمورا معقدة، وإنما تعتبر سهلة التنفيذ في أي منشأة متى ما اقتنع بها المسؤول، مشيرا إلى أن جزءا من استراتيجية الشراكة مع الجهات الحكومية تتمثل في زيارة المسؤولين وتعريفهم بالإنترنت وكيفية الوصول إلى آراء الشعب، ومن ثم توفير جميع الأدوات وتهيئتهم ليصبحوا قادة في مبادرة «حوارات المملكة».

وتابع: «انطلقت هذه المبادرة من قناة على (يوتيوب)، إلا أن الشركة تسعى لاستخدام برامج أخرى مع المسؤولين من ضمنها (غوغل بلس)، ولكن المهم اقتناعهم بتلك التقنية، خاصة أن الشعب السعودي جاهز ويريد الحوار الفعلي». جاء ذلك على هامش اختتام شركة «غوغل» أمس لمؤتمرها التكنولوجي «G Saudi Arabia» في جدة، بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية التابع لها.

وشهد المؤتمر حشد مجموعة ضمت مطوري البرامج ومشرفي المواقع ومتخصصي تقنية المعلومات ورجال أعمال وأصحاب المشاريع التقنية، إلى جانب طلاب الجامعات على مدار يومين عقدت خلالهما دورات تدريبية وورش عمل حول مستقبل الابتكار في المملكة وكيفية الاستفادة من مجموعة منتجات «غوغل» كدافع أساسي وراء هذا الابتكار.

وبالعودة إلى رئيس «غوغل» للأسواق العربية الناشئة، فقد أبان أنه تمت «سعودة» جميع منتجات «غوغل» الكبيرة التي من ضمنها «يوتيوب» وبرنامج الخرائط، معتبرا ذلك استثمارات وصفها بـ«الكبيرة» من ناحية الفرق الهندسية والوقت والجهد المستغرق في هذا الأمر.

واستطرد قائلا «إن جميع تطبيقات (غوغل) التي تمت (سعودتها) وأنتجت برامج سعودية عبر قنوات (يوتيوب)، استطاعت خلق وظائف كثيرة للشباب السعودي، فضلا عن عوائد مالية ضخمة للشركات الراعية لمثل هذه البرامج، إذ ثمة أفراد تركوا وظائفهم واتجهوا نحو تلك البرامج»، إلا أنه لم يفصح عن أي إحصاءات بشأن تلك العوائد المادية.

وأكد على أن برنامج «خرائط غوغل» من شأنه أن يولد جيلا يبني تطبيقات جيوغرافية، إلى جانب اتجاهات قيادية متعددة، مبينا في الوقت نفسه أن أي استخدام لهذه التطبيقات في المملكة يعد استثمارا ضمن منصة «غوغل» التي تتيح أمام المبادرين فرصة وضع شركاتهم عليها، مما يخلق عائدا كبيرا لهم.

واعتبر عبد الرحمن طرابزوني وصول المملكة إلى ثاني أكبر الدول نموا في «غوغل» أمرا لم يخطط له مسبقا، فضلا عن أن العائد المادي يعد محصلة ثانوية لاستثمارات «غوغل» في ظل تركيزها الأساسي على خلق منصة استثمار وصفها بـ«الممتازة» في السعودية، مستشهدا على ذلك بمبادرة اعتبرها استثمارا ضخما تتمثل في البث المباشر للحرم المكي عبر «يوتيوب» والذي يصل إلى ما يقارب ملياري مشاهد في 82 دولة حول العالم.

الجدير بالذكر، بحسب إحصاءات حديثة لشركة «غوغل» حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، فإن عدد مرات مشاهدة مقاطع الفيديو في المملكة يبلغ نحو 90 مليون مرة يوميا، وهو ما يمثل أكبر عدد مرات مشاهدة على مستوى العالم، في حين ارتفع عدد مرات التحميل بنسبة 200 في المائة عن العام الماضي، إضافة إلى زيادة مرات المشاهدة بنسبة 260 في المائة خلال العام الحالي.