وفدان من الخرطوم وجوبا يجتمعان اليوم في أديس أبابا بعد مواجهات عسكرية بين البلدين

الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه إزاء تجدد العنف في السودان

TT

أكدت دولتا السودان وجنوب السودان عن بدئهما مفاوضات حول القضايا الأمنية اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد يومين من المواجهات العسكرية اتهمت كل دولة الأخرى بأنها التي بدأت الاعتداءات، بعد اجتماعات ضمت قيادات من جيشي البلدين أمس لإنهاء التوتر.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن قيادات عسكرية التقت أمس في أديس أبابا وتوصلوا إلى التهدئة، وينتظر أن يلتئم اليوم في اجتماع بأديس أبابا وفدان من الخرطوم وجوبا، يضم رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية مترئسا وفد بلاده مع باقان أموم رئيس وفد جنوب السودان لمناقشة المسائل الأمنية وإنهاء التوتر بين البلدين. وأضافت المصادر أن اللقاء أصلا كان مرتبا أن يعقد في موعده اليوم في جوبا غير أن المواجهات الأخيرة أضفت أجواء توتر قد يبدأ بها الطرفان مباحثاتهما في أديس أبابا. وقالت: إن هدوءا حذرا يسود المناطق الحدودية وإن القوات المسلحة سيطرت على هجليج التي كان جيش الجنوب قد دخلها الاثنين الماضي. وأشارت إلى أن لقاء الوفدين ربما يفتح الطريق لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات لإنهاء القضايا العالقة. وقالت: إنه في حال نجاح الوفدين من التوصل إلى تفاهمات فإن البشير سيجري لقاءه الذي تم تعليقه مع نظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت في جوبا في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل. وأكد البروفسور إبراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني لـ«الشرق الأوسط» أمس أن محادثات أديس أبابا ستناقش قضايا الترتيبات الأمنية المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان، مشيرا إلى أنها تأتي استكمالا لاجتماعات سبق أن عقدت في أديس أبابا، وتواصلت في الخرطوم، وكان من المقرر انعقادها في جوبا، ولكن نسبة لأجواء التوتر بين البلدين خلال اليومين الماضيين اتفق على عقدها في أديس أبابا. وقال البروفسور غندور ربما يكون هذا الوقت أنسب للحوار في قضايا الترتيبات الأمنية المشتركة، تمهيدا للمفاوضات في القضايا الأخرى.

من جهته قال العبيد أحمد مروح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية في تصريحات صحافية إن اجتماع اليوم مخصص للجان الفنية الأمنية لمناقشة القضايا الأمنية. وأضاف: «إذا حدث اختراق يمكن النظر في العودة إلى المفاوضات»، نافيا وجود معارك بين الجيشين في منطقة هجليج بعد أن فرضت القوات المسلحة سيطرتها، مشددا على أن حكومته لا تريد الحرب والتصعيد العسكري، منتقدا بيان الاتحاد الأفريقي الذي دعا الخرطوم وجوبا إلى وقف التصعيد والانسحاب نحو (10) كلم في حدود كل بلد، وقال: إن الاتحاد الأفريقي لم يكن متوازنا في بيانه وإن انسحاب الجيوش كان مقررا قبل 7 أشهر وأن يتم نشر قوات الأمم المتحدة لمراقبة الحدود بين البلدين. وأضاف: «الأمر ليس معزولا وإذا وافق الطرفان سيكون هناك اتفاق على كل المسائل».

من جانبه، قال باقان أموم كبير المفاوضين في جنوب السودان لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: إنه يستعد للتوجه إلى العاصمة الإثيوبية التي تضم مقر الاتحاد الأفريقي، للمشاركة في هذه المحادثات.

وقال رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: إنه سيمثل بلده في المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بشأن الأمن على طول الحدود. وأضاف أن هذه المفاوضات ستبدأ الخميس، موضحا أن التوتر الحالي قد يقود المفاوضات بين البلدين إلى طريق مسدود.

من جهة أخرى، أعربت كاثرين أشتون مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن قلقها العميق إزاء تجدد الاشتباكات العسكرية العنيفة بين دولتي السودان وجنوب السودان التي تأسست قبل 8 أشهر. وقال متحدث باسم أشتون أمس في بروكسل إن اشتباكات الأيام الماضية تعد بمثابة «تصعيد خطير لوضع متوتر» وحذر المتحدث من تهديدات بحدوث «مواجهة عسكرية أكبر» بين البلدين.

وطالبت أشتون الطرفين المتنازعين بالتزام «أقصى درجات ضبط النفس» ووقف كل العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية.

كما دعت المسؤولة الأوروبية البارزة حكومتي الخرطوم وجوبا إلى استئناف التفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع، مشددة على ضرورة انعقاد القمة المزمع إقامتها بين البلدين في موعدها المحدد لها وهو الأسبوع المقبل.