ساركوزي يطالب بعدم عرض تسجيلات منفذ هجمات تولوز

جوبيه يطالب والد مراح «بلزوم الصمت» > «الجزيرة» تمتنع عن بث شريط «القاعدة تهاجم فرنسا».. والشرطة تبحث عن هوية «شخص ثالث»

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استنكر تهديد والد منفذ هجمات تولوز محاكمة فرنسا خلال حديثه أمام مجموعة من القضاة والشرطيين في قصر الإليزيه أمس (إ.ب.أ)
TT

أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس عن «استنكاره» لتهديد والد منفذ هجمات تولوز محمد مراح محاكمة فرنسا على قتل ابنه، وطالب وسائل الإعلام بعدم «عرض تسجيلات» الجهادي.

وصرح ساركوزي في كلمة أمام شرطيين وقضاة قائلا: «أستنكر ما سمعته حول أن والد قاتل سبعة أشخاص, يريد أن يقاضي فرنسا حول مقتل ابنه».

وأضاف: «أطلب من المسؤولين في جميع شبكات التلفزيون عدم بث تسجيلات» صورها مراح، وحصلت قناة «الجزيرة» على نسخ منها.

وكان شهود عيان قالوا إن محمد مراح (23 عاما) الفرنسي من أصل جزائري، كانت بحوزته كاميرا معلقة على صدره أثناء تنفيذه عمليات القتل الثلاث التي راح ضحيتها عدد من الأشخاص.

وقال مصدر في الشرطة إن الأشرطة المصورة تحتوي على تسجيل للجرائم الثلاث «وإن مراح كان يتلو أجزاء من القرآن». وقال محقق فرنسي إن الأشرطة كانت مسجلة على شريحة إلكترونية وتم إرسالها إلى مكتب قناة «الجزيرة» القطرية في باريس بواسطة البريد، وأضاف المحقق أن القناة القطرية لم تذع بعد الأشرطة، لكنها «ربما تكون سجلت منها نسخا أخرى».

وكان محمد بن علال مراح، والد محمد مراح منفذ عمليات تولوز في فرنسا حيث قتل سبعة أشخاص، قال أول من أمس لوكالة الصحافة الفرنسية إنه سيقاضي «الدولة الفرنسية التي قتلت ابنه». وأوضح أن «الدولة الفرنسية دولة عظمى وتملك كل الوسائل التي تمكنها من إلقاء القبض عليه حيا»، مضيفا: «سأوكل أكبر المحامين وأشتغل ما تبقى من عمري لأدفع تكاليف القضية».

ورد عليه وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه صباح أمس، طالبا منه «الصمت». وقال ألان جوبيه ردا على أسئلة إذاعة «كلاسيك»: «لو كنت والد هذا الوحش لكنت لزمت الصمت من العار».

ودافع جوبيه أيضا عن تعزيز إجراءات مكافحة الإرهاب التي أعلن عنها الرئيس نيكولا ساركوزي في وقت واجهت فيه أجهزة الاستخبارات الفرنسية اتهامات بأنها لم تتمكن من تقدير مدى خطورة محمد مراح الذي كان تحت المراقبة منذ مارس (آذار) 2011. وقال جوبيه: «من الصحيح أنه في قانوننا! يمكن أن تكون هناك ثغرات, على سبيل المثال الذهاب إلى معسكر تدريب في أفغانستان! هذا الأمر يخضع لسلطة القانون. في المقابل الذهاب إلى مدرسة قرآنية، أو الدعوة للجهاد ضد الغرب، أي الإرهاب والقتل والحقد، فإن ذلك لا يخضع لسلطة القانون! وهنا توجد ثغرة وتجب معالجتها». من جانب آخر, وجهت إلى عبد القادر مراح, شقيق منفذ عمليات القتل في جنوب غربي فرنسا، التهم الأحد لتواطئه في عملية القتل وتشكيل عصابة إجرامية للإعداد لأعمال إرهابية وأودع السجن.

