حان الوقت المناسب لإنهاء أسطورة ديل بييرو مع السيدة العجوز

لويجي جارلاندو

TT

تعد مرحلة الارتقاء في لعبة الوثب الطويل حاسمة، فمن المهم أن تصل إلى أقرب نقطة ممكنة من الحد الفاصل، ولكن الأكثر أهمية هو أن لا تطأه قدمك، وهكذا تصبح الوثبة طويلة. هذا هو الحال أيضا بالنسبة إلى لاعب كرة القدم في نهاية مسيرته، عندما تتأخر مرحلة الارتقاء، ويتم تجاوز الحد الفاصل ولو حتى بمجرد سنتيمتر واحد، تواجه خطر فقد كل شيء. وهذه تعد لحظة الارتقاء المثالية لقائد اليوفي ديل بييرو: الاعتزال في نهاية الموسم الحالي، وسط حالات من الأسف عليه، ومغادرة الملاعب تاركا خلفه الشك الذي يثلج الصدور بكونه ما زال لا غنى عنه في الفريق. يذكر أن إدارة السيدة العجوز كانت قد أعلمت اليساندرو رسميا بقرار التقاعد، وعليه تم حفظ اللاعب في مقاعد البدلاء على هامش فريق اليوفي الذي لا يتعرض للهزيمة هذا الموسم. وتقبل ديل بييرو كل ذلك بصبر واحترام وثيق للتدريبات. وفي النهاية عاد حاسما واستطاع هز شباك الخصوم الأكثر نبلا (الميلان والإنتر) واستعاد ثقة الجماهير. وبات من السهل الآن القول إن ديل بييرو من هذا النوع الذي ينبغي التمسك به. هكذا كما كان من السهل والمريح ترشيح توتي إلى صفوف المنتخب بعد الأهداف الأربعة التي سجلها في شباك كييفو وتشيزينا.

والآن بات توتي، المتهم بإضاعة إحدى تسديداته على طريقة الملعقة أمام الميلان، موضع نقاش حتى في روما. وخلال البطولة الحالية للدوري المحلي استطاع ليغروتالي، مدافع كاتانيا، تسجيل أربعة أهداف أيضا. ومن بين عيوب كرة القدم الإيطالية هناك إدانة موجهة إلى أبدية الحاضر، دائما داخل الملعب، وغياب المستقبل. «الحياة هي الآن»، هكذا كان يردد توتي. ولكن الحياة ماضٍ ومستقبل، ذكريات وأحلام. إن قيمة ديل بييرو ليست في مجرد الهدفين اللذين سجلهما في الميلان والإنتر، بل في كل الأهداف التي سجلها على مدار مسيرته، تلك هي أسطورته التي ينبغي عليه احترامها.

إن هذه هي لحظة الارتقاء المثالية بالنسبة لديل بييرو حتى لا يجد نفسه نادما مثل كامبياسو، وحتى لا يشعر بالحمل الثقيل مثل إنزاغي، وحتى لا يلاحق برعونة هدفا «على طريقة ديل بييرو» مثلما طارد توتي تصويبة على طريقة الملعقة في سان سيرو، وحتى يظل نقيا في ذاكرة كرة القدم الإيطالية مثل بلاتيني وزيدان. أهداف اليساندرو في شباك ناديي ميلانو لا تخفي الهبوط في الأداء الذي لا مفر منه. وفي الموسم المقبل سيكتمل خط هجوم اليوفي بهيغواين وراميريز اللذين سيقدمان روحا تنافسية أكثر قسوة من التي يقدمها بيبي وماتري. وستكون الفرص المتاحة أمام ديل بييرو للمشاركة مع الفريق أقل. ربما أن إدارة النادي كانت خشنة في الهيئة التي أعلنت به قرارها بشأن اليساندرو، غير أنها أحسنت صنعا في تنظيمها لعملية تجديد عقد اللاعب لمدة موسم واحد، وفي إعلان قرارها بشكل قاطع لمنح القوة لاختيارات المدرب الرائع كونتي. وبوصفه ممثلا عظيما، استطاع اليساندرو، على أية حال، أن يظهر مجددا في دور البطولة. والآن لم يعد يتبقى له سوى إبداع مشهد ختامي جدير بالعرض الذي استمر في تقديمه مع السيدة العجوز على مدار 19 موسما. ولو تمكن ديل بييرو من رفع كأس إيطاليا هذا الموسم في الاستاد الأولمبي، حيث أصبح في عام 1996 بطلا لأوروبا، سيكون بذلك قد أطلق بشكل مثالي مشاركة اليوفي في دوري الأبطال القادمة. أمر رائع. ولنتخيل معا، في ليلة نهائي كأس إيطاليا، منطادا يسقط منه حبل في سماء روما ثم يتشبث به ديل بييرو ويختفي في غموض، مثل بطل رؤية البارون فوق الأشجار للكاتب كالفينو، متجها إلى الولايات المتحدة الأميركية أو إلى باريس سان جيرمان حيث يوجد أنشلوتي، حيث يمكنه مواصلة الاستمتاع بكرة القدم. وهكذا ستظل أسطورة ديل بييرو مع السيدة العجوز نقية دائما دون أية وصمة عار، مثل الحد الفاصل بعد وثبة مثالية.