دائرة عمليات النظام تتسع.. وقتلى في أغلب المحافظات السورية

الجيش الحر يستهدف مفرزة الأمن العسكري في البوكمال

لاجئون سوريون خلف الاسلاك الشائكة من الجانب السوري قرب محافظة هاتاي التركية على الحدودية أمس (أ.ف.ب)
TT

لم يؤثر الحراك الدبلوماسي الحاصل على المستويين الإقليمي والدولي للتعامل مع الأزمة السورية على الحملة الأمنية التي تشنها قوات النظام السوري، والتي وسعت بالأمس دائرة عملياتها لتطال مجمل المحافظات السورية.

وفي حين تحدثت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 57 قتيلا في أنحاء سوريا بالأمس، أكدت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» ما كانت قد عممته لجان التنسيق المحلية في سوريا عن مقتل رائد في الأمن العسكري في منطقة البوكمال وجرح 2 آخرين هم رئيس مفرزة الأمن العسكري في البوكمال برتبة عقيد ومدير الناحية في هجوم نفذه الجيش الحر. وشرحت المصادر أن كتيبة «الله أكبر» نفذت العملية ليل الاثنين – الثلاثاء، فقتلت رائدا بالأمن الجنائي وملازما مع العناصر الذين كانوا بصحبتهم.

ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن يوم دام جديد يوم أمس شهد قصفا ومواجهات متصاعدة بأنحاء متفرقة من سوريا، لافتا إلى إن أربعة قتلوا في إدلب، اثنان منهم من بلدة كفرومة، إضافة إلى ثلاث سيدات قتلن إثر إطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف الليل في مدينة معرة النعمان. وفي حمص، قال المرصد، إن شخصين قتلا في حي الدبلان برصاص قناصة بعد منتصف ليل الاثنين. وتحدث ناشطون عن أن سيدة قتلت في مدينة دوما إثر إصابتها بإطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مجموعة مسلحة منشقة. كما توفي شخصان في مدينة الزبداني متأثرين بجراح أصيبا بها مساء أول من أمس. وفي دير الزور، أفاد المرصد بأن شابا قتل في اشتباكات دارت في حي العرضي في مدينة دير الزور (شرق) بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة، بينما قتل أربعة جنود من القوات النظامية خلال اشتباكات في مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب ومدينة حمص. وقد أظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت ما قالوا، إنه قصف القوات السورية النظامية للمنازل بحي الحميدية بحمص. وأضاف الناشطون أن أحياء الخالدية وباب هود وباب السباع تعيش أوضاعا إنسانية صعبة في ظل استمرار استهداف القوات النظامية لها ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليها.

من جهة ثانية، تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن «قصف مدفعي شديد على مدينة القصير وقرى ربلة والنيزارية وجوسية، مما أدى لتهدم الكثير من المنازل وسقوط شهيد من أبناء الطائفة المسحية من آل الطحش في قرية ربلة، بالإضافة إلى سقوط الكثير من الجرحى في المدينة». وقال أحد الناشطين من مدينة القصير لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما تتعرض له المدينة لا يمكن وصفه، وإن القذائف تنهال عليها من كل مكان بينما يعيش ما تبقى من أهلها بحالة هلع».

في هذا الوقت، شيع أهالي مدينة الزبداني القتلى الذين سقطوا أول من أمس في قصف عشوائي، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للمدينة؛ عبارة عن «أكثر من ثلاثين سيارة (زيل) وأكثر من 13 دبابة و20 سيارة أمن»، بحسب ناشطين.

وفي إدلب، أفاد المرصد السوري بأن مدينة سراقب في «شهدت حالة نزوح كبيرة طالت سبعين في المائة من سكانها» خلال الفترة الأخيرة، وأن حركة النزوح «ازدادت وتيرتها خلال الساعات الـ48 الماضية مع بدء العملية العسكرية في المدينة السبت الماضي»، وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن قصف استهدف قرية دير سنبل في جبل الزاوية أصاب عددا من المنازل بأكثر من قذيفة.

وفي الحارة بدرعا قال ناشطون، إن عددا من عناصر الجيش انشقوا بعد وقوع اشتباكات مع قوات النظام أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف جيش النظام.

أما في ريف دمشق، فسمع في دوما دوي انفجارات ترافق مع أصوات إطلاق رشاشات ثقيلة من دبابات من جهة شارع حلب.. كما قصفت الدبابات مناطق سكنية في زاكية بريف دمشق وأطلقت رشاشات مضادة للطائرات على المنازل. وقالت الهيئة العامة للثورة، إنه في حي القابون في دمشق سمع دوي انفجارات هزت الحي، ونقلت شبكة الشام أن عدة قذائف سقطت على قرية البويضة الشرقية ومدينة القصير في حمص.

ومساء الاثنين - الثلاثاء، قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات الجيش النظامي في حي الجورة قرب فرع أمن الدولة في دير الزور. وذكروا أن اشتباكات دارت في منطقتي القابون وجوبر في دمشق وفي دوما وفي المليحة الغربية قرب درعا. كما خرجت مظاهرات بمدينة السويداء في ذكرى وفاة الزعيم السوري سلطان باشا الأطرش.

ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن شبكة نشطائه داخل سوريا، إن جنودا منشقين هاجموا حافلة عسكرية في بلدة حرستا بريف دمشق وقتلوا ثلاثة جنود، بينما أفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة استمرت أيضا في محافظة حماه.

بدورها، أعلنت الوكالة العربية السورية للأنباء مقتل ستة ممن سمتهم أخطر الإرهابيين خلال مداهمة بنوى في محافظة درعا بجنوبي البلاد، وقالت الوكالة إن القوات السورية أحبطت أيضا «محاولة لتفجير جسر محجة النجيح» على الطريق السريع بين دمشق ودرعا.

إلى ذلك، وبينما لا يزال القصف مستمرا على أغلب أحياء حمص، قال ناشطون إن قوات الأمن والجيش النظامي حاصرا حي بابا عمرو منذ ليل أول من أمس وقاموا بتنظيفه، وخاصة حي الإنشاءات ومنطقة التوزيع الإجباري المجاورة لبابا عمرو، تحضيرا لزيارة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقامت القوات بنقل السيارات التي حطمتها الدبابات وإلقائها عند الحاجز بالقرب من حميدة، وطالبت ممن بقيت سيارته بسحبها خارج الحي فورا.. وتم التركيز على المنطقة بالقرب من مستشفى الحكمة وجامع قباء، كما أعيدت الاتصالات الجوالة والأرضية الدولية وخدمات الإنترنت ليل أول من أمس.