المعارضة تظاهرت أمس لـ«شهداء حمص».. ومقتل 8 جنود على الأقل في إدلب ودير الزور

متحدث باسم «الجيش الحر»: لن نطلق رصاصة واحدة في حال سحب الجيش النظامي مدرعاته

قصف على السيارات من قبل عصابات الاسد في حي البياضة بحمص
TT

خصصت المعارضة السورية مظاهرات أمس لـ«شهداء حمص»، تخليدا للذكرى السنوية الأولى لسقوط أول قتيل في مدينة حمص، على وقع استمرار العمليات العسكرية التي شنتها قوات الأمن السورية ضد عدد من المناطق السورية بينها حمص، حيث تعرضت أحياء الحميدية وبستان الديوان والصفصافة لقصف بقذائف صاروخية، تزامنا مع انعقاد «مؤتمر أصدقاء سوريا» في مدينة إسطنبول التركية، مما أسفر عن سقوط نحو 65 قتيلا حتى عصر أمس.

وخرجت مظاهرات في مدن سوريا عدة طالبت أصدقاء سوريا بـ«ألا يخذلونها» بعد أن «سقطت أكاذيب النظام كلها»، بينما لقي أكثر من 8 جنود نظاميين حتفهم في اشتباكات مع منشقين في «الجيش السوري الحر».

ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا، المقدم قاسم سعد الدين، قوله: «إن المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة»، مؤكدا أنه «لا يمكن قبول وجود دبابات وجنود داخل عربات مدرعة بين الناس».. وقال: «ليس لدينا مشكلة في وقف إطلاق النار، وبمجرد أن يسحب الجيش السوري مدرعاته فإن الجيش الحر لن يطلق رصاصة واحدة».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مواطنا وخمسة عناصر منشقين وأربعة عناصر نظاميين بينهم ضابط قتلوا في اشتباكات عنيفة صباحا في مدينة القورية التابعة لريف دير الزور بين مجموعات مسلحة منشقة والقوات النظامية السورية»، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن «مدينة القورية اقتحمت بالكامل وشهدت قصفا عشوائيا وإطلاق نار كثيفا في حي الحجين بعد تحليق مروحيات وتصوير جوي للمدينة، من قبل الجيش النظامي، وحملة دهم واعتقال بالعشرات».

وفي حي القصور، خرجت مظاهرة طلابية طالبت بإسقاط النظام، بينما حلق الطيران المروحي السوري بعلو منخفض في سماء مدينة الميادين باتجاه المناطق الشرقية. وحاصرت الدبابات مشفى الطب الحديث، الذي تعرض لإطلاق نار وقطع الطريق المؤدي إليه من قبل قوات الأمن السورية، إثر قدوم عدد من الجرحى من مدينة القورية إلى المشفى. وفي الحوايج، شنت قوات الأمن السورية حملة مداهمات واعتقالات، كما أحرقت عددا من المنازل بعد سرقتها.

وفي جامعة درعا، خرجت مظاهرة طلابية حاشدة في كلية الآداب، تضامنا مع المدن المنكوبة، طالبت بإسقاط النظام ودعم «الجيش السوري الحر». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سبعة قتلى سقطوا برصاص الجيش السوري قبل ظهر أمس، بينهم أربعة جنود منشقين قضوا في قرية الغرية الغربية في اشتباكات مع الجيش السوري بعد منتصف الليل. كما شهدت جاسم اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» وقوات الأمن التي اقتحمت منطقة المزيرعة.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في بلدتي الغارية الشرقية والغارية الغربية في ريف درعا الشمالي الشرقي، كانت تمارس أعمال القتل والخطف وترهيب المواطنين».

وأضافت أن مصدرا مسؤولا في المحافظة أشار إلى أن «الاشتباك أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين وتسليم آخرين أنفسهم وأسلحتهم، كما تم إلقاء القبض على عدد من المطلوبين ممن شاركوا في ارتكاب جرائم وأعمال تخريب وترويع المواطنين»، وبين المصدر أن الجهات المختصة صادرت خلال هذا الاشتباك كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت بحوزتهم، شملت بنادق روسية آلية وقواذف (آر بي جي) وقذائف وحشوات وقنابل يدوية ومسدسات حربية وقناصات أميركية الصنع. كما عثرت أيضا على أجهزة اتصال لاسلكية وأجهزة تحكم مخصصة لتفجير العبوات الناسفة عن بعد.

