8 جولات متبقية تحسم الصراع بين الميلان واليوفي على لقب «الكالتشيو»

أليغري سيلعب 6 مباريات على أرضه.. وكونتي يعد بالمنافسة حتى النهاية

TT

لنستمتع الآن بالرغبة في الفوز في ثماني جولات متبقية لاعتلاء قمة «الكالتشيو» خلال أربعين يوما مع تقدم طفيف للميلان (مع الوضع في الاعتبار أنه إذا تعادل الميلان واليوفي في عدد النقاط، فسيفوز اليوفي بالدرع)، مع الكثير من الغضب التنافسي لصالح السيدة العجوز وجدول مباريات يبتسم في وجه فريق الميلان المتصدر في الوقت الحالي (حيث سيلعب ست مباريات على أرضه في ملعب سان سيرو، ولكن مع وجود اسم مباراة الديربي في النهاية)، وإن ميزة اللعب على أرضك في ظل المباريات الصعبة تمثل حافزا أكثر لليوفي.

العقدة: وهذه سمات الطابع العام، وبالخوض في المزيد من التفاصيل نكتشف دوافع أخرى غير واضحة تجعل المعركة أكثر احتداما. وإن العقدة الأولى التي تستحق الفك هي تلك الخاصة بفريق أليغري، مدرب الميلان، فهل ستمثل الهزيمة الأخيرة في ملعب كامب نو مزيدا من الأحمال أم أن التحرر من العبء النفسي والجسدي لدوري أبطال أوروبا سيجعل منطاد هواء الميلان يرتفع أكثر؟

الإحباط: لا يعد نادرا في تاريخ كرة القدم الإيطالية أن يتحول الإقصاء من البطولة الأوروبية إلى دفعة ثمينة في مباريات الدوري الإيطالي، ويلزمنا رؤية كيف سينجح الفريق والبيئة المحيطة في امتصاص الإحباط. وفي هذه الحالة فإن الإقصاء على يد برشلونة يساعد كثيرا، أما إذا كان الخروج من أمام فريق مثل أبويل نيقوسيا القبرصي كان عودة الانطلاق من جديد، فسيعتبر ذلك معضلة.

القائد: وفي كلمات القائد أمبروزيني في لحظة حماس ظهرت إشارة مطمئنة إلى جماهير الميلان، بقوله: «نخرج من دوري الأبطال من دون الندم الكبير، وكان يمكننا تقديم شيء أكثر، ولكننا لعبنا رافعي الرأس أمام البارسا الذي أثبت أنه أقوى فريق. ولم نلحظ الكثير من الاختلاف بين مباراتي الذهاب والإياب، ولكن كان هناك ثمة اختلاف. وسنركز الآن بحماس في الدوري الإيطالي مع معرفتنا بأننا بذلنا أقصى ما بوسعنا. وهذا على الأقل لن يجعلنا نعود إلى المنزل مدمرين».

الفريق: لقد صنع أمبروزيني إطارا مثاليا للميلان، وسيقول الملعب إذا ما كانت باقي العناصر ستكمل هذا العمل الفني. وبتحليل مفاهيمه يمكننا فهم أن الميلان المتصدر تنفس الصعداء بعد هذا الإقصاء الذي يسمح له بتكريس طاقاته الرياضية والعصبية في منافسة واحدة فقط في دوري بلاده. في شكل لا يسمح بإلقاء اللوم على أحد، كما أنه لا شيء قد يجعلك تلعب من أجل انتزاع الدرع إن لم يكن ذهنك صافيا ومعنوياتك مرتفعة من دون تجاوز ضربة موجعة، وتلك هي الرسالة التي ينشرها القائد لمصلحة فريقه.

