الاستخبارات البريطانية تكشف عن محاولة لاغتيال القائد الشيشاني زكاييف

مخاوف من عدد من الروس قد يشكلون خطرا على الألعاب الأولمبية

TT

أصدر جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5) تحذيرا عاما غير مسبوق، بأن أحمد زكاييف، القائد الشيشاني الانفصالي اللاجئ السياسي في بريطانيا وصديق الممثلة فانيسا ريدغريف، هدف لمؤامرة اغتيال. وبناء على نصيحتهم، خاضت وزارة الداخلية معركة قضائية لترحيل الرجل الذي تعتقد الاستخبارات الداخلية البريطانية أنه سينظم عملية اغتيال زكاييف، والذي تقول إنه يشكل خطرا على الأمن القومي البريطاني.

لكن صحيفة «صنداي تلغراف» كشفت أمس عن أن القضاة سمحوا للرجل بالبقاء في بريطانيا والنضال من أجل البقاء هنا.

وأثارت القضية تساؤلات خطيرة بشأن كيفية حماية بريطانيا من التهديدات الخارجية.

وكشف النقاب عن المؤامرة في أعقاب محاولة اغتيال غيرمان غوربنتسوف، المصرفي الروسي الثري الذي أطلق عليه الرصاص خارج شقته في لندن والذي يعاني من جراح خطيرة في لندن.

ويعتقد أنه كان مستهدفا من قبل أعدائه في لندن ومولدافيا. وتأتي هذه المحاولة في أوساط تزايد المخاوف بين الوكالات الأمنية بشأن عدد من الروس في بريطانيا الذين قد يشكلون خطرا على الأمن والألعاب الأولمبية بشكل خاص، التي وصفت بأنها الهدف الأكبر للإرهابيين في بريطانيا.

وكشفت أوراق القضية عن أن زكاييف، سياسي شيشاني معارض يعيش في بريطانيا بعد منحه حق اللجوء السياسي.

وتعتقد الاستخبارات الداخلية البريطانية أن رمضان قديروف، الرئيس الشيشاني والعدو اللدود لزكاييف يرغب في قتله.

وتعتقد الاستخبارات أيضا أن روسيا آخر مقيم في لندن، سمته فقط «إل» يمثل دور الوسيط في المؤامرة، وأنه سيعمل على تسهيل قتل زكاييف. وكشف القضاة عن التحذير الواضح في حكم مكتوب.

وزكاييف الذي يعيش في لندن مطلوب في روسيا بتهم الإرهاب والاختطاف والقتل خلال الحرب الشيشانية الأولى في تسعينات القرن الماضي. ونفى زكاييف دائما هذه الاتهامات، وحذرته السلطات البولندية قبل الزيارة من أنه قد يواجه الاعتقال بسبب أمر اعتقال دولي أصدرته موسكو. وتتهم السلطات الروسية الزعيم الشيشاني بالمشاركة في 11 نشاطا إرهابيا من بينها تشكيل وقيادة جماعات مسلحة، ومحاولة اغتيال ممثلين عن القوى الأمنية الروسية وتدبير عملية استيلاء مجموعة. وكان زكاييف متحدثا باسم الرئيس الشيشاني الانفصالي أصلان مسخادوف الذي قتل على أيدي القوات الروسية عام 2005. وأقام زكاييف في بريطانيا، حيث حصل على اللجوء السياسي عام 2003 ورفضت لندن تسليمه إلى موسكو. يشار إلى أن عددا من قيادات الانفصاليين الشيشان ترفض مواقف زكاييف الذي يعد من العناصر الشيشانية المعتدلة، وتردد أن دوكو عمروف أحد قادة المسلحين الشيشان أصدر حكما بإعدامه العام الماضي بعد أن اعتبره «مرتدا». ولجأ زكاييف إلى بريطانيا عام 2000، وحصل على حق اللجوء السياسي عام 2003. وتعده موسكو «إرهابيا» وتطالب بتسلمه من الحكومة البريطانية وتعد قضيته من القضايا الإشكالية التي تؤزم العلاقات بين موسكو ولندن. وأصدرت روسيا مذكرة اعتقال دولية بشأن زكاييف، وبموجب هذه المذكرة تم اعتقاله في بولندا في 17 سبتمبر (أيلول) 2010، لكن أطلق سراحه في وقت لاحق.