سليمان الراجحي لـ«الشرق الأوسط»: ما زلت رئيسا لمجلس إدارة بنك الراجحي.. وسوق الأسهم تخطت مرحلة التسارع الغريبة

بدأ حمالا لا يملك شيئا.. وأصبح أحد أعمدة اقتصاد الوطن

الشيخ سليمان الراجحي يتسلم جائزة الملك فيصل العالمية من يد الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع («الشرق الأوسط»)
TT

أكد رجل الأعمال السعودي سليمان الراجحي، أنه ما زال رئيسا لمجلس إدارة مصرف الراجحي، مشيرا إلى أن القطاع البنكي في السعودية في تطور ونمو مستمرين، وأن هناك تأثيرا متبادلا بين الاقتصاد ككل وبين قطاع المال.

وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط» فيما يخص عدد البنوك في السعودية، إن «المشكلة ليست في العدد، وإنما في الخدمات التي تقدمها البنوك، فالعبرة بالكيف وليس بالكم». ولفت في حواره إلى سوق الأسهم السعودية، وقال «السوق أصبحت أكثر نضجا عن ذي قبل بعدما تخطت مرحلة التسارع الغريبة التي دخلها البعض بهدف المكسب السريع».

ودعا الراجحي المستثمرين في القطاع العقاري إلى أخذ الحيطة والحذر، وقال «من خلال معاصرتي لسوق العقار أجدها تمر بفترات تقارب الخمس سنوات من النمو، ثم تعاني خمس سنوات أخرى من الثبات، وهذا ما أراه يتكرر باستمرار خلال العقود الماضية، وعندما يقرر الشخص الاستثمار أو الشراء في العقار عليه أن يكون حذرا ويدرس الأمر بشكل واسع».

* أولا، نبارك لكم فوزكم بجائزة الملك فيصل العالمية لفرع خدمة الإسلام.. حدثنا عن هذه الجائزة وما تعنيه لكم؟

- هذه الجائزة لها وقع خاص لدي، فهي أنشئت في الأصل لتشجيع وتكريم كل من يقدم أفضل ما لديه لخدمة البشرية في جميع قطاعات الحياة، وتلك وحدها قيمة لا تقدر بثمن، وأشكر القائمين على الجائزة على جهودهم التي يبذلونها على مدار العام للترشيح والتقييم والاختيار، كما أشكرهم على حسن ظنهم بي لمنحي جائزة خدمة الإسلام، وأسأل الله أن يجعلني خيرا مما يظنون بي وأن يعينني على حمل هذه الأمانة، فبتسلمي هذه الجائزة حملت مسؤولية كبيرة ويجب أن أكون وفيا لها وأبذل المزيد، سواء بالمال أو الفكر أو العمل لخدمة الإسلام والمسلمين، وقد وفقني المولى لأن أوجه قيمة الجائزة لعدد من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة، وأسأل الله أن يجعل أجرها وثوابها للملك عبد العزيز، رحمه الله.

* هل تذكر لنا نبذة عن حياتكم في عالم الأعمال؟

- عالم الأعمال بالنسبة إلي كان شاقا للغاية وممتعا في نفس الوقت.. لم أكن أمتلك من الشهادات الأكاديمية سوى الثانية الابتدائية، وبدأت رحلتي بالعمل حمالا بنصف قرش على كل حمولة، وكان الريال في ذلك الزمان يساوي 22 قرشا؛ ثم عملت رمادا، أي أجلب الرماد من المنازل ليخلط مع الطين لتبنى به المساجد والبيوت مقابل 10 ريالات في الشهر، وكان أصحاب المنازل يرفضون إعطائي الرماد إلا نظير أن أكنس لهم المطابخ، لأنتقل بعد ذلك إلى مهنة الطبخ في قصور الفوطة حتى أصبحت والحمد لله، أتقن هذه المهنة، أما عملي في الاقتصاد فدخلته من بوابة أخي صالح الراجحي، رحمه الله، عندما عينني موظفا معه في عام 1365هـ، وكان راتبي في ذلك الوقت 30 ريالا في الشهر، حتى استطعت أن أنشئ مؤسسة «سليمان الراجحي للصرافة»، وكان مقرها الرئيسي في جدة ولها فروع متعددة في أنحاء المملكة ما عدا الرياض، وبعد أن كبرت المؤسسة وتوسعت في أعمالها اتفقت مع باقي إخوتي، صالح، رحمه الله، وعبد الله ومحمد، وأنشأنا معا شركة «الراجحي للصرافة والتجارة»، وبارك الله في الأعمال فتوسعنا بشكل كبير، فتحولت إلى شركة مساهمة باسم شركة «الراجحي المصرفية للاستثمار»، ثم تحول الاسم لـ«مصرف الراجحي».