في موازاة ذلك، أحيت منطقة ريف دمشق، أمس، الذكرى السنوية الأولى لأول مجزرة شهدتها مدينة دوما، التي راح ضحيتها 11 شخصا من أبناء الريف الدمشقي. وأقفلت معظم المحال التجارية أبوابها، وذكر مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أن إطلاق رصاص كثيف تعرضت له دوما منذ الصباح الباكر. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أن قوات الأمن «أطلقت الرصاص من جهة السرايا على شارعي الجلاء والقوتلي، ردا على مظاهرة خرجت فيها طالبات المدارس، في موازاة إطلاق النيران من الدبابات التي تجولت في أحياء المدينة»، مشيرة إلى «تمركز قناص فوق البرج الطبي قام بإطلاق النار بشكل عشوائي».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي قوله إن «قوات الأمن السورية نفذت مداهمات وحملات اعتقال في الضمير ودوما وكفربطنا، التي شهدت استنفارا أمنيا كثيفا وانتشارا للدبابات في كل الحواجز وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة، حيث استهدف القناصة أي شيء يتحرك».

وفي إدلب، أفادت لجان التنسيق السورية بسقوط عدد من الجرحى إثر إطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام على أوتوستراد حلب دمشق في معرة النعمان، مع سماع دوي انفجار، لافتة إلى أن قوات الأمن «رمت جثمان الشاب عبد الحميد قيطاز (21 عاما) على الأوتوستراد الدولي، وذلك بعد اعتقاله، أول من أمس».

في ريف إدلب، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أربعة جنود نظاميين على الأقل قتلوا وأصيب 11 بجراح، إثر استهداف مجموعة مسلحة منشقة لقافلة عسكرية صباح أمس قرب قرية الجانودية الحدودية والتابعة لجسر الشغور». وأفاد بمقتل «امرأة إثر إصابتها برصاص قناصة صباح أمس في معرة النعمان»، مشيرا إلى «اشتباكات في عدة قرى بريف بلدة سراقب بين مجموعات مسلحة منشقة والجيش النظامي الذي ينفذ حملة مداهمات في المنطقة».

وفي حين خرجت مظاهرة طلابية من ثانوية ابن البيطار في الحمدانية في حلب هتفت للمدن المنكوبة وطالبت بإسقاط النظام، حاصرت قوات الأمن مدينة اللطامنة في حماه من جهاتها كافة تمهيدا لاقتحامها، بالتزامن مع وصول تعزيزات من مدينة طيبة الأمام، وتمشيط الأراضي الزراعية، على وقع إطلاق نار كثيف في المدينة والمناطق المجاورة لها.

وفي كفر زيتا في ريف حماه، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بالعثور على ثلاث جثث مجهولة الهوية على مفرق ميدان الغزال في قلعة المضيق، لم يتمكن الأهالي من التعرف على أسماء أصحابها. وذكرت أن «قوات الأمن والجيش اقتحمت قرية قبر فضة وسط إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية وحرق بعض المنازل وسرقة المحال التجارية».

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «الجهات المختصة ألقت القبض اليوم (أمس) على عدد من المسلحين مع أسلحتهم في مدينة دوما بريف دمشق»، مشيرة إلى أن مصدرا رسميا أوضح أنه تم ضبط كمية كبيرة من الأسلحة المختلفة خلال مداهمة مخابئ المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة. وأفادت بأن الأسلحة شملت «قاذف (آر بي جي) وقنبلة يدوية وبنادق آلية وبزات عسكرية ومناظير ليلية، إضافة إلى معدات طبية وذخيرة كما تم تفكيك عبوة ناسفة».

وأضافت الوكالة أنه تمت مهاجمة مزرعة في حرستا «تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة»، وتمت مصادرة ما بداخلها من أسلحة وذخائر «شملت قواذف (آر بي جي) مع حشوات خاصة بها وقنابل يدوية وبنادق آلية بعضها أميركي الصنع، وبنادق (بومبكشن) وبزات وجعبا عسكرية، إضافة إلى مواد أولية لصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة ومعدات لتصنيعها وسيارات حكومية وخاصة محروقة ومعدات وأدوات طبية».