مقتل 24 من عناصر «القاعدة» جنوب اليمن

مصدر عسكري: الغارات الجوية نفذها الطيران اليمني بمساعدة أميركية

جرافة تزيل حواجز وضعت خلال المواجهات قرب مطار صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

قتل 24 شخصا من مجموعة أنصار الشريعة التي يشتبه بأنها على علاقة بتنظيم القاعدة في غارات جوية وقعت ليل السبت / الأحد، وفق وزارة الدفاع اليمنية وزعيم قبلي. وأعلنت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني «مقتل 16 إرهابيا من عناصر تنظيم القاعدة في منطقة الكود القريبة من مدينة زنجبار (جنوب)». ويسيطر مقاتلون على صلة بـ«القاعدة» على زنجبار عاصمة محافظة أبين ومحيطها منذ مايو (أيار) 2011.

كما قتل ثمانية آخرون من عناصر «القاعدة» حين دمر صاروخ سيارتهم ليل السبت / الأحد في جنوب شرقي اليمن، على ما أعلن قائد قبلي، ناسبا القصف إلى طائرة استطلاع أميركية.

واستهدف العناصر الثمانية، وهم خمسة يمنيين وثلاثة عرب من جنسيات مختلفة، عند بلدة عسيلان بينما كانوا يتنقلون بين محافظتي شبوة ومأرب، على ما أفاد به الزعيم القبلي الذي طلب عدم كشف اسمه.

وقال مصدر أمني في محافظة أبين، المعقل الرئيسي لعناصر «القاعدة» إن 16 عنصرا من المطلوبين قتلوا في منطقة الكود، بالقرب من مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة التي تقع تحت سيطرة المسلحين، وذكرت المصادر الأمنية أن القوات الجوية اليمنية وجهت «ضربة جوية موجعة لتلك العناصر أسفرت عن مقتل ذلك العدد من الإرهابيين وإصابة آخرين»، وأكدت ذات المصادر أن عملية ملاحقة العناصر المطلوبة بتهمة الانتماء إلى «القاعدة» والقيام بعمليات إرهابية، مستمرة «حتى يتم القبض على من تبقى منهم وتطهير المناطق التي يوجدون فيها منهم».

وينشط المتشددون الإسلاميون المحسوبون على تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، وقاموا خلال الأشهر الماضية بالاستيلاء على عدة مدن وبلدان في محافظات أبين وشبوة ولحج والبيضاء.

وقتل المئات من ضباط وجنود قوات الجيش والأمن في اليمن، في هجمات ممنهجة من قبل هذه الجماعات، واستهدفت ثكنات عسكرية، كما قام مسلحو هذا التنظيم بإعدام العشرات من العسكريين واغتيال ضباط آخرين في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في عدة محافظات، وقد نفذ عناصر «القاعدة» اليومين الماضيين سلسلة من التفجيرات الانتحارية في محافظتي عدن والبيضاء.

وكانت السلطات اليمنية أعلنت رفع الجاهزية الأمنية في العاصمة صنعاء وريفها المعروف بمحافظة صنعاء، بعد أنباء عن تسلل عناصر إسلامية متطرفة إلى العاصمة ومحيطها، بغية تنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية التي تستهدف المراكز الأمنية والمصالح الغربية، في وقت شددت في صنعاء الإجراءات الأمنية على المصالح الغربية، كالسفارات والمصالح الحكومية والاقتصادية.

وتستهدف غارات منتظمة منسوبة إلى الولايات المتحدة تشنها بصورة خاصة طائرات دون طيار عناصر من «القاعدة» في جنوب اليمن وشرقه، ولو أن واشنطن لا تعترف بتنفيذ مثل هذه العمليات.

وعزز تنظيم القاعدة وجوده في جنوب وشرق اليمن، مستفيدا من ضعف السلطة المركزية بعد تمرد شعبي استمر عاما وأدى إلى رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكثفت «القاعدة» عملياتها منذ 25 فبراير (شباط) يوم تنصيب نائب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي رئيسا. وقد تعهد هادي بالقضاء على التنظيم المتطرف. وكان مصدر محلي صرح لوكالة الصحافة الفرنسية بأن 38 عنصرا من «القاعدة» قتلوا في قصف وغارات شنت على منطقة الحرور عند الحدود بين محافظتي أبين ولحج في جنوب اليمن.

من جهته أكد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوات اليمنية شنت غارات وقصفا مدفعيا مكثفا على المنطقة الحدودية بين أبين ولحج. وذكر أن «الغارات الجوية نفذها الطيران اليمني بمساعدة أميركية»، دون أن يوضح طبيعة هذه المساعