الجنرال موفاز يطيح بليفني وينتخب رئيسا للمعارضة الإسرائيلية

أصوات الأعضاء العرب في كديما حسمت المعركة لصالحه

شاؤول موفاز مع زوجته اوريت بعد الانتخابات في كفار سابا أول من أمس (أ.ب)
TT

حقق الجنرال شاؤول موفاز انتصارا ساحقا في انتخابات رئاسة حزب «كديما»، وألحق هزيمة نكراء بزعيمة الحزب تسيبي ليفني، إذ حصل على 62 في المائة من الأصوات، في الانتخابات الداخلية التي جرت أول من أمس، وأصبح بذلك رئيس كتل المعارضة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست). وفي خطوة ذات مغزى، توجه موفاز، صباح أمس، إلى حائط المبكى (البراق) للصلاة (مع أنه علماني)، ثم توجه إلى ضريح مؤسس الحركة الصهيونية، بنيامين زئيف هرتزل. وقصد بذلك إعطاء رسالة إلى الأحزاب الدينية مفادها أنه صهيوني علماني لكنه يريد فتح صفحة جديدة مع الأحزاب الدينية، التي تشكل اليوم 18 في المائة من أعضاء البرلمان وتعتبر لسان ميزان في الخريطة الحزبية.

وكان موفاز قد خسر الانتخابات أمام ليفني، قبل ثلاث سنوات، بفارق 431 صوتا فقط. ولكن في الانتخابات التي أعلنت نتائجها في وقت متأخر من مساء أمس، فقد تضاعف الفارق 22 مرة، إلى 9441 صوتا. فقد حصل على 23987 صوتا، مقابل 14516. ويعود هذا الفوز الساحق إلى عدة أسباب، أهمها:

أولا: أن ليفني فشلت في تشكيل حكومة، مع أن حزبها فاز بأكبر عدد من النواب في البرلمان (28 مقعدا). ثم فشلت في قيادة الحزب والمعارضة. وطيلة السنوات الثلاث الماضية، لم يشعر الجمهور الإسرائيلي بوجود معارضة حقيقية، رغم طرح قضايا كبيرة على الساحة. فالحكومة تسببت في تجميد عملية السلام وتقرع اليوم طبول الحرب مع إيران، علما بأن 56 في المائة من الإسرائيليين يعارضون موقفها، ودخلت في صدام مع أكبر حملة احتجاج اقتصادية اجتماعية في تاريخ إسرائيل. وتميزت قيادة ليفني بالقنوط والكسل والامتناع عن مواجهة السياسة الحكومية.

ثانيا: فقدت ليفني مجموعات كبيرة من مؤيديها، بسبب جفائها وأسلوبها الفظ وعزلتها الشخصية وإهمالها مطالب رفاقها ومؤيديها. فانضم إلى معسكر موفاز 16 عضوا في الكنيست من معسكر مؤيديها. وخسرت مؤيديها من مناطق الريف بشكل خاص، واقتصر المؤيدون لها على منطقة تل أبيب. ففي مدينة ريشون لتسيون، حصلت على 680 صوتا، مقابل 1198 صوتا لموفاز. وفي مناطق فقيرة مثل أسدود حصل موفاز على 285 صوتا مقابل 294 صوتا لليفني. وفي عكا هزمها بالنتيجة 682 مقابل 126 وفي عسقلان 1001 مقابل 309.

ثالثا: لم تفلح في تجنيد أعضاء للحزب إلى صناديق الاقتراع، حيث لم تتجاوز نسبة التصويت 41 في المائة. فمن مجموع 95590 عضوا، شارك في التصويت فقط 38916 عضوا.

رابعا: الأعضاء العرب في الحزب حسموا المعركة لصالح موفاز. ففي هذا الحزب 23 ألف عربي من فلسطينيي 48، يشكلون نسبة 24.5 في المائة من أعضاء الحزب. ونسبة مشاركتهم في التصويت عالية جدا، تتراوح ما بين 60 و65 في المائة، ما يعني أن تأثيرهم في الانتخابات يزيد قوتهم من 24 في المائة إلى 36 في المائة. وهؤلاء الأعضاء لا ينتمون لحزب كهذا من منطلقات عقائدية، حيث إنه حزب ذو آيديولوجية صهيونية. ويقررون مواقفهم وفقا لحسابات مصلحية. وقد هاجم مؤيدو ليفني هذا التأثير وقال عدد منهم لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، «مقاولو الأصوات العرب هم الذين حققوا النصر لموفاز. فقد شاهدنا سيارات الأجرة وهي تنقل المصوتين بشكل منظم، بإشراف مقاولي الأصوات، الذين لا يبخلون بدفع النقود مقابل الأصوات». وقال أحدهم للإذاعة الإسرائيلية إن «هناك عصابات مافيا تعمل في الإجرام المنظم، خاضت هذه الانتخابات وناصرت موفاز».

إلا أن موفاز استخف بهذه التحليلات وقال إن حزب «كديما» يعبر عن تركيبة المجتمع الإسرائيلي. ففيه يهود وعرب، وفيه متدينون وعلمانيون، وفيه شرقيون وغربيون وروس وإثيوبيون، والانتخابات كانت شفافة وديمقراطية، لجان الصناديق تشكلت من محام ومن أناس لا ينتمون لحزب «كديما»، حتى نضمن منع التزييف، وهذا هو المهم. وعرض موفاز على ليفني أن تبقى في الحزب تحت قيادته وقال إنه يحفظ لها المرتبة الثانية من بعده، إذا بقيت.