* كونك من رجال الأعمال المخضرمين كيف ترى عالم الأعمال في بداية حياتك وعالم الأعمال الآن.. أيهما أسهل وأيهما معوقاته أكبر؟

- لا مقارنة أبدا بين الماضي والآن.. في عهدي كان التجار لا يملكون إلا القليل من المال، بمعنى أنه كان هناك شح مادي، إلا أن الله سبحانه، يطرح فيه البركة، وكانت الطرق التي تمر بها التجارة شاقة ومتعبة، وحتى يصبح الرجل تاجرا مرموقا كان عليه أن يضحي براحته واستقراره ويثبت جدارته وإخلاصه وأمانته لكي يكسب ثقة الناس، فضلا عن التزامه بواجباته الشرعية مثل الزكاة والصدقة، وبالأخص لذوي الرحم وغيرهم، وأن يتنقل من شرق البلاد إلى غربها ليحرز القليل، وكان التاجر في ذلك الوقت لا يعرف شيئا اسمه إجازة نهاية الأسبوع، فبالنسبة له كل الأيام عمل وجد واجتهاد ليضمن لنفسه الرزق بعد توفيق الله، ولكي يوسع أعماله ويضمن لها الانتشار، أما اليوم فإن الحراك الاقتصادي المتنامي في بلادنا بفضل الله، ثم بفضل الأمن وولاة الأمر، حفظهم الله، يسير وسهل، ويمكن لرجل الأعمال الآن أن يتابع مشاريعه في الداخل والخارج دون أن يبرح مكانه، كما يمكنه أن يعقد الصفقات وهو جالس بمكتبه، ولقد وفرت التقنية الحديثة حلولا كثيرة ولم يكن في الماضي شيء من ذلك أبدا.

*عاصرت مراحل كثيرة تغيرت فيها السعودية تغيرات عدة من ناحية التنمية وغيرها.. كيف ترى هذه التغيرات إلى يومنا الحاضر وما هي التأثيرات الاقتصادية التي أنتجتها؟

- بعد أن من الله على هذه البلاد بالنفط مع وجود حكمة وإرادة الدولة والرغبة الصادقة في التنمية والسعي لأن تكون دولة متميزة من بين مثيلاتها من الدول، أثر ذلك وانعكس إيجابا على الحركة التنموية بالبلد، ولا شك أن السنوات الأخيرة من عمر المملكة تميزت بإحداث نهضة شاملة يمكن لمسها في الاقتصاد والإسكان والتعمير بشكل عام، والمواصلات والتعليم والصحة وقطاع البنوك والقطاع التجاري وحالة الرخاء الواضحة بإنفاق واسع ومقتدر في القطاعين العام والخاص، ومن خلال المشاريع التي نديرها بتنا كرجال أعمال ندرك جيدا أن بلادنا حققت نجاحات على صعيد بناء الهياكل الأساسية للاقتصاد الوطني، ووفر ذلك إمكانيات مادية لإقامة شبكات الكهرباء والنقل وإقامة وتطوير الصناعة الوطنية وتطوير الزراعة وتنمية الموارد البشرية وإحلال القوى العاملة الوطنية تدريجيا محل القوى العاملة الوافدة، وكل هذا يجعلنا نؤمن بأن السنوات المقبلة ستحمل الخير الكبير بإذن الله.

* التطور الطبيعي لأي شركة عائليه كيف من المفترض أن يكون؟ فهناك الكثير من الشركات العائلية يقولون إن تطورها في الاكتتاب وفصل الملكية عن الإدارة هل أنت مع هذا التوجه؟

