ناشطون يطالبون «أصدقاء سوريا» بطرد السفراء بعد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا

انتقادا لـ«إعطاء الأسد مهلا إضافية».. وتذكيرا لأوغلو بأن عمر «الثورة السورية» تجاوز العام

متظاهرون يهتفون بشعارات مناوئة للرئيس السوري بشار الأسد أمام مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول أمس ( رويترز)
TT

تفاوتت آراء الناشطين السوريين تعليقا على صدور البيان الختامي لـ«مؤتمر أصدقاء الشعب السوري» الذي انعقد أمس في مدينة إسطنبول، والذي طالب الموفد الأممي إلى سوريا كوفي أنان بـ«تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة، بما فيها عودة إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت عمليات القتل»، كما اعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض «ممثلا شرعيا لجميع السوريين والمظلة للمنظمات المعارضة الموجودة فيه».

وانتقد ناشطون كثر ما اعتبروه بمثابة إعطاء «مهل جديدة» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يعولوا كثيرا على مضمون البيان الختامي، تحديدا لناحية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، مطالبين باستكمال هذه الخطوة بطرد السفراء السوريين - الممثلين لنظام الأسد - من الدول المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا».

وغصت صفحات المعارضة السورية بعشرات التعليقات على مضمون البيان الختامي، وتحديدا صفحة «الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد 2011»، وذلك بعد يومين على انطلاق مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة يوم الجمعة الماضي تحت عنوان «خذلنا المسلمون والعرب لكن الله معنا».

ودعا ناشط يطلق على نفسه اسم «نصير الأحرار»: «بعض الإخوة يطالبون بطرد السفراء استكمالا لخطوة الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب السوري. وعلينا الانتباه إلى الفارق بين الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للشعب، والاعتراف به كممثل وحيد للشعب». وأضاف: «الأولى لا تنفي الاعتراف بالنظام، أما الثانية فتعني إسقاط الشرعية عن النظام، والفرق كبير»، لافتا إلى أن «الاعتراف بالمجلس كممثل لا ينفي وجود ممثلين آخرين تعترف بهم الدول المعنية وعلى رأسهم النظام».

وقال ناشط يدعى نرسيس حريري: «صامدون، هم أعطوا بشار المهل الطويلة لقمع الثورة ولكن صمودنا قلب الطاولة عليهم، لا يوجد أمامهم إلا الاعتراف بالمجلس لأن الشعب السوري الثائر هو من اختاره وانتظروا المزيد من التنازلات لمصلحة الثورة».

وتوجه أحد الناشطين إلى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالقول: «لن ننتظر أن يحدث للشعب السوري ما حدث للشعب البوسني من مذابح»، وكتب أحمد الدسوقي: «يبدو أنه علينا الانتظار إلى شهر مايو (أيار) حتى عقد المؤتمر في باريس، لنرى بعض التقدم بالقرارات، ويبدو أنه على شعبنا العظيم تقديم المزيد من الشهداء ومزيد من الجرحى والمعتقلين والمشردين».

وقال عبد الله محيي الدين: «لم أسمع ما سمعت حتى الآن من أوغلو إلا سنتضامن.. سنحاول.. سنساعد.. سندعم.. والوضع في سوريا خطير وعلينا التصرف بشكل حاسم دون أي تأخير»، وتابع: «الله أعلم.. إبر تخدير جديدة ستصلنا قريبا».

وانتقد ناشط آخر يطلق على نفسه اسم «واحد حر» قول أوغلو إن «الوضع في سوريا خطير جدا وعلينا التصرف بشكل حاسم من دون أي تأخير»، مذكرا بأن «الثورة مستمرة منذ أكثر ممن عام والقتل (شغال) والذبح والتهجير..». وأضاف: «إن شاء الله تكون فعلا هذه المرة الأخيرة وأن تتصرفوا بشكل حاسم ومن دون تأخير كما قلت».

ودعا رامي الزين «المتشائمين الذين يقولون إن عدم الاعتراف بالمجلس كممثل وحيد أمر غير مهم، نقول لا ينبغي الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا وحيدا للشعب السوري لأنه ليس كذلك؛ مع وجود كل هذه التيارات المعارضة التي سيستفزها أن يكون وحيدا وستزيد مناحراتها معه»، لافتا إلى أن «المجلس هو أحد الممثلين وخطوة الاعتراف به ممثلا شرعيا خطوة جيدة ربما تشجع بقية أطياف المعارضة على تقريب موقفهم من المجلس الوطني»، وختم: «في جميع الأحوال، فإن السوريين في الداخل سيكملون ثورتهم مهما كانت نتائج المؤتمر ولكن يجب أن لا ننكر أن النتائج تحمل تحسنا ملموسا».

وسأل أحد الناشطين: «كيف بمن رفع يديه إلى السماء ليقول (ما لنا غيرك يا الله)، أن يعود يستجدي الدعم من العباد؟».

وقال هيان كيالي: «إذا اعترفوا فعلا بالمجلس الوطني، فليطردوا السفراء السوريين من عندهم ويسلموا السفارات للمجلس الوطني»، فيما كتبت ناشطة تطلق على نفسها اسم «شقائق النعمان»: «لم يعد يهمنا من اعترف، المهم أن يسقط النظام».

من جهة أخرى، رأى فصيل من قوى المعارضة السورية في الداخل أن لا حاجة لمؤتمر «أصدقاء سوريا»، إلا بعد فشل مهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية. قال تيار بناء الدولة السورية إنه «لا بد للدول التي رحبت بمبادرة السيد كوفي أنان من أن تجسد هذا الموقف بشكل عملي، من خلال تقديم كل الدعم الذي يطلبه أنان وفريقه، وقد تجسد مثل هذا الدعم في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 12 مارس (آذار)، والذي عكس توافقا دوليا أوليا يحتاجه أي حل للأزمة السورية».

وأضاف التيار في بيان له «أمام هذا التوافق الدولي الأولي، الذي يحتاج إلى توطيد إذا ما صدقت السلطة السورية بتنفيذ تعهداتها للسيد أنان، لا نجد أي دور لمؤتمر أصدقاء سوريا، يمكنه أن يخدم السوريين بأي شكل من الأشكال. ففكرة تشكيل مجموعة أصدقاء سوريا، التي قامت بذريعة عدم التوافق في مجلس الأمن لا تستدعي انعقاد هذا المؤتمر قبل فشل مهمة السيد كوفي أنان».

وتابع البيان «من هنا، وبغض النظر عن نوايا كل طرف مشارك في هذا المؤتمر، فإننا نرفض رفضا باتا أن يتخذ المؤتمرون أي قرار من شأنه أن يصادر إرادة السوريين داخل سوريا، باختيارهم الوسائل النضالية التي يختارونها في صراعهم لإسقاط النظام الاستبدادي، أو يصادر إرادتهم باختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي».

وأضاف «لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن تتعدى مساعدة المجتمع الدولي لنضال شعبنا السوري في تحقيق حريته من الاستبداد وبناء دولته الديمقراطية ذات السيادة الوطنية الكاملة، أن تتعدى تأمين المناخات المناسبة لتحقيق إرادته على أرضه وداخل حدوده».

ورفض التيار العنف قائلا «وبهذا، فإننا نرفض رفضا مطلقا أي قرار من شأنه تأجيج الصراع العنفي، مثل تسليح جهات مناوئة للسلطة، أو التعدي تحت أي اسم على الأراضي السورية بطرق عسكرية، أو تعيين سلطات بديلة للسلطة الحالية تحت اسم ممثل شرعي للشعب السوري».