من جهتها أعلنت «الجزيرة» أنها «طبقا للسلوك الأخلاقي ونظرا لحقيقة أن شرائط الفيديو لا تضيف أي معلومات, فإنها لن تبث محتوياتها».

وأضاف أن الشرائط وهي بعنوان «القاعدة تهاجم فرنسا» أرسلت إلى مكتبها في باريس, تم تسليمها إلى الشرطة الفرنسية. وتصور اللقطات قتل مراح لسبعة أشخاص بين 11 و19 الشهر الحالي في تولوز ومنتوبان, جنوب غربي فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي وعائلات الضحايا طالبوا أمس محطات التلفزيون بعدم بث أشرطة فيديو تظهر الجرائم السبع التي ارتكبها محمد مراح. من جهة أخرى نددت السلطات الفرنسية بشدة أمس بتهديدات والد منفذ هجمات تولوز محمد مراح بتقديم دعوى ضد فرنسا, معتبرة أنها «وقحة».

وكان مفتاح ذاكرة خارجية (يو إس بي) يتضمن تسجيلات فيديو صورها محمد مراح وتظهر جرائمه، وصل في مغلف إلى مكتب قناة «الجزيرة» في باريس. وقال مصدر في الشرطة أمس إن مرسل الشريط الذي يحمل تاريخ الأربعاء الماضي ليس محمد مراح وقد يكون أرسل «من خارج تولوز». ويعمل المحققون على معرفة من أرسلها. كما أفاد مصدر مقرب من التحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية بأن المحققين الفرنسيين يحاولون تحديد هوية «شخص ثالث» قد يكون شارك مع الشقيقين مراح في سرقة الدراجة النارية التي استخدمها محمد مراح خلال جريمتي تولوز ومونتوبان. كما طلب محامي عائلة جوناثان ساندلر، الأستاذ في المدرسة اليهودية، الذي قتل مع نجليه (4 و5 أعوام) برصاص محمد مراح، من وسائل الإعلام عدم بث هذه الصور «احتراما لألم العائلة وحدادها»، قائلا إنه يعتزم اللجوء إلى «الوسائل القضائية المتاحة من أجل منع أي بث». والطلب نفسه صدر عن لطيفة بن زياتن (52 عاما) والدة أحد الجنود الثلاثة الذين قتلهم مراح. وقالت: «إن ابني البالغ من العمر 30 عاما هو الذي قتل, ويريدون بث ذلك وكأنه فيلم. لا أريد رؤية ذلك». وكان القاتل محمد مراح التقط صورا لكل جريمة قام بها أيام 11 و15 و19 مارس بمساعدة كاميرا صغيرة يستعملها عادة الغطاسون والرياضيون لتصوير أعمالهم، وقد تحدث عنها الخميس الماضي مدعي عام الجمهورية في باريس فرانسوا مولين.

وقال مسؤول مكتب «الجزيرة» في باريس، زياد طروش، لشبكة «بي إف إم تي في»: «يمكن رؤية كل الهجمات التي ارتكبت في تولوز ومونتوبان بتسلسل زمني، وهناك موسيقى وآيات قرآنية»، موضحا أنه يمكن «سماع صيحات الضحايا». من جهة أخرى أذاعت «الجزيرة» يوم الخميس الماضي خبرا مصورا عن عمليات إعدام مزعومة في مدينة كربلاء في العراق, إلا أنها نوهت في وقت لاحق بأن الصور لم تكن صحيحة , وأوضحت «الجزيرة» أن الخبر كان غير صحيح؛ إذ تبين لنا أن الصور التي رافقت الخبر لم تكن لصور إعدامات في كربلاء أو في العراق كله. وتجدر الإشارة إلى أن «الجزيرة» أوقفت إذاعة الخبر بعد بثه مرتين فقط، وبعد أن تبين لها أن الصور مغلوطة, وقالت «الجزيرة»: «عليه فقد اقتضى التنويه».