الرياضة العربية.. تغطي سوأتها بيدها!!

مساعد العصيمي

TT

ما زلنا كعرب نحتاج إلى كثير من المفاهيم التي تعيدنا إلى واقعنا الحقيقي.. بل ما زلنا لم نستوعب الدرس.. ولم نقرأ التاريخ جيدا.. ها هي إسقاطاتنا السياسية تعود وابلا على رؤوس بعض شعوبنا كان ثمنها دما وتاريخا.. والسبب أننا لم نتعلم الدرس.. في كل شيء لم نفعل.. حتى في الرياضة ذلك الفعل الجميل المؤدي إلى كثير من الألق.. لم نفعل.. فما زلنا نمارس عصياننا للوائح والأنظمة الدولية مع استحداث المؤامرة والفرقة.. دائما مبتلون بالخروج عن النظام.. وعدم الاتفاق فيما بيننا كعرب أو في دواخلنا الخاصة.. والسبب أن هذه جبلتنا.. وعليه لا نجد بأسا أن تستمر الكويت مشاركة تحت الراية الأولمبية.. لا.. راية الكويت.. ولا بأس أيضا أن يقرر اللبنانيون أن يرفعوا قوائم اتحادهم الكروي وفق محاصصة طائفية.. ولن يلحقنا العار كعرب حين نبدأ في العمل الترشيحي الآسيوي لمنصب رئيس الاتحاد الكروي.. بالعمل ضد الـضد.. وليس مع المع!! ولدي ما أعلمه في هذا الموضوع.. وبقدر ما ساءني دفعني، لا ترحم على واقعنا كعرب.. لم نتعلم بعد من دروس التاريخ ولا بأس أن يكون تعلمها من سياسيينا الذين ملأوا الأرض ضجيجا وكأنهم العنفوان نفسه، كما كان جمال عبد الناصر وصدام حسين.. قبل أن يتواروا في الجحور تحت مظلة.. كان هنا «ظاهرة صوتية لا أكثر» أعيتنا بصراخها وعويلها.. والنتاج: خسائر وفوضى..!!

ما علينا من غثاء السياسة ولنقرأ الواقع الرياضي العربي المؤلم.. فبين مصر التي نفست بعض جماهيرها حنقها بالبعض الآخر في أعنف مواجهة دموية، وبين الحال الرياضي المائل في العراق الذي لم يستطع لحد الآن أن يضمن إقامة مباراة دولية داخل أراضيه.. ماذا عسانا أن نفعل؟ لكن ما يجب علينا فعله أن نرفع العقيرة بالشكوى والنياح حينما نخسر ونتراجع؛ لأن هذا واقعنا من المحيط إلى الخليج.. حتى في الدول التي تعرف الاستقرار السياسي والاجتماعي كما هي دول الخليج.. فلا أشد من الفوضى الرياضية داخلها.. فقط تأملوا خسائرها المادية الباهظة على الرياضة التنافسية.. التي لم تجد منها أي ربح.. فقط مجرد خسائر حضرت بفعل الإدارات الرياضية البليدة.

الواقع الرياضي العربي.. مريض ويحتاج إلى إنعاش من نوع خاص كي يفيق.. لكن كيف يتسنى له ذلك وهو ما زال غير قادر على كشف حقيقة توجهه وسبر مكمن علته؟ هو دائما الأفضل حسب رأي مسيريه.. ولذلك هم مستمرون في قيادته.. وعليه.. فلا بأس للمرة العاشرة أن نبدأ العمل بالضد ضد بعضنا.. قبل أن نعلن أننا مع.. المع.. هذه علتنا وهذا هو وجعنا.

[email protected]