في بحر من الدلالات الحديثة والقديمة والظاهرة والخفية والصارخة، مثل دخول سيارة بالوتيللي من طراز «فيراري» مقر تدريبات الإنتر، والعنيفة، مثل شجاره المستمر مع زملائه في فريق مانشستر سيتي، والحلوة، مثل قصته مع رافايلا التي تدفعه للعودة إلى مدينة ميلانو، والمكررة، مثل زيارته لمدينة ميلانو، فإن هناك إشارات أيضا بين علامتي تنصيص، مثل تلك التي تعود إلى 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 على لسان ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، حينما سُئل عن بالوتيللي، فأجاب قائلا: «سأفكر في الأمر في صباح الغد». وفي الواقع لقد فكر الرئيس في الأمر حقا في الصيف الماضي في الفترة التي تولى فيها غاسبريني تدريب الإنتر. وربما لن يعود بالوتيللي إلى صفوف الإنتر مثلما صرح مانشيني، مدرب مانشستر سيتي، قائلا: «بالوتيللي لن يتحرك من هنا»، ولكن ماذا لو عاد بالفعل؟
إبراهيموفيتش وباتو: إذا تناولنا الأمر من خلال الأرقام على الفور، فإن ماريو بالوتيللي لديه عقد حتى 2015 يقدر تقريبا بنحو 3.5 مليون يورو في الموسم بقيمة تقترب من 35 مليون يورو في الوقت الحالي. وسيدفع النادي الإنجليزي 22 مليون يورو مع عرض الإنتر بدفع ستة ملايين يورو للاستفادة من خدمات اللاعب الإيطالي. ومن المعروف أن بالوتيللي تحدث أكثر من مرة «بشكل جيد» عن نادي الميلان الذي يقوم وكيل أعماله رايولا بصفقات جيدة معه دائما. فلم يكن على سبيل المصادفة أن يُقال إن مستقبل الميلان من دون إبراهيموفيتش أو باتو قد يفتح المجال للحصول على بالوتيللي. وإن كل شيء جائز، ولكن الرئيس موراتي يعرف أيضا كيف يقول كلمته وإن الظهور المتكرر لماريو في مقر تدريب الإنتر (كما صرح باوليللو، المدير التنفيذي في نادي الإنتر، قائلا: «إنها ليست المرة الأولى التي يأتي فيها بالوتيللي إلى هنا»)، وهو ما يشير أيضا إلى احتمال عودة بالوتيللي إلى صفوف الإنتر.
باتو: وكانت زيارة بالوتيللي الأخيرة إلى مقر تدريب الإنتر في 27 مارس (آذار) الماضي يوم تقديم ستراماتشوني بصفته المدرب الجديد لفريق الإنتر الأول، وحينما سُئل باوليللو عن احتمال عودة اللاعب إلى صفوف الإنتر، أجاب: «في كرة القدم تعلمت قول: لا يمكن قول لن يحدث شيئا ما أبدا». وبين الإنتر ومانشستر سيتي هناك اتفاقية أو معاهدة ودية بالتشاور مع الإنتر عند وصول عرض آخر للسماح للنادي الإيطالي بتقديم عرض يعادل أو يفوق ما تقدم.
بالوهيل: وفي إنجلترا يلصقون باسم اللاعب الإيطالي كلمة هيل التي تعني الجحيم، بسبب شجاره مع الزملاء، حيث حدثت مشادة كلامية مع توري وفي اليوم السابق تشاجر مع كلوراف من أجل ركل كرة ثابتة، إذن فهو يمثل موهبة حقيقية تحلم بـ«الكرة الذهبية» وبعودته إلى الإنتر قد يجد زملاءه القدامى (من الأصدقاء وغير الأصدقاء مثلما يحدث في أي مكان عمل) ولكنه سيجد بشكل خاص رئيسا يعشقه.
موراتي ودوري الأبطال: ونظرا لأن الرئيس موراتي أعاد التفكير بالفعل في الحصول على بالوتيللي، صرح غاسبريني إلى جريدة «لا غازيتا ديللو سبورت»، قائلا: «في دوبلين تحدث معي موراتي عن حيرته في استعادة ماريو. ولعله تحدث مع مانشيني أيضا، ولكنه أوضح لي أننا أصبحنا في الإنتر اثنين فقط نرغب في الحصول عليه، واعتقدت أن هذا كان كافيا». وهو مشهد يعيد نفسه، ويشير إلى إمكانية عودة بالوتيللي إلى الإنتر، كما تدفعه رافايلا فيكو إلى العودة إلى ميلانو، ولقد عاد بالفعل لمدة أسبوع ومن يدري لعل العودة التامة قد تحدث! وقد تؤثر عدم مشاركة الإنتر في دوري الأبطال المقبل على احتمالية عودة بالوتيللي، ولكنه يفكر بشكل مستقل تماما ولهذا قد يكون احتمال عودته قائما.