سفارة إسرائيل في القاهرة من دون مقر منذ 7 أشهر.. وسفيرها يعمل من فندق

سيف اليزل: مصريون يرفضون البيع أو التأجير لها

TT

استمرت سفارة إسرائيل في القاهرة في العمل من دون مقر لها منذ 7 أشهر، وقالت مصادر مطلعة إن سفيرها يعمل من فندق بالعاصمة المصرية يتردد عليه بين وقت وآخر، بعد إعادة محتويات المبنى القديم من على ضفاف النيل إلى تل أبيب، بينما تحدث الخبير الأمني المصري، اللواء سامح سيف اليزل، عن أن إحدى العقبات أمام عثور السفارة على مقر تتمثل في رفض المصريين البيع أو التأجير لها. وقالت مصادر دبلوماسية وأمنية مصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس: إن المقر الجديد للسفارة الإسرائيلية في القاهرة لم يُحسم حتى الآن، وإنه ما زال قيد البحث بين الجانبين المصري والإسرائيلي، على أمل التوصل إلى مقر آمن، بعدما شهد المقر السابق، الموجود في بناية مطلة على النيل، عملية اقتحام من قبل متظاهرين في أغسطس (آب) العام الماضي. وأوضحت المصادر أن المسؤولين الإسرائيليين يبحثون الآن عن مكان مستقل وليس شقة، كما كان في السابق، وأن المقر الجديد قد يكون في أطراف مدينة القاهرة أو إحدى المدن الجديدة، بعدما رفض مواطنون بالقاهرة الاستجابة لطلب السفارة تأجير أو بيع أي بناية لها.

كان آلاف المتظاهرين المصريين قد اقتحموا مقر السفارة الإسرائيلية السابق احتجاجا على مقتل 7 رجال أمن مصريين على الحدود مع إسرائيل أثناء اشتباكات بين جنود إسرائيليين ومتسللين من غزة المجاورة. وتسببت تلك الأحداث، التي جرت مع زخم ثوري أسقط نظام الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة: إنه منذ تسلم السفير الإسرائيلي الجديد، يعقوب أميتاي، مهمة العمل في مصر في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، لم يستقر فيها بشكل دائم، واعتاد التنقل بين القاهرة وتل أبيب بسبب عدم وجود مقر رسمي له، مشيرة إلى أن أميتاي يأتي للقاهرة مرة واحدة أسبوعيا، كل يوم اثنين، ويعود لبلاده يوم الخميس من الأسبوع نفسه بالطائرة؛ حيث يقيم وقت زيارته بأحد الفنادق الكبرى.

وأوضحت مصادر بوزارة الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن مسألة البحث عن مقر جديد للسفارة لها بعد أمني، ومن الطبيعي مراعاته، ونفى المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، وجود شروط إسرائيلية ومصرية معينة لإعادة فتح السفارة، قائلا: «إن المسألة تتعلق فقط بالبحث عن مكان مناسب».

من جانبه، قال الخبير الأمني سيف اليزل: «إن الأزمة تعود إلى أنه كلما عثر مسؤولو السفارة الإسرائيلية على مقر يصلح لأن يكون سفارة، يرفض المواطنون المصريون مالكو تلك العقارات بيعها أو تأجيرها عقب علمهم أن الطرف الذي يريدها هو السفارة الإسرائيلية».

وتابع سيف اليزل قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن الإسرائيليين يبحثون الآن عن فيلا في إحدى المدن الجديدة (القريبة من القاهرة)، وإذا تعذر ذلك فقد يشترون أرضا ويبنون عليها (السفارة)».

كان وفد إسرائيلي مكون من ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) قد وصل إلى مصر يوم الخميس الماضي، لمناقشة أمر مقر السفارة، وكذلك صفقة تسليم الجاسوس الإسرائيلي من أصل مصري، ترابين، المعتقل منذ عام 1999 بتهمة التجسس لصالح الجيش الإسرائيلي، والمحكوم عليه بالأشغال الشاقة في مصر، مقابل الإفراج عن 63 سجينا مصريا.