مقتل 25 في اشتباكات مستمرة لليوم الثالث بجنوب ليبيا

زعيم قبيلة التبو يدين خطة «التطهير العرقي» التي تستهدف القبيلة.. ويلوح بالانفصال

TT

استمرت الاشتباكات بين ميليشيات متناحرة في جنوب ليبيا أمس لليوم الثالث، وقال طبيب في مستشفى إقليمي إن عدد القتلى ارتفع إلى 25 مما يلقي الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة الليبية لبسط سلطتها على البلاد.

وقال الطبيب إبراهيم مصباح، إن القتال بين مسلحين في مدينة سبها ومقاتلين من قبيلة التبو وصل إلى وسط المدينة، وهي رابع أكبر مدينة ليبية. وأضاف أن خمسة قتلوا اليوم (أمس) وأصيب 30. وكان 20 شخصا قد قتلوا في الاشتباكات حتى الاثنين. وأبلغ مصباح «رويترز» أن طاقم العمل في المستشفى يعمل دون توقف منذ مساء الاثنين وأن المصابين يتوافدون.

ونشب القتال يوم الأحد بين مسلحين من سبها ومسلحين من قبيلة التبو بعد مقتل رجل من سبها في نزاع حول سيارة.

وقال مقاتل من سبها يدعى عويدات الحفناوي إن المقاتلين تبادلوا إطلاق النار وإن الاشتباكات انتقلت إلى وسط المدينة بعدما تركزت في أول الأمر حول المطار.

وأضاف الحفناوي أن هناك قناصة من التبو في وسط سبها وأن عدد المصابين في ازدياد. وقال عمر الخضراوي، نائب وزير الداخلية للتلفزيون الليبي، أول من أمس، إن قائد الجيش سيرسل فريقا من مسؤولي الدفاع إلى سبها.

وذكر الحفناوي أن القوات الحكومية وصلت إلى سبها وأنها تشتبك الآن (أمس) مع مقاتلي التبو في المدينة.

وجاءت الاشتباكات في وقت يكافح فيه المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لبسط سلطته في أرجاء ليبيا حيث تتصارع ميليشيات وجماعات قبلية متناحرة على السلطة والموارد في أعقاب سقوط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي العام الماضي.

ويواجه المجلس الوطني عراقيل بسبب عدم وجود جيش وطني متماسك ويواجه صعوبة في إقناع الميليشيات التي حاربت القذافي بإلقاء أسلحتها والانضمام إلى القوات المسلحة والشرطة.

وقال موسى الكوني، وهو ممثل لقبيلة التبو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي لـ«رويترز» عبر الهاتف من تونس، إن الاشتباكات تصعيد مؤسف لنزاع داخلي بعدما حاول مقاتلون من التبو سرقة سيارة من عضو في ميليشيا سبها. وأضاف أنه يجري تشكيل لجنة مصالحة للمساعدة في وقف العنف.

وقتل عشرات الأشخاص، الشهر الماضي، في اشتباكات استمرت عدة أيام بين قبائل متناحرة في منطقة الكفرة في جنوب شرقي ليبيا. واضطرت القوات المسلحة الليبية إلى التدخل في نهاية الأمر لوقف القتال، في مثال نادر على فرض الحكومة في طرابلس لسلطتها. وتعيش جماعة التبو العرقية أساسا في تشاد لكنها تسكن أيضا مناطق من جنوب ليبيا.

إلى ذلك، أدان عيسى عبد المجيد منصور، زعيم قبيلة التبو في ليبيا، أمس في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، خطة «للتطهير العرقي» تستهدف قبيلته، ملوحا للمرة الأولى بالانفصال وذلك غداة أعمال عنف قبلية كان أفراد من التبو طرفا فيها في جنوب البلاد.

وقال «نعلن إعادة تنشيط جبهة التبو لإنقاذ ليبيا (حركة معارضة في ظل النظام السابق) لحماية التبو من عملية تطهير عرقي. وإذا دعت الحاجة سنطالب بتدخل دولي ونسعى إلى إنشاء دولة على غرار جنوب السودان».

وعيسى عبد المجيد منصور المعارض السابق لنظام معمر القذافي، أعلن حل حركته بعد سقوط النظام في ليبيا في أغسطس (آب). وقال منصور «تبين أن المجلس الوطني الانتقالي (الحاكم) ونظام القذافي لا يختلفان. للمجلس الوطني الانتقالي خطة للقضاء علينا». وكانت هذه القبيلة لعبت دورا أساسيا في الثورة على القذافي في جنوب البلاد.

وتابع «قلنا إن وحدة ليبيا فوق كل اعتبار. لكن الآن علينا أن نحمي أنفسنا والأقليات الأخرى».

وأضاف «اليوم تحولت المشكلة من نزاع قبلي إلى نزاع عرقي»، مؤكدا أن «الهجمات تستهدف أي شخص بشرته سوداء».