- البداية الطبيعية لأي شركة عائلية تبدأ على يد مؤسس وصاحب المشروع بصفته المالك صاحب السلطة المطلقة ومدير أعمال الشركة، وعندما تنتقل الملكية عبر الأجيال فإنها تمر في مراحل متميزة، والمرحلة الأولى هي شراكة الإخوة أو الشراكة العائلية، حيث يتقاسم الوالدان الملكية مع أبنائهما وفي نهاية الأمر ينتهي دور الوالدين ويتقاسم الإخوة الملكية بروح الشراكة، ويتعين عليهم أن يقرروا فيما بينهم كيف سيديرون الشركة، وهذا ما يحدث في معظم الشركات العائلية هنا أو في العالم، أما الفصل بين الملكية والإدارة فهذه تحددها آلية السوق التي تعمل فيها الشركة، ومدى الفوائد التي ستتحقق من جراء الاحتفاظ بالواقع الإداري أو نموذج الفصل، وهذا بالطبع يرجع إلى أعضاء الشركة أنفسهم من خلال مشاورات جدية يتفقون خلالها على اختيار الأنسب لاستمرار العمل بنفس قوته وتطوره، ولكن من المهم أن يراعي الأبناء أو الأقارب في الأعمال العائلية أن استمرار شراكتهم فيه من الخير الكثير؛ فهو بر بوالديهم ومنفعة اقتصادية واجتماعية وخيرية للوطن وسبب في التقارب وصلة الرحم فيما بينهم، وكل ذلك لا يأتي إلا بتقديم التنازلات من الأطراف المعنية وإيجاد الثقة دائما فيما بينهم، وكما حدثنا الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، في الحديث القدسي «إن الله يقول: أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَين مَا لم يخُنْ أَحَدُهما صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَه خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا».

* ما نصيحتك لرجال الأعمال الشباب.. وإلى أي المجالات توجههم لدخولها والتي يتوقع أنها من الممكن أن تثري البلد أولا وتثري رجال الأعمال؟

- كل أبواب العمل الحلال يجب اقتحامها، ويجب الابتعاد عن الأعمال المشبوهة والمخالفة للأنظمة، وعدم التردد بعد الأخذ بالأسباب، فالتجارة لا تعرف طريقا واحدا، كما أن معظم شبابنا الآن يحملون قدرا جيدا من التعليم، وهذا يمنحهم القدرة على معرفة أكثر المجالات الأنسب لهم، لكن يمكنني أن أقول، إن على رجل الأعمال ألا يتعجلوا المكسب الكبير وألا يستعجلوا النتائج، وأن يدرسوا السوق جيدا قبل أن يلجوا فيها، وقبل ذلك يجب أن يعي التاجر أن عليه التزامات شرعية تجاه إخوانه المسلمين، متمثلة بالزكاة والصدقة وعليهم أيضا واجب اجتماعي تجاه الوطن، متمثل في المساهمة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويجب أن يكون لدى التاجر خوف من الله على ما ولاه عليه، وعليه أن يبر والديه ويصل رحمه ويكون صادقا وأمينا في تعاملاته التجارية، وأن يحرص على أن يكون كل ماله نقيا وحلالا، فكل تلك الأمور تنمي الأعمال بعد توفيق الله.

* ترجلت عن البنك فهل أرهقتك الأعمال البنكية أم أنك وجدت الوقت حان لتركها لتعيش حياتك الخاصة؟

- لم أترجل.. فما زلت رئيس مجلس إدارة «مصرف الراجحي»، ولقد بذلت جهدي طيلة السنين الماضية، سواء مع إخواني صالح، رحمه الله، وعبد الله ومحمد، أو بمفردي في تطوير البنك، والارتقاء بتعاملاته وخدماته، وقد نجحنا والحمد لله في أن نجعله مصرفا إسلاميا خالصا، كما وعدنا الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الله بن حميد، رحمهما الله، كما لا ننسى جهود كل من عمل معنا وما زال يعمل بإخلاص وتفان لكي يقوم هذا الكيان الإسلامي، بدءا بأعضاء مجالس الإدارة، مرورا بجميع العاملين في المصرف وفروعه.

* كيف ترى وضع البنوك السعودية الآن؟

- لا يختلف حال البنوك عن حال القطاعات التنموية الأخرى، فكلها ولله الحمد في تطور ونمو مستمرين، ونحن ندرك بالطبع أن هناك تأثيرا متبادلا بين الاقتصاد ككل وبين قطاع المال، مما يعني أن هذا القطاع أحدث تأثيرا ملموسا في تدعيم مسيرة الاقتصاد الوطني، لكنه كما قلت، ليس له الفضل المطلق في التطور الاقتصادي الذي تشهده المملكة، فالاقتصاد الوطني السعودي يعتبر مدعوما بالإنفاق الواسع من الدولة، أيدها الله، لإحداث ما يسمى الدفعة القوية، وهذا بالتالي يؤدي إلى التفاعل بين المال كقطاع متوفر، وبين العناصر الأخرى للاقتصاد الوطني، ومن دون هذا التفاعل لا يمكن أن يحقق الاقتصاد نقلة كبيرة وقوية إلى الأمام.

