سرمين: مدينة شاهدة على مجازر عدة.. وأبناؤها ينزحون إلى تركيا

الباقون منهم يخشون من هجوم على أحيائها

TT

على بعد 40 كيلومترا من الحدود السورية التركية تقع مدينة سرمين شرق محافظة إدلب.. هذا القرب الجغرافي من المناطق التركية سهل على أهالي المدينة التي تتعرض منذ أسابيع لقصف عنيف، عمليات النزوح والهرب من نيران قوات النظام السوري.

وهذا ما عبر عنه أحمد، وهو أحد أبناء المنطقة، الذي استطاع الهروب مع عائلته منذ أيام إلى الأراضي التركية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الحياة في مدينتي باتت مستحيلة. الدبابات تحاصر المدينة من كل الجهات وتقوم بقصفها بشكل عشوائي. هناك نقص بالمواد الطبية والغذائية، ولا سيما الطحين والحليب. الاتصالات مقطوعة، كما المياه والكهرباء»، مضيفا: «النظام يريد الانتقام من المدينة بسبب مشاركة أهلها في مظاهرات معارضة له، واحتضانهم فيما بعد الجيش السوري الحر».

وفي هذا الإطار، فقد أشارت الهيئة العام للثورة السورية في تقريرها الأخير عن المدينة إلى أن «القوات التابعة للنظام استهدفت المنازل بالقصف والتدمير، كما قامت باستهداف جميع السيارات التي تحاول إخراج النازحين»، لافتة إلى أنه «تم إحراق أكثر من 250 منزلا وعشرات السيارات في المدينة. إضافة إلى أنه يتم اكتشاف جثث محترقة في البيوت أو السيارات»، و«أن القصف استهدف أيضا المسجد الكبير الأثري، مما أدى إلى أضرار كبيرة به».

وكانت سرمين قد تعرضت لعمليات اقتحام عدة من قبل قوات النظام، سقط خلالها عدد كبير من القتلى والجرحى.. إلا أن النظام السوري حسم أمره بمحاصرة البلدة، التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ20 ألفا، بالدبابات والمدرعات وقام بقصفها بشكل وحشي.

ويعزو أحد أعضاء تنسيقيات إدلب الهجوم الشرس الذي تشنه القوات السورية على البلدة إلى «تمركز كتيبة أحرار الشمال التابعة للجيش السوري الحر في أحيائها»، وقد نفذت هذه الكتيبة حسب الناشط «عمليات نوعية ضد جيش النظام السوري، واستطاعت أن تدمر رغم أسلحتها المتواضعة نحو 10 دبابات تابعة لجيش النظام».. لافتا إلى أن «سرمين دفعت ثمنا باهظا بسبب تمردها على نظام بشار الأسد، إذ نزح عدد كبير من أهلها، وارتكب بحق أبنائها أكثر من مجزرة ذهب ضحيتها عشرات القتلى».

وقد نشرت تنسيقية مدينة سرمين للثورة السورية أشرطة فيديو تظهر حجم الدمار الذي حل بشوارع البلدة ومنازلها، إضافة إلى التخريب الذي مارسه عناصر الجيش النظامي ضد ممتلكات الناس من مزارع ومنازل وسيارات.

ويعيش من بقي من سكان البلدة في منازلهم حالة ترقب وخوف، خشية قيام قوات النظام بتنفيذ هجوم شامل ضد أحياء المدينة، يشبه ما حصل في بابا عمرو ومناطق سورية أخرى.. علما بأنه وقعت في مدينة سرمين في أواخر شهر مارس الماضي مجزرة مروعة، وذلك عندما حاصرت أكثر من 50 دبابة تابعة للجيش النظامي معظم أحياء المدينة، وبدأت في ساعات الصباح قصفا بالقذائف المدفعية من دون سابق إنذار.