الجيش السوري يشتبك مع «الحر» في ريف دمشق.. ومحاولات لاقتحام الرستن

قصف متواصل على حمص ودرعا وحماه.. ومظاهرات بحلب والحسكة وإدلب

مظاهرة أربعاء ساحل الحرية في حزانو ادلب (موقع أوغاريت)
TT

بينما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر الجيش السوري الحر في أغلب المحافظات السورية أمس، إضافة إلى استمرار الجيش في قصفه لعدد من المدن، مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 قتيلا، بدأت قوات الأمن السوري أمس محاولات لاقتحام مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص والخارجة عن سيطرة النظام منذ أسابيع، وذلك حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي وإصابة 16 آخرين، فيما أصيب أربعة من المجموعات المسلحة المنشقة عند مدخل المدينة.

وأفاد الناشط كرم أبو ربيع بأن «أحياء مدينة حمص القديمة تتعرض لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية»، مضيفا «لقد سقطت عدة قذائف قرابة الساعة العاشرة على حي بستان الديوان أصاب عدد منها كنيسة أم الزنار الأثرية». وفي حين أفاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية، أكدت لجان التنسيق المحلية وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجر يوم أمس.

بدورها، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى قصف عنيف على أحياء حمص القديمة وحي باب هود، وقالت إن الانفجارات تهز المدينة. وذكرت الهيئة أن الجيش النظامي قصف تلبيسة بحمص، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.

وفي حلب، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن سقوط قتيل وجريح برصاص الأمن السوري بحي الفرقان. ومنها إلى درعا، حيث دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس الأربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و«ذلك بعد تهديد ضابط لأهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة أو البدء بعملية في البلدة»، بحسب المرصد السوري الذي أفاد في وقت لاحق بوجود اشتباكات عنيفة في محيط مدينة داعل.

وأفادت لجان التنسيق باندلاع اشتباكات دارت بين الجيشين النظامي والحر في سقبا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق كما في حرستا. وفيما بثت صفحات المعارضة فيديو يعلن خلاله العميد الركن عدنان محمد الأحمد، رئيس فرع الاستطلاع في قيادة المنطقة الشمالية، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش الحر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «جهاز المخابرات الجوية اعتقل يوم أول من أمس المواطن كاسم فارس البعلي البالغ من العمر 51 عاما من منزله في حي القابون كرهينة عن نجله الناشط في الحراك الثوري السوري»، وأضاف «لكن ضابطا بالمخابرات الجوية رفض الإفراج عن السيد كاسم قبل أن يسلم نجله فداء نفسه للأجهزة الأمنية». وطالب المرصد السلطات السورية «بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المواطن كاسم فارس البعلي، والتوقف عن إرهاب النشطاء من خلال اعتقال ذويهم».

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلّحة قامت يوم أمس بقتل العميد خليف العبد الله في حلب، وهو من مرتبات الكلية الجوية، وذلك أثناء توجهه إلى عمله».

ونقلت «سانا» عن مصدر مطلع بالمحافظة قوله إن «أربعة إرهابيين يستقلون سيارة (كيا سيراتو) استهدفوا الشهيد العبد الله بعد خروجه من منزله متوجها إلى عمله بالقرب من جامع الباسل في الحي الرابع بالحمدانية، وأطلقوا النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».

وفي جديد المظاهرات، بث ناشطون مقاطع فيديو عبر «يوتيوب» تظهر خروج مظاهرة حاشدة في حي غويران في محافظة الحسكة مطالبة بإسقاط النظام.

وفي حلب، خرج العشرات من منطقة الباب في مظاهرة طلابية، فيما خرجت مظاهرة نسائية في حي القابون في دمشق وأخرى في حاس في إدلب تضامنا مع المدن المنكوبة.

ومن حماه، أوضح عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة السورية «أبو غازي» أن «القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة السادسة من صباح يوم أمس (قلعة المضيق) والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط إطلاق نار كثيف، قبل أن تعود وتتراجع إلى أطراف المدينة وتعاود القصف عليها»، لافتا في اتصال عبر «سكايب» إلى أن عددا من المنشقين «يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية، وإلى تعرض القلعة الأثرية في البلدة لنيران القوات النظامية على مدى أيام».

وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخبر، مشيرا إلى «اقتحام القوات العسكرية السورية ترافقها عشرات الآليات الثقيلة المدرعة بلدة قلعة المضيق وقرى مجاورة لها، وذلك بعد أسابيع من إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون».

ولفت المرصد إلى أن «القوات النظامية اقتحمت قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب في إدلب، ونفذت فيها حملة اعتقالات»، وشدد على «تخوف أهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية أمس بعد ثلاثة أيام من العمليات العسكرية».

وبينما ناشدت لجان التنسيق المحلية السورية الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية بدخول مدينة سراقب في إدلب لإسعاف الجرحى ودفن عشرات القتلى الذين سقطوا منذ اقتحام الجيش النظامي للبلدة وفرض الحصار عليها، أفاد ناشطون بمقتل أكثر من 20 شخصا في قصف استهدف مبنى سكنيا في سراقب.