* ما التحديات التي تواجه القطاع البنكي خلال الفترة المقبلة؟

- يكمن معظم تلك التحديات من وجهة نظري في العنصر البشري، فالمرحلة القادمة من النمو والتطور تتطلب كوادر بشرية عالية التدريب والتأهيل، وقادرة على تلبية احتياجات العملاء وتلبية احتياجات السوق التي تشهد تسارعا كبيرا كل يوم نظرا للتقدم التقني الكبير، والذي يبدو أنه لا حد له، ونحن لدينا عدد من الكوادر المتميزة والمخلصة، وهناك حاجة لأعداد أكثر.

* هل عدد البنوك في السعودية الآن كاف في بلد يقطنه قرابة 28 مليون نسمة؟

- ليست المشكلة في العدد، وإنما في الخدمات التي تقدمها البنوك، فالعبرة بالكيف وليست بالكم، وإذا كانت البنوك الموجودة تقدم للعملاء ما يلبي احتياجاتهم فلماذا تشغلنا نسبتهم أو عددهم؟ ومتى ما تميزت البنوك بخدماتها ومنتجاتها فإن أرباحها ستزيد وتنمو، وتبعا لذلك سيكون هناك توسع وانتشار.

* توجهتم للزراعة خارج السعودية.. هل ترى من المجدي الزراعة خارج البلاد ومشاركة الناس أراضيهم لصالح استيراد المواد الغذائية؟

- بناء على بعض المعطيات التي رأتها الدولة والمتمثلة بالتحديات التي تواجهها المملكة فيما يتعلق بالزراعة، أكثرها بسبب الظروف المناخية التي ليس لأحد دخل فيها، ولأن هناك عددا من المحاصيل الاستراتيجية لا يمكن التوسع في زراعتها لدينا، ولذلك وجهت الدولة بالاستثمار الزراعي الخارجي، وحثت رجال الأعمال على استثمار الفرص الزراعية الخارجية، فكنت ممن بادر وتقدم استجابة لرغبة الدولة، وهذا واجبي تجاه وطني وأبنائه أن نجد مصدرا للغذاء نضمن من خلاله تدفق الغذاء إلى المملكة، فما المانع من استثمار الظروف المناخية الخارجية لدى جيراننا وإخواننا المسلمين وأصدقائنا الآخرين فنفيد ونستفيد ونحقق الهدف الأكبر وهو «الأمن الغذائي العالمي» ونحتسب الأجر في ذلك عند الله، نحن استثمرنا زراعيا في السودان ومصر، واستفادت شعوب هذه الدول بخلق فرص عمل وظيفية وجلب تقنيات واستصلاح أراض، وتنمية مناطق ريفية، صحيح أننا عانينا كثيرا في البداية، لكننا نجحنا والحمد لله في قطف ثمار ذلك التعب، وأصبحت لدينا خبرة في هذا المجال تؤهلنا للاستثمار في بلاد أخرى لتحقيق الأمن الغذائي فنفيد ونستفيد، وهو حلم سيتحقق أكثر بإذن الله في الأعوام المقبلة، ما دامت الإرادة والعزيمة اللازمة متوفرة.

* استثمرت في الكثير من الأعمال في القطاع الاقتصادي.. ما هو أصعب نشاط استثمرت فيه، وما النشاط الذي لم توفق فيه؟

- كل مشروع تبدأ به لا بد أن تواجه فيه صعوبات وعراقيل ومتاعب، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، وما دمت تمتلك الإيمان بالله، ثم الثقة بنفسك، فإن الأمور تمضي في مسارها الطبيعي، وقد عانيت كثيرا في بداية حياتي وفي تحويل «مصرف الراجحي» إلى مصرف إسلامي متكامل، لكن ربما يكون الاستثمار الزراعي خارج المملكة الشيء الأكثر صعوبة، نظرا لأن الزراعة عمل شاق ويحتاج للصبر ويمر بتقلبات قد لا يكون للإنسان دخل فيها مثل الآفات الزراعية والتربة وتوفر المياه والأحوال الجوية ولكن بفضل الله، أثمر الجهد والمال والوقت الذي بذل واستطعنا أن نتغلب على المعوقات وأن نطور المشروع وننميه، ومن المهم أن نتذكر ونستحضر دائما أن الزراعة من المجالات المهمة للبشرية فهي مصدر الغذاء الذي لا يمكن أن يستغني عنه أي مواطن.

