حملة حازم أبو إسماعيل للرئاسة تدخل على خط الفولكلور المصري

نشَّطت نكات المصريين واستنسخت «الموناليزا» والتصقت بقميص «ميسي»

جانب من مؤيدو حملة حازم أبو إسماعيل المرشح الرئاسي في وسط القاهرة أمس (رويترز)
TT

دخل المرشح السلفي المحتمل للرئاسة حازم أبو إسماعيل سجل الفولكور المصري بامتياز، منشطا خيال المصريين في ابتكار القفشة والنكتة واقتناص روح الدعابة بكل ظلالها السياسية والاجتماعية، كما أضاف إلى رسامي الكاريكاتير زخما لا ينتهي من اللقطات والمفارقات الكوميدية الساخرة، في ظاهرة فريدة لم يصادفها مرشح أو زعيم سياسي من قبل.

روح الدعابة «الإسماعيلاوية» تناثرت على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وفي أحاديث المصريين وتجمعاتهم على المقاهي والمنتديات الخاصة، وفي الحافلات العامة ونواصي الشوارع والميادين، يعززها حالة كاسحة من الدعاية الانتخابية، حيث أصبح من النادر أن يوجد مكان في القاهرة والأقاليم يخلو من ملصقات أبو إسماعيل، الأمر الذي حدا بأحد المصريين أن يطلق إحدى النكات التي تقول: «مهمة الرئيس القادم لمصر خلال ولايته الأولى ستقتصر على إزالة ملصقات أبو إسماعيل من البلاد»، وتجاوب معه مواطن آخر متعجبا: «أنا كنت ماشي في لافتات أبو إسماعيل وفجأة لمحت شارعا هناك»، وكأن اللافتات هي التي تصنع الشوارع.. وأطلق آخر تصريحا لاذعا يقول: «أبو إسماعيل يمهل المجلس العسكري 24 ساعة لتوفير جدران جديدة لملصقاته الدعائية». وروى أحدهم أن مريضا ذهب إلى الطبيب، فكتب له في روشتة العلاج: «خذ أبو إسماعيل قبل الأكل وبعد الأكل.. وسلم لي على الصندوق».

وتفنن رسامو الكاريكاتير في التقاط زوايا خاصة للحالة «الإسماعيلاوية»، فرسم أحدهم كاريكاتيرا لرجل وضع على وجهه قناعا علية صورة أبو إسماعيل، وهو يقول لزوجته: «ما تزعليش مني يا حبيبتي أنا أبو إسماعيل».

ولم تقتصر غزوة بوسترات حازم أبو إسماعيل الطائرة على الواقع المصري، بل ناسخت في صورة الموناليزا وحولت اسمها إلى «حازوليزا»، وتماهت أيضا في لوحة دافنشي «العشاء الأخير» تحت عنوان «السحور الأخير»، وكذلك في شخصية أشهر أبطال السينما «سوبر مان»، والتصقت فجأة بقميص لاعب الكرة الشهير الأرجنتيني ميسي، وحطت على أهرامات الجيزة، واستاد القاهرة الرياضي، وعلى كوكب المريخ.. وتناقلت الحالة «الإسماعيلاوية» في نشرة النكات أن رئيس الوزراء التركي أردوغان اشتكى للرئيس الأميركي باراك أوباما من أن أنصار أبو إسماعيل وضعوا بوسترا على عربته الخاصة.. كما روي أن أربعة من أعضاء حملته أوقفهم الجيش السوري أثناء قيامهم بتوزيع بوسترات أبو إسماعيل في الطريق بين حمص ودمشق.

ولم ترحم الغزوة «الإسماعيلاوية» تلاميذ المدارس، فانتشرت صور أبو إسماعيل على الكثير من أجندات وحقائب المدرسين، وزاحمت أفيشات «بوجي وطمطم» و«ميكي ماوس» المحببة في فصول رياض الأطفال. وتحول مقطع من أغنية «زحمة يا دنيا زحمة» للمطرب الشعبي الشهير أحمد عدوية إلى «أجي من هنا بوستر.. أروح هنا بوستر». ولم يعد مدهشا أن يظهر أبو إسماعيل على الفضائيات في أكثر من قناة في وقت واحد، سواء في حديث مباشر معه، أو آخر مسجل معه، أو برنامج يتحدث عنه.

ورغم أن أغلب المصريين أصبحوا يألفون بوسترات أبو إسماعيل، بعدما تسللت إلى كل مفردات حياتهم اليومية، فإن الشاب «طارق» يعلق بنبرة انزعاج لا تخلو من روح الدعابة قائلا: «طب هعمل إيه لو فتحت الثلاجة وطلع لي أبو إسماعيل». أمس بلغت الغزوة «الإسماعيلاوية» واحدة من ذراها الدرامية، فمنذ الصباح الباكر الذي يقل فيه الزحام في القاهرة قبل بدء شعائر صلاة الجمعة.

، وعلى طول شارع العروبة بضاحية مصر الجديدة المؤدي إلى قصر الأندلس مقر لجنة الانتخابات الرئاسية اصطف المئات من الشباب على جانبي الطريق حاملين صور ولوحات أبو إسماعيل، وبأزياء لافتة، تنوعت ما بين البدلة والكرافت والجلابيب، وفي منتصف الطريق بالقرب من مسجد السلطان حسين عند مدخل منطقة «الكوربة» وقف شاب ملتح يرتدي جلبابا أبيض ويمسك بصورة كبيرة لأبو إسماعيل، وهو يهتف بصوت بدا مبحوحا من كثرة الهتاف: «انتخبوا أبو إسماعيل نصير صلاح الدين».

وفي مشهد ذكر المصريين بالأفراح والموالد الشعبية وصل موكب أبو إسماعيل إلى مقر لجنة الانتخابات مسلحا بكميات هائلة من البوسترات التي تناثرت في أرجاء المكان، وأفادت أنباء من حملة الغزوة «الإسماعيلاوية» أنها ضربت رقما قياسيا في مارثون الترشح، حيث جمعت في جعبتها أكثر من 150 ألف توكيل، إضافة إلى توقيعات من أعضاء البرلمان فاقت النصاب القانوني.. لكن الغزوة «الإسماعيلاوية» الحاشدة أمام اللجنة لم تسلم بدورها من النكات، والتي كان أكثرها لسعا ما قاله سعيد حارس مقابر بمنطقة الدراسة: «خايف بوسترات أبو إسماعيل تيجي عندي».