دالغليش مطالب بتقديم تفسير لإدارة ليفربول عن تراجع الأداء

مستقبله مرهون بالفوز بكأس إنجلترا والارتقاء في جدول الدوري

TT

سيكون كيني دالغليش، المدير الفني لفريق ليفربول، مطالبا في نهاية الموسم بأن يقدم تقريرا كتابيا شاملا إلى مالكي النادي الأميركيين، يبين فيه أسباب التدهور غير المقبول في ترتيب الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفي إطار مراجعة واسعة النطاق لما وقع من أخطاء خلال المشوار المروع للفريق في الدوري الممتاز، من المنتظر أن يطلب مدير التخطيط لكرة القدم بالنادي داميان كومولي من دالغليش والمدرب المساعد ستيف كلارك إرسال معلومات شاملة ومفصلة عن الفريق عبر المحيط الأطلسي لمالكي النادي، وهم ليس لديهم أي شك في أن المركز الحالي (الثامن) لا يتوافق مع ما تم صرفه على اللاعبين وما كان مخططا له من «فينواي سبورتس غروب» المالكة للنادي. كما سيتعين على جميع المسؤولين الكبار أن يقدموا رأيهم حول أسباب ذلك الانهيار السريع في موسم بدأه الفريق بداية قوية وسط طموحات بالتأهل لدوري الأبطال الأوروبي. وأهم ما في الأمر، أنه سيطلب من ذلك الثلاثي تقديم رؤية مفصلة بشأن كيفية إصلاح المشكلات التي أدت إلى ذلك التراجع المقلق في مستوى أداء الفريق خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تعتبر الحلول المقترحة التي سيقدمونها على نفس القدر من الأهمية.

وقد زادت في الأسابيع الأخيرة وطأة الضغوط التي يتعرض لها دالغليش، بعد أن تراجعت نتائج الفريق، منذ إحرازه كأس رابطة المحترفين الإنجليزية (كارلينغ كاب)، رغم أن المفترض أن يحدث هذا الفوز بأول كأس له منذ ستة مواسم تأثيرا معنويا على اللاعبين وليس العكس. وكانت الهزيمة من نيوكاسل الأحد الماضي ثم التعادل مع أستون فيلا آخر حلقات مسلسل نزيف النقاط الذي يشهده ليفربول في الدوري، حيث خسر ست مباريات من آخر 8 مباريات له في البطولة، ليتراجع من مركزه ضمن الأربعة الكبار إلى مركز أدنى من منافسه وجاره اللدود إيفرتون.

وتعترف مجموعة «فينواي سبورتس غروب» بأن الموقف يحتاج إلى تدخل عاجل، من دون تهديد مباشر لمنصب دالغليش في الفريق، لكن مباراة ليفربول المرتقبة في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام إيفرتون، ومستوى أدائه في بطولة الدوري، وما سيقوله في التقرير الخاص بالموسم، كل هذه العوامل قد يكون لها دور في تحديد ما إذا كان المدير الفني الذي يطلق عليه الجمهور نجم «أنفيلد» سيحتفظ بثقة مجلس إدارته أم لا.

وأكثر ما يثير القلق ليس فشل ليفربول في تحقيق مركز من المراكز الأربعة الأولى، بل الضعف الواضح في مستوى الأداء - وخاصة في ظل الاستثمارات التي أنفقت على الفريق الصيف الماضي.

ولكن وراء الستار، هناك اعتراف في مجلس الإدارة بأن استهداف أحد المراكز الأربعة الأولى في أول موسم يتولى فيه دالغليش مسؤولية الفريق ربما كان فكرة طموحة أكثر من اللازم، حيث يوجد فارق كبير بين ليفربول والأندية المشاركة في بطولة دوري الأبطال.

وكانت الهزيمة التي تلقاها ليفربول على ملعبه أمام فريق آرسنال بعد أسبوع من فوزه ببطولة كأس المحترفين هي النقطة الفاصلة التي بددت آمال اللحاق برباعي المقدمة، لكن العزاء الذي خفف من خيبة الأمل هو إدراك أن الفريق كان يكافح من أجل استعادة مركزه ضمن فرسان المقدمة الأربعة، وأن مستواه كان قد بدأ في التحسن شيئا فشيئا. لكن منذ ذلك الحين، تبخر هذا التفاؤل والتسامح بسبب سوء النتائج والعروض الغريبة التي يقدمها الفريق، وقد كانت الطريقة التي هزم بها أمام نيوكاسل، حين بدا أن اللاعبين استسلموا تماما بعد تأخرهم بهدف وحيد، لافتة للانتباه بقدر ما كانت النتيجة نفسها.

وتعتبر مجموعة «فينواي سبورتس غروب» أن تبريرات مثل سوء التوفيق والإرهاق هي حجج باطلة ومرفوضة. وكان دالغليش قد بدأ مشواره مع الفريق وسط شعبية كبيرة أحاطت به في يناير (كانون الثاني) سنة 2011، وقال النادي حينها إن توقيع عقد معه لمدة ثلاث سنوات في مايو (أيار) الماضي كان «أمرا لا يحتاج إلى تفكير طويل» بعد أن غير من شكل أداء الفريق وروحه المعنوية في التدريبات. لكن تصريح المالك الرئيسي للنادي، جون هنري، الذي أقر فيه بأن دالغليش لم يكن الاختيار الأول بالنسبة لـ«فينواي سبورتس غروب»، كان له تأثير كبير، كما أن اضطراره إلى انتظار إبرام صفقة دائمة أثار مخاوف بشأن مستقبل دالغليش في هذا المنصب.

وكان يبدو أن الموسم الحالي يسير وفقا لما هو مخطط له، بعد الفوز بكأس المحترفين الإنجليزية، رغم أن الفريق كان لا يزال بعيدا عن المراكز الأربعة الأولى. وبشكل عام، كان هناك إحساس بالرضا نتيجة التحسن الذي يشهده الفريق مقارنة بالعام الماضي. غير أن النتائج والعروض الأخيرة أثرت بشدة على هذا الاعتقاد، وإن كانت الخسائر ما زالت تعتبر قابلة للتعويض، وخاصة أثناء رحلة الفريق المقبلة إلى استاد «ويمبلي».

وتجد «فينواي سبورتس غروب» نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم جميع الجوانب المتعلقة بالنادي الذي ضخت فيه استثماراتها، وقد تحدث كومولي عن إرساء أسس معينة وتكوين شبكة كشافين جديدة وإحياء أكاديمية النادي. لكن هذه التغييرات سوف تستغرق وقتا قبل أن تثمر النتائج المطلوبة، وحتى ذلك الحين، لا يوجد أي دليل على أن ما يتم من عمل خلف الكواليس سوف يصنع أي فارق.

وما يمكن الحكم عليه هو تأثير الانتدابات والاستثمارات التي تم توفيرها للفريق الصيف الماضي، والتي كانت نتيجتها تدهور مركز الفريق في الدوري، وهذا هو أخطر تهديد أمام خطط دالغليش لترميم الفريق.

من جانبه، سوف يكون دالغليش في حاجة إلى مزيد من الاستثمارات لدعم الفريق من أجل بدء حملة جديدة للفوز بأحد المراكز الأربعة الأولى في الموسم المقبل، وتعهد بأن اللاعبين الذين قام باستقدامهم سوف يتحسن مستواهم في عامهم الثاني مع الفريق. وما لم يتمكن دالغليش من قلب سلسلة النتائج السيئة هذه، فسوف يحتاج إلى كل ما لديه من لباقة من أجل إقناع مالك النادي بأن ثقته ليست في غير محلها وأنه يستحق مزيدا من الوقت. وسيغيب حارس مرمى ليفربول بيبي رينا الذي تلقى بطاقة طرد في مباراة نيوكاسل، عن مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام إيفرتون. وليس من المتوقع أن يواجه آندي كارول أي إجراء تأديبي داخلي بسبب رد فعله الغاضب أثناء تغييره في المباراة التي خاضها أمام فريقه السابق.