اتهام ستروس ـ كان في قضية السهرات.. والعقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاما

الدفاع يعتزم الاستئناف.. والتحقيق يشمل 8 أشخاص بينهم مسؤول شرطة ورجال أعمال

محامو ستروس - كان يعقدون مؤتمرا صحافيا في باريس أمس (رويترز)
TT

حاول المرشح الاشتراكي لانتخابات الرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند، أمس، أن ينأى بنفسه عن دومينيك ستروس - كان الذي وجهت إليه تهمة «الدعارة المنظمة». وخرج المدير السابق لصندوق النقد الدولي مساء أول من أمس حرا من قصر العدل في مدينة ليل (شمال) بعد جلسة استماع أمام قضاة التحقيق في قضية الدعارة المعروفة بقضية الكارلتون (باسم فندق فخم في المدينة). لكنه يخضع للتحقيق بتهمة «الدعارة المنظمة» التي قد تصل عقوبتها إلى السجن عشرين عاما وغرامة ثلاثة ملايين يورو، فيما يسعى القضاة إلى معرفة ما إذا كان ستروس - كان مدركا أن المشاركات في سهرات مجون شارك فيها في باريس وواشنطن بنات هوى يتقاضين أجرا. وأعلن محامو ستروس - كان أنهم ينوون الاستئناف. ويجري التحقيق في ثمانية أشخاص في هذه القضية من بينهم مدير مؤسسات دعارة في بلجيكا ومسؤول رفيع في الشرطة ورجال أعمال.

وقال فرنسوا هولاند ردا على هذه التطورات عبر إذاعة «فرانس بلو نور»: «إنها قضية خاصة مؤلمة، لكن ليس لدى أي حكم سياسي بشأنها»، رافضا الإدلاء بأي تعليق آخر.

من جهة أخرى، اعتبرت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري التي تشغل كذلك منصب رئيسة بلدية ليل أن «صفحة» ستروس - كان قلبت وأنه ينبغي «ترك العدالة تأخذ مجراها».

وكان ستروس - كان، 62 عاما، على وشك أن يصبح المنافس اليساري الرئيسي لنيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 أبريل (نيسان) و6 مايو (أيار) المقبلين في فرنسا قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب نتيجة اتهامات بالاغتصاب وجهتها ضده عاملة التنظيف في فندق في مانهاتن نفيسة ديالو أدت إلى توقيفه في نيويورك في 14 مايو (أيار) 2011. وبعدئذ اختار الناشطون والمناصرون الاشتراكيون هولاند مرشحا. وحصل ستروس - كان في أغسطس (آب) 2011 في نيويورك على حكم بإسقاط الدعوى الجزائية لكن قضية الحق العام مستمرة وكشفت وجها كان مجهولا لشخصيته تتعلق بعلاقته بالنساء التي تحاذي «التحرش» بحسب شهود.

وأمس، علقت مرشحة البيئيين إيفا جولي ساخرة علما أنها كانت قاضية تحقيق سابقا بأن «الواجب المترتب على رجال السياسة بأن يكونوا مثالا تم نسفه ويمكننا التساؤل متى كان (ستروس - كان) يملك الوقت للاهتمام فعلا بصندوق النقد الدولي عندما نرى جدوله الزمني مع الفتيات». وقال أحد محامي ستروس - كان، ريشار مالكا، إن موكله «يؤكد بأكبر قدر من الحزم أنه غير مذنب بأي من الأحداث التي اتهم بها» وأنه «لم يكن يعلم على الإطلاق أن بعض النساء اللواتي التقى بهن في أثناء سهرات المجون في باريس أو واشنطن قد يكن مومسات». لكن المحامي ذكر أنه حتى لو كان موكله يدرك ذلك فإن «إقامة علاقة مع فتاة هوى لا تشكل مخالفة» وليس إلا «سلوكا خاصا مشروعا بالكامل». وكان ستروس - كان أكد أمام المحققين أنه لم يكن ليتخيل أن الشابات كن مومسات لأن بعضهن «قدمن إليه من طرف مسؤولي شرطة» بحسب مصدر مقرب من التحقيق. وتكفل مديرو شركات في منطقة ليل بتكاليف تنظيم تلك السهرات.

وهذه الفترة دقيقة جدا قضائيا بالنسبة إلى ستروس - كان، فيما يفترض أن تعقد جلسة أولى للحق العام في قضية ديالو في نيويورك اليوم الأربعاء. ولن يحضر ستروس - كان ولا ديالو الجلسة الأولى التي سيدافع فيها محامو ستروس - كان عنه بالتأكيد أن ملاحقته بالحق العام غير قائمة لأنه في وقت وقوع الأحداث كان يتمتع بحصانة دبلوماسية كاملة من حيث منصبه كمدير عام لصندوق النقد الدولي آنذاك.