واشنطن تطالب الحكومة السورية بالتنفيذ الفعلي للخطة والمعارضة تطالب بضربات عسكرية

السفير الأميركي روبرت فورد: انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية

TT

أعرب سفير الولايات المتحدة لدى سوريا روبرت فورد عن شكوكه في أن سوريا وافقت على تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان وقال: «من الأفضل أن نرى أفعالا وليس عبارات تأتي من الرئيس السوري بشار الأسد».

وقال فورد في جلسة استماع حول حقوق الإنسان في سوريا بمجلس النواب أمس «سوف نرى في الأيام المقبلة ما الذي يقوله الرئيس الأسد بالضبط، وأود أن أنقل لكم تجربتي الخاصة معه، ففي الوقت الذي نريد أن نرى منه خطوات تنفيذ على أرض الواقع، لا نأخذ منه سوى الكلمات القيمة».

واتهم السفير الأميركي فورد النظام السوري بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية ومنها قيام قوات الأمن بتعذيب المعتقلين بشكل تعسفي. وقال فورد «الرئيس السوري بشار الأسد يظهر قليلا من الاهتمام في مجال حقوق الإنسان، وكان منزعجا عندما أثرت هذه القضية. وقد أدى تجاهله لحقوق الإنسان على مدى العام الماضي إلى وقوع انتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية». وأضاف: «هناك عمليات قتل وحشي للمتظاهرين السلميين وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان هي التي تحدث في مراكز الاحتجاز، وهناك توثيق لعشرات من أساليب التعذيب التي رصدها المراقبون والباحثون».

وأكد فورد في شهادته أمام لجنة توم لانتوس بمجلس النواب أن أوضاع حقوق الإنسان في سوريا خلال العام الماضي أصبحت أكثر سوءا، وطالب بممارسة مزيد من الضغوط الدبلوماسية على الأسد لدفعه للتخلي عن السلطة.

وحول مقترح بعض أعضاء مجلس الشيوخ بتسليح المعارضة الذي يطالب به السيناتور جون ماكين رفض فورد تسليح المعارضة وعسكرة الصراع وقال: «إنها لن تكون خطوة صحيحة»، وأضاف: «لا أريد التكهن حول ما يجب القيام به في المستقبل، لكنني أود أن أؤكد أننا لا نعتقد الآن أن القيام بمزيد من عسكرة الوضع في سوريا سيكون هو أفضل مسار للأمام».. وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في دمشق في السادس من فبراير (شباط) الماضي بسبب الأوضاع المتدهورة في سوريا بينما ظل فورد يمارس مهام منصبه كسفير من واشنطن.

من جهته، أوضح الناشط السوري رضوان زيادة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عقب شهادته أمام لجنة مجلس النواب أن رد النظام السوري بالموافقة على خطة أنان هي من أجل «كسب مزيد من الوقت».

وقال زيادة: «كيف يقال: إن النظام السوري قبل بخطة كوفي أنان، بينما القتال ما زال مستمرا؟ فإذا كان الأسد جادا في تنفيذ الخطة لأوقف القتال في الأحياء السورية».. وأوضح الناشط السوري أن الأسد يعتقد أنه بقبول الخطة يكسب وقتا، لمعرفته أنها ستحتاج إلى وقت طويل من المفاوضات ويعتقد أنه يستطيع خلال تلك الفترة القيام بالمزيد من الإجراءات لقمع المعارضة.

وحذر زيادة من الاعتقاد بأن النظام السوري سينفذ الخطة، وقال: «الاعتقاد أنه سوف ينفذ خطة أنان هو (وهم) لأن قبول الأسد للخطة جاء بعد قيام المبعوث الخاص كوفي أنان بزيارة روسيا والصين، ويرغب الرئيس الأسد في تخفيف الضغوط الروسية والصينية عليه بقبول خطة أنان أثناء وجود المبعوث الأممي في بكين».

وأضاف زيادة أن «الرئيس الأسد لديه تاريخ طويل من قبول المبادرات ثم عدم تنفيذها، ولدينا أمثلة في محادثاته مع وزير الخارجية التركي وفي قبوله لمبادرة الجامعة العربية ثم عدم تنفيذها».. مشيرا إلى أنه في شهادته أمام مجلس النواب الأميركي طالب الولايات المتحدة باستخدام القوة لوقف الانتهاكات الكثيفة التي يقوم بها النظام السوري ضد شعبه، وقال: «إذا كان المجتمع الدولي جادا في وقف المأساة في سوريا فإن الطريق لذلك هو استخدام القوة العسكرية وفرض مناطق آمنة، وحظر الطيران، والقيام بضربات عسكرية محددة على مناطق للدفاعات الجوية السورية».

وشدد زيادة أنه لا أحد يطالب بوجود قوات أجنبية على الأراضي السورية لكن الوضع على أرض الواقع في سوريا تجاوز كل العبارات السياسية، واتهم تباطؤ الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عن القيام بعمل عسكري ضد الأسد لاعتبارات سياسية وخوض الرئيس أوباما لانتخابات رئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) لإعادة انتخابه لولاية ثانية. ورد على تعليقات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعدم تشابه الوضع الليبي مع الوضع السوري لقوة الجيش السوري بقوله: «هل يمكن أن نصدق أن الولايات المتحدة تقف عاجزة أمام جيش سوري لم يشهد أي تطوير في أجهزته منذ 30 عاما». وأوضح الناشط السوري أن استمرار تردد المجتمع الدولي في اتخاذ خطوات حاسمة سيطيل بقاء الأسد على كرسيه، وقال: «أتوقع أن يظل الأسد متمسكا بالسلطة حتى نهاية العام الجاري لكن الشعب السوري سيستمر في الكفاح حتى يسقط».

في سياق متصل، قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس في تصريحات للصحافيين الثلاثاء حول الجهود الأميركية لتغيير مواقف كل من روسيا والصين المؤيدة الأسد، «يوجد الآن قاعدة أساسية للمناقشة مع روسيا والصين لما يمكن القيام به لدعم مهمة أنان».

وأضاف: «أعتقد أننا نشعر أننا أحرزنا تقدما فيما يتعلق بسوريا رغم الخلافات التي كانت لدينا وما زالت حول سوريا. يوجد الآن إطار للتعاون من خلال مبادرة كوفي أنان التي توفر إطارا لوقف العنف والبدء في توصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري والشروع في مرحلة انتقالية». وشدد رودس على موقف بلاده بضرورة تنحي الأسد، وقال: «مرة أخرى نعتقد أن القيام بعملية انتقال يجب أن تنطوي على مغادرة الأسد للسلطة».