استبعاد دوافع «دينية» حول مقتل يهودي في فاس

مصادر إسرائيلية تربط بين الحادث واختصار مدة مشاركة وفد إسرائيلي في مؤتمر بالرباط ومهرجان فني بمراكش

TT

استبعدت مصادر أمنية مغربية وجود أي دوافع «دينية أو طائفية» لمقتل مغربي يهودي يدعى بنجامين صريرو يوم الاثنين الماضي في مدينة فاس، وسط البلاد. وأبلغت المصادر «الشرق الأوسط» بأن خلافا حول تسديد قيمة إيجار متراكمة لمنزل في «حي الملاح» أدت إلى شجار بين صريرو وشاب تسكن أسرته في المنزل. وقالت المصادر إن الشاب يدعى سعد سلموني وتوارى عن الأنظار بعد ارتكاب الجريمة. وأفادت الشرطة بأنها ظلت تبحث حتى ظهر أمس عن سلموني (28 سنة) وأشارت إلى أن معلوماتها تفيد بأنه كان مدمنا للمخدرات.

وكانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ربطت بين هذه الجريمة والاحتجاجات التي عرفتها الرباط، حول مشاركة وفد إسرائيلي في اجتماعات الجمعية المتوسطية البرلمانية، التي شارك فيها دبلوماسي إسرائيلي يدعى ديفيد سارانكا يوم الأحد الماضي، حيث طلب منه اختصار زيارته للرباط، وكذلك الانتقادات التي وجهت لمهرجان للموسيقى والرقص يفترض أن تحتضنه مراكش في مايو (أيار) المقبل ويشارك فيه إسرائيليون. وفي هذا السياق زعمت صحيفة «جورزاليم بوست» الإسرائيلية أن مشاعر العداء ضد الإسرائيليين في المغرب تصاعدت، وأن لها علاقة بتشكيل حكومة يهيمن عليها «إسلاميون».

يشار إلى أن مسيرة كانت قد نظمت يوم الأحد الماضي في الرباط لمساندة الفلسطينيين، ومن المقرر تنظيم مسيرة أخرى تشارك فيها عدة أحزاب ومنظمات يوم الأحد المقبل في الدار البيضاء، وذلك بمناسبة يوم الأرض.

وفي تفاصيل جريمة فاس قال شهود عيان إن بنجامين صريرو كان زار صباح الاثنين الماضي المنزل الذي تستأجره أسرة سلموني، وطلب منهم تسديد قيمة إيجارات متراكمة، وكذلك إيجار الشهر الحالي، لكن الأسرة طلبت تأجيل ذلك نظرا لعدم توفر المبلغ معها، بيد أن صريرو لم يقبل ذلك وطلب منهم إخلاء المنزل طالما أنهم عجزوا عن تسديد إيجاره، وتحول النقاش بين الجانبين إلى تلاسن، بعدها عاد صريرو أدراجه راجلا، لكن سعد سلموني لحق به وعاجله بضربة من مطرقة على رأسه، وفر هاربا من مكان الحادث، ونقل صريرو إلى المستشفى، واتضح أنه فارق الحياة نتيجة ارتجاج في المخ. وظل بنجامين صريرو يتولى جمع إيجارات منازل في «حي الملاح» الذي كانت تقطنه أسر يهودية من قبل، لكن معظمهم هاجر عن مدينة فاس، وقالت مصادرهم إن هناك ما يقارب أربعين أسرة يهودية فقط حاليا في كل المدينة.

ونشرت بعض الصحف المحلية أن سلموني له نزعة دينية سلفية، لكن مصادر الأمن في فاس دحضت هذه المعلومات كلية، وقالت لا توجد أي دوافع دينية أو طائفية حول الجريمة، وأشارت إلى أنها تجري تحقيقا مع بعض أفراد أسرة القاتل، وأفادت أيضا بأنه تم إيقافهم بعد ارتكاب الجريمة.

وفي موضوع مهرجان مراكش نسب إلى سيمونا قازمان، التي يفترض أن تشارك في المهرجان، قولها: «المهرجان حول تطوير الرقص ولا علاقة له بالسياسة»، مشيرة إلى أنها سبق أن شاركت في هذا المهرجان الذي ينظم للمرة الثالثة في مدينة مراكش، التي تعد عاصمة السياحة المغربية. وقالت قازمان، وهي يهودية من أصول مغربية وتركية مختلطة، هاجرت أسرتها إلى إسرائيل منذ عقود، إن المهرجان تشارك فيها جنسيات مختلفة. وأشارت إلى أن مالك مدرسة للرقص في تل أبيب سيشارك كذلك في المهرجان، ويدعى آسي هسكال. ويفترض تنظيم المهرجان لمدة خمسة أيام في الفترة من 10 إلى 14 مايو. ويقول منظمون إنه يستقطب سياحا من جميع أنحاء العالم، وهم يراهنون على مثل هذه المهرجانات من أجل امتصاص أزمة متفاقمة في القطاع السياحي.

وكانت جمعيات ومجموعات مغربية انتقدت فكرة المهرجان واعتبرت مشاركة إسرائيل بمثابة «تطبيع» غير معلن.

وقال معارضون للمهرجان إن موقعه على الإنترنت نشر معلومات بثمانية لغات من بينها العبرية، لكن تم تجاهل العربية، وطالبوا بإلغاء المهرجان، والتزمت الحكومة المغربية الصمت حول الموضوع.