أوقفوا التحكيم الأجنبي أو...!!

هيا الغامدي

TT

من شاهد ديربي العاصمة بين الهلال والنصر وما حواه من مشاهد تحكيمية عجيبة وقرارات غريبة مصدرها طاقم التحكيم الألماني سيدرك أن المهازل التحكيمية التي يتحدثون عنها بالداخل من قبل الحكام السعوديين ما هي إلا إحدى «رصاصات الرحمة» التي جاء الأجانب ليقتلوا متعة المشهد الرياضي بها، وبالتالي فإن أخطاء «المستوردين» تمرر بعين الرضا وحسن النية، أدام الله النيات الحسنة تاجا على رؤوس الأصحاء!

إن مشاهد سقوط الحكام الأجانب خارج نطاق الخطأ والغفلة والنسيان عطفا على تأطيرات «حسن النية» منهم وعكسه من السعودي. إلهي، أيعقل بأننا «انتقائيون» وانقياديون حتى في القرارات أو الأحداث التي تضرنا وتشوه صورة المشهد الرياضي لدينا؟! خصوصا بمجال التحكيم القائم بالأساس على «تقدير الأخطاء»، فالحكم «سابق عصره وأوانه» هو الأقل أخطاء وليس الخالي تماما منها، «لاحظوا» الفرق، وهذا معناه أن هناك نسبة وتناسبا، عطفا على الطبيعة البشرية وقوانين اللعبة والتحكيم، نصه وروحه!!

جميعنا رأى مستوى الحكم الألماني الميداني - داخل المستطيل - وإن شاركه بطولة القرارات العكسية أحد مساعديه كمشارك بذبح القرارات التحكيمية الواضحة والمرئية بأمسية الديربي.. ليلة البرد والمطر، فوز الهلال وإخفاق النصر!! تلك القرارات التعسفية ضد صائد نقاط الديربي «المزمنة» كحالة هلالية موقنة بالميل المستحق والميل كأفضلية من جوانب عدة أكدها الأزرق سابقا ولربما لاحقا إذا استمر النصر على ذات الوتيرة الأبدية!

وهنا يبرز التساؤل المثخن بالتعجب: ترى من يختار هؤلاء الحكام الذين يأتون لزيادة حالة الاحتقان التحكيمي الموجودة أساسا بالداخل؟! من يختار أولئك القادمين لنشر قوانين تحكيمية بديلة قد لا تظهر ولا مع أقل حكامنا الصاعدين خبرة ومهارة وتجربة؟! وما المعايير التي يتم اختيارهم على أساسها؟

التساؤل الأهم في ظل ما يلحق بالحكم المحلي من حساب وعقاب يصل إلى الإيقاف على أخطاء تعتبر «بريئة» وعفوية أمام أخطاء الأجانب: من يملك محاسبة هؤلاء الحكام وما المرجعية التي تتم العودة إليها في حال أخطأ الأجنبي أخطاء لا تغتفر كالتي رأيناها بالديربي الأخير؟! فالألماني ماركو فريتز أغفل طرد اللاعب خالد الغامدي الذي تكررت مخاشنته لفيلهامسون، وتجاوزه عن إمساك الحارس الأصفر لكرة يو بيونغ عمدا بيده خارج منطقة الجزاء، وتحويله مسار أخطاء لصالح الهلال لحالات تسلل فضحتها شاشة التلفزيون!!

تخيلوا «ماذا.. لو» صدر خطأ «واحد فقط» من تلك الأخطاء من قبل حكم سعودي..! ما الذي سيكون عليه المشهد من سب وشتم وتقريع ودخول في الذمم وتعدٍّ على الكرامة البشرية، ضاربين بآدميته وبأسرته عرض الحائط؟! وماذا لو لم يكن المتضرر من تلك القرارات الخارجة عن نطاق التغطية هو الظافر بالنتيجة التي «جت من الله»، عطفا على الحالة التحكيمية الغريبة؟! أنا لست مع فريق ضد آخر، فكلاهما سواء، ولكن «الظلم... حرام»! لذا يجب أن نعيد حساباتنا حيال تكرار الاستعانة بالأجانب الذين يأتون إلينا ظانين أننا لا نزال نعيش عصر الهواية والملاعب الترابية وعصور الكرة ما قبل الكامبري!! أقولها صريحة، نهضتنا الرياضية التي نهدف إلى إنعاشها، «التحكيم» ركن من أركانها. «فقط» أعيدوا الثقة لحكامكم وسترون أن أخطاءهم ما هي إلا رحمة بمقابل أخطاء غيرهم، وأحسنوا النية، فذلك من شيم الكبار!