* الاستثمار في سوق المال مر بمراحل كثيرة أبرزها النكسة الأخيرة.. هل ترى التوجه للاستثمار فيه صحيا؟

- مشكلة البعض في الاستثمار كما قلت سابقا، إنهم يريدون المكسب السريع، وليست لهم قدرة على الصبر، وما حدث في سوق المال هو نوع من تصحيح الأوضاع وفرز المستثمرين، كما أن اللافت في الأمر أن السوق أصبحت أكثر نضجا عن ذي قبل بعدما تخطت مرحلة التسارع الغريبة التي دخلها البعض بهدف المكسب السريع، وعلى المستثمر أن يدرك أنه ولج لمجال تجاري قابل للمكسب والخسارة، كما هي حال التجارة دائما، ومن المهم أن يعمل رجل الأعمال على تنويع استثماراته بحيث تكون محفظته تشمل الأسهم والعقار ومجالات تجارية أخرى، حتى تقل مخاطر خسارته في أي مجال استثماري، لا قدر الله، ويكون مشاركا في أكثر من مجال لخدمة نفسه ووطنه ومجتمعه، كما أود أن أثير نقطة قد يغفل عنها بعض المستثمرين الشباب، وهي القروض التي قد يستعينون بها للاستثمار؛ فمن خلال خبرتي الطويلة أرى أنه يجب ألا تتجاوز نسبة ديون رجل الأعمال الـ25 في المائة من إجمالي استثماراته لأن كثرة الديون قد تكسر التاجر أو المستثمر وتفاقم من مشكلته في حال تعرض لأي تعثر.

* الارتفاعات في سوق العقار هل هي مبرر.. وفي رأيك ما هي؟

- الضربات التي تعرض لها كثير من المستثمرين في سوق الأسهم جعلتهم يحاولون الاتجاه إلى مجالات أخرى للتعويض، وقد يكون العقار أحد تلك المجالات، لكن الارتفاعات المبالغ فيها أحيانا في الأسعار قد لا تكون صحية على المدى الطويل، ولكن ذلك لا يرسم كل الصورة، وهناك جانب آخر يجب أن نأخذه بعين الاعتبار وهو أن عدد السكان في تزايد، ومن خلال معاصرتي لسوق العقار أجدها تمر بفترات تقارب الخمس سنوات من النمو ثم تعاني خمس سنوات أخرى من الثبات، وهذا ما أراه يتكرر باستمرار خلال العقود الماضية، وعندما يقرر الشخص الاستثمار أو الشراء في العقار عليه أن يكون حذرا ويدرس الأمر بشكل واسع.

* لماذا لم تتوجه إلى سوق العقار بشكل واضح، خصوصا مع توجهك لكافة الأنشطة؟ ولماذا لم تثر السوق بشركة عقارية؟

- ومن قال إنني لا أعمل في العقار؟ نحن كمجموعة شركات سليمان عبد العزيز الراجحي للاستثمارات العقارية لنا يد طولى في مجال الاستثمار العقاري، وهي إحدى الشركات التي نرى أنها متميزة في المجال العقاري من خلال ما توفره من ميزة نسبية تتمثل في محافظها العقارية المنتشرة على مستوى المملكة، وتخصيص مساحات في تلك المحفظة لإقامة فنادق ذات تصنيف عالمي تتوفر فيها الخدمات التي تلبي كافة احتياجات وأذواق عملائها، أثناء تنقلهم داخل مدن المملكة، كما أن المجموعة نفذت أكثر من مشروع في مجال الاستثمار العقاري، وهذا المجال تحديدا شهد بداياتي العملية منذ ما يزيد على 60 عاما، وكان من ضمن النشاطات التي كانت فاتحة الخير لي على صعيد العمل الاقتصادي في المملكة، وهو مجال تتوافر فيه فرص جيدة للربح عندما يكون مدروسا بإحكام وعناية باختيار المواقع.