الأدوات: والإقرار بأن الأمور ستسير على ذلك النحو لا يعني أن المدرب أليغري ليس لديه الأدوات المناسبة لحل المشكلات. وتُدعى المشكلة الأولى بالبرازيلي باتو التي لا يمكن حلها خارج مقر الميلان، ثم تأتي مشكلة الدفاع لأنه لو كان صحيحا، فإنه مع وجود ميسي في الأجواء لا يصمد أمامه الآخرون في ظل تردد ميكسيس وأنطونيني في دفاع الميلان وأخطاء التسديد (السهلة) لروبينهو، لذا لا يمكن لكل ما سبق أن يدع من بيديه قرار اختيار اللاعبين كل أسبوع في الدوري الإيطالي فرصة البقاء هادئا. والمسألة تتعلق أيضا بالحماية اللازمة لهذا الخط المتأخر. وربما لو تواجد فان بوميل على سبيل المثال في ملعب كامب نو في وسط نوتشيرينو وأمبروزيني في أغلب الاحتمالات لم يكن ليتمتع ميسي بكل تلك المساحة في الملعب. فماذا عن المساهمة التي قد تصل من جانب غاتوزو وأكويلاني؟ وماذا لو من المفترض أن يصل بواتينغ سريعا إلى الحالة المثالية؟ ومتى يكون الدفع بإيمانولسون مناسبا؟ ومتى على العكس ينبغي الوثوق في سيدورف؟

اللمسات الأخيرة: ويغيب عن أنطونيو كونتي، مدرب السيدة العجوز، التأكيد على أن هذه البدائل تمثل اللمسات الأخيرة التي قد تجعل الميلان يتقدم على غريمه اليوفي، بالطبع شريطة أن تكون اختيارات وقرارات كل مباراة جيدة. والحديث ذاته يصلح بالنسبة لمدرب اليوفي ولكن في علاقة شخصين بالـ11 لاعبا. ولعل ذلك بسبب الفقر الجوهري في بدائل الثلاثي المتأخر (بيرزالي وبونوتشي وكيلليني)، واللاعبين الأساسيين في خط الوسط (فيدال وبيرلو وماركيزيو) وتشتد حيرة مدرب اليوفي في الدفع بلاعبي الهجوم، حيث ينخفض أداء ماتري ويتأرجح مستوى فوتسينيتش، كما يحتاج كوالياريلا إلى الدفع به باستمرارية أكثر، فضلا عن بوريللو الذي يحتاج إلى الانطلاق في التسديد، وفي النهاية نجد اللاعب الكبير المتألق ديل بييرو الذي يعيش من جديد روح الشباب. وعلى أي حال يتحمس الجميع والمباريات الأوروبية على الأبواب.

كلمات: وصرح كونتي إلى لاعبيه: «ينبغي علينا أن نرى من يوجد في المقدمة لأننا وصلنا إلى نضوج عال يُمكننا من اللعب بقوة حتى النهاية. وهل سيفوزون بدرع الدوري الإيطالي؟ ينبغي علينا أن نبذل أقصى ما لدينا حتى المباراة الأخيرة. لكن، للقيام بهذا الأمر، لا أود رؤية تصرفات سطحية مثل ما حدث في اللقاء أمام كييفو، وأخشى أن يقل الجهد، ولنتذكر أننا لم نفعل بعد أي شيء ولم نحصل على أي هدف. لذلك أريد أن أراكم أقوياء متعطشين للفوز، بداية من مباراتنا أمام باليرمو».

الرد: واستمر حديث كونتي لنحو 12 دقيقة، ثم بدأت التدريبات ويمكن أن تتخيلوا الكثافة التي خاض بها اللاعبون المران سواء على الجانب البدني أو الخططي. ولم تفتقد مباراة التدريب تدخلات حاسمة للغاية، واضطر الأطباء والعلاج الطبيعي للتدخل مرتين. ولم يكن هناك أي أضرار، حيث إنها فقط عبارة عن رغبة قوية في الفوز بثها المدير الفني في الفريق وحولها اللاعبون إلى أداء مكثف على الفور.

وعن الخصوم، قال المدرب: «إذا كان ينبغي علينا أن نجد فريقا أقوى، فسنصفق له، لكننا لم نخسر أمام أحد. والحديث عن أننا الفريق الذي لا يهزم قليل للغاية، ربما لأن هذا الأمر يثير الإزعاج. لكنه شيء قابل للتكرار بصعوبة». وعن فيدال قال: «لقد أدهشني هذا اللاعب كثيرا وكان آخر من وصل، لكننا أدركنا على الفور أنه كان لاعبا مهما وعلى هذا النحو غيرت طريقة اللعب».