ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلى 1000 حالة سنوية

د. الصانع: تفاقم الحالات بسبب تحرج السعوديين ذكر الأعراض

TT

كشفت دراسات طبية إلى ارتفاع معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الجنسين من 250 إلى 1000 حالة خلال العشر سنوات الأخيرة، يتم علاجها سنويا بمستشفى مركز الملك فيصل التخصصي بالرياض، حيث تم علاج 3000 حالة سرطان معقدة بلغت نسبة المصابين بسرطان المستقيم 76% الذي يعد من أصعب حالات السرطان. وبين الدكتور ناصر الصانع رئيس قسم جراحة القولون والمستقيم بالمستشفى أن عمر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم يكون عادة بعد عمر 60 للرجال و56 للسيدات محققا هذا المعدل رقما أقل من الأعمار التي يصيبها هذا النوع من السرطانات في الولايات المتحدة وهو 72 سنة.

وفيما أوضح الدكتور لؤي الأشعري استشاري جراحة القولون والمستقيم أن هذا النوع من السرطان يعتبر الثاني بمعدل إصابات السرطان للجنسين، لافتا إلى أن الإصابة به أكثر شيوعا بين الرجال مقارنة بالنساء، فيعد بالمرتبة الأولى بالنسبة للرجال والثالث بالنسبة للسيدات، حيث يصاب 6.4 من بين 100 ألف رجل، مقابل 5.6 من بين 100 ألف سيدة بحسب آخر إحصائيات السجل الوطني للأورام. وأرجع الدكتور الأشعري أسباب ارتفاع معدلات الإصابة لدى السعوديين والتي تزيد من احتمالية الإصابة به، إلى السمنة وطبيعة الحياة غير الصحية بعدم ممارسة الرياضة والتدخين، فضلا عن الإفراط في مستوى الدهون في المأكولات يوميا، وأسباب وراثية قد تتسبب بالإصابة ولكن بنسبة ضئيلة، بينما يزيد احتمالية الإصابة بالسرطان في حال وجود التهاب بالقولون لمدة طويلة.

وأفاد الدكتور الصانع أن أعراض المرض تبدأ بمشاكل مزمنة في الإخراج التي لا تشفيها الأدوية التي يصفها الطبيب، خاصة إن كان المريض قد جاوز الخامسة والأربعين من عمره، حيث يتوجب على الشخص أن يلجأ للطبيب المختص لإجراء الفحوصات الوقائية من فحوص مخبرية ثم المنظار الذي يتم بالأشعة المقطعية بحقن صبغة داخل المستقيم والقولون للتأكد من وجود الورم من عدمه. ويرى الدكتور الصانع أن هناك حرجا كبيرا بين أوساط السعوديين في ذكر أعراض الإصابة بسرطان القولون أو نسبها لأمراض أخرى كالبواسير والانتظار بعدها طويلا لمراجعة الطبيب حيث يكون المرض عندها تمكن من جسمه، وذكر الدكتور الصانع لـ«الشرق الأوسط»: «يجب ألا ننتظر حتى يصبح لدى المريض سرطان، لأن نسبة شفائه في هذه الحالة تقل، فهو يبدأ بلحمية على القولون تكشف بالفحوصات الوقائية، واستئصالها يمنع تحولها إلى سرطان».

وانطلقت صباح أمس الحملة الوطنية للتوعية بسرطان القولون والمستقيم التي يمثلها إعلاميا لاعب كرة القدم السعودي الدولي السابق ماجد عبد الله، وذلك بالتزامن مع فعاليات المنتدى السعودي الدولي لأمراض القولون والمستقيم التي تستمر لمدة أسبوع بمدينة الرياض، والتي دشن خلالها الدكتور عثمان بن أحمد نائب المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث؛ الموقع الإلكتروني للجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم، حيث استعرض اهتمام المستشفى بأمراض القولون والمستقيم، بإنشاء وحدة متكاملة لعلاج القولون والمستقيم والتي تعد الوحيدة من نوعها في السعودية، وبعدها بعام تم تأسيس الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم وتدشين موقعها الإلكتروني بالأمس. أكد الدكتور الصانع بوصفه رئيسا للجمعية أن الحملة موجهه لفئة عمرية محددة وهي للأشخاص ما بين 45 – 50 سنة لتوجيههم للجوء للفحوصات الوقائية عن طريق طبيب الأسرة أو عن طريق طبيب الجراحة أو المتخصص بالجهاز الهضمي، وتوعية المصابين بالتهابات القولون الوراثية للقيام بالفحوصات الوقائية كون فرص الإصابة بالسرطان ترتفع لديهم، بحساب عمر من أصيب لديه من أفراد عائلته بالسرطان وطرح 10 سنوات منه ليكون هو العمر الملائم لأن يبدأ بعده بعمل فحوصات دورية.