مستوطنون يستأنفون عمليات «دفع الثمن» ويهاجمون قرى ويقتلعون الأشجار

الجيش الإسرائيلي يخشى من فقدانهم الأمان الذي يحظون به في أراضي الفلسطينيين

TT

هاجم مستوطنون متطرفون، أمس، فلسطينيين في منازلهم في بلدة برقة القريبة من رام الله، واقتلع آخرون عشرات أشجار الزيتون في بلدة الخضر في بيت لحم، في ما يبدو أنه استئناف لعمليات جماعات «دفع الثمن» التي تستهدف الفلسطينيين الآمنين في الضفة الغربية، بعد شهور من الهدوء النسبي.

وفوجئ أهالي برقة أمس بعشرات المستوطنين يقتحمون قريتهم، ويهاجمون منازلهم، ما فجر مواجهات واسعة أدت إلى إصابة حسان معطان (40 عاما) بجروح متوسطة نقل على أثرها إلى المستشفى.

وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين المسلحين اقتحموا القرية وقاموا بأعمال عربدة واعتداءات على منازلها ومحالها والسيارات والمارة تحت أنظار الجيش الإسرائيلي الذي كان قريبا من المكان دون أن يتدخل. وبرر الجيش عدم تدخله بوقوع مواجهات قصيرة ليست خطيرة بين المستوطنين وأهالي القرية.

وبحسب أهالي القرية، فقد حضر المستوطنون من بؤرة «ميغرون» المجاورة واستخدموا الرصاص الحي في ترويع وتخويف أهالي القرية، قبل أن ينسحبوا ويدخلها الجيش.

وهذه ليست أول مرة يهاجم فيها مستوطنون برقة، فقد أحرق متطرفون يهود مسجد القرية قبل شهور.

وفي بلدة الخضر في بيت لحم جنوب الضفة الغربية، اقتلع مستوطنون عشرات أشجار الزيتون في منطقة «تلة عين القسيس»، وهي منطقة يحاول المستوطنون السيطرة عليها، ويمنعون أهلها من الزراعة. ويستهدف المستوطنون مناطق فلسطينية قريبة من مستوطناتهم في الضفة، ويهاجمون بشكل ممنهج ومنتظم دور عبادة ومنازل ومزارع الفلسطينيين، بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد وانتقاما من إخلاء الجيش الإسرائيلي بعض المنازل المتنقلة للمستوطنين في الضفة.

وحاول الفلسطينيون الدفاع عن منازلهم وأراضيهم عبر تشكيل جماعات حراسة شعبية، غير أن عمل هذه الجماعات ظل محدودا بسبب خضوع هذه القرى النائية عادة، إلى سيطرة الجيش الإسرائيلي وقوة المستوطنين المسلحين.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن جماعات «دفع الثمن» منظمة سرية للغاية، ولا يمكن اختراقها حتى الآن، بينما يتهم الفلسطينيون الجيش بالتستر عليهم.

غير أن قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي الجنرال آفي مزراحي، حذر من أن حالة الهدوء الأمني الحالية السائدة في الضفة الغربية، لن تستمر لفترة طويلة إذا استمرت حالة الجمود في العملية السياسية. واعتبر مزراحي أن المستوطنين الذين يسيرون بأمان في شوارع الضفة الغربية ويتنقلون بين المستوطنات من دون خوف ولا يكرسون وقتا للتفكير في الوضع الأمني، قد لا يتمكنون من ذلك بعد فترة عام. وأضاف «يمكننا الاستمرار في الوضع الحالي عاما على الأكثر، ولكن عوامل الانفجار الداخلي كامنة في الوضع الفلسطيني ولا نعرف بالتحديد متى سيحدث الانفجار».

وأقر مزراحي بأن التعامل مع ظاهرة الإرهاب اليهودي ليست كالتعامل مع ما وصفه بالإرهاب الفلسطيني. وقال «إن (الشاباك) يركز كل جهوده الآن لمنع عمليات قد تجر ردود فعل فلسطينية خارج السياق، مثل تفجير المسجد الأقصى أو تسميم أشجار الزيتون، أو اغتيال مسؤولين».