إسرائيل تحمل عباس مسؤولية مظاهرات يوم الأرض

داني أيالون: أبو مازن مستمر في الإرهاب السياسي.. وسنصده

TT

بعد ساعات من دعوة الولايات المتحدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التحلي بضبط النفس في أعقاب المواجهات التي تخللت فعاليات يوم الأرض، الذي وافق أول من أمس، حملت إسرائيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مسؤولية ما وصفته باستمرار الإرهاب السياسي الذي يخوضه أبو مازن ضد إسرائيل عبر تحريض سياسي وعلى الأرض أيضا.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون: «إن أحداث يوم الأرض ما هي إلا تعبير آخر لاستراتيجية المواجهة التي يتبعها الفلسطينيون على الأرض، استمرارا للإرهاب السياسي الذي ينتهجه رئيس السلطة الفلسطينية في منتديات عالمية ضد إسرائيل». وأضاف أيالون، في ندوة ثقافية في بات يام في تل أبيب: «إن إسرائيل ستواصل صد المحاولات الفلسطينية لفرض إجراءات أحادية الجانب عليها في الأمم المتحدة وعلى أرض الواقع، وستنجح في ذلك».

وتمر علاقة السلطة وإسرائيل بأسوأ حالاتها منذ أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات الأخيرة، على خلفية جمود المفاوضات جراء تواصل البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة وتوجه السلطة نحو انتزاع اعترافات عالمية بالدولة الفلسطينية ومن مجلس الأمن.

ودعمت السلطة مسيرات يوم الأرض، وتدعو في كل يوم إلى توسيع المشاركة الشعبية في مسيرات سلمية ضد إسرائيل.

كانت إسرائيل قد واجهت المتظاهرين بالرصاص، لا سيما في قطاع غزة، فقتلت محتجا في شمال القطاع وجرحت العشرات في غزة والقدس ورام الله وبيت لحم ومناطق أخرى، في هذه المظاهرات التي ينظمها الفلسطينيون في 30 مارس (آذار) من كل عام إحياء لذكرى يوم الأرض الذي قتل فيه الجيش الإسرائيلي ستة من عرب الداخل عام 1976 الذين خرجوا للاحتجاج على خطط الحكومة الإسرائيلية لمصادرة أراضٍ في منطقة الجليل.

وعلى الرغم من الموقف المتشنج سياسيا في إسرائيل، وتحميل أبو مازن مسؤولية المظاهرات، فإن الجيش الإسرائيلي كان له موقف آخر، فقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن الجيش وأجهزة الأمن عبرت عن الرضا التام عن مستوى الأحداث والنتائج في يوم الأرض. وفي الجيش الإسرائيلي يقولون إن الأحداث جاءت بنفس حجم التوقعات.

لكن مع ذلك فثمة مخاوف من تحديات أكبر في يوم الأسير، الذي يصادف 17 أبريل (نيسان) الحالي، وفي ذكرى النكبة أيضا، الذي يوافق 15 مايو (أيار) من كل عام. وقالت مصادر عسكرية: «إن من المهم التذكر أن هذا هو اليوم الأول، وينتظرنا يوم النكبة، إنه يوم التحدي الحقيقي، كما يجب علينا الاستعداد ليوم الأسير الفلسطيني». وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، يوآف مردخاي: «يوم الأرض مرَّ من دون مفاجآت محددة، لم تكن هناك أي أحداث دراماتيكية، وفي الجيش ننظر اليوم إلى الأمام، والتحدي المقبل لنا هو يوم الأسير الفلسطيني».

كان مسؤولون أمنيون كبار، مثل رئيس أركان الجيش، الجنرال بيني غانتس، ومنسق أعمال الحكومة في المناطق، الميجر جنرال إيتان دانغوت، قد توقعوا انتهاء يوم الأرض من دون أحداث دراماتيكية، كما عبروا عن الرضا عن مستوى التنسيق الأمني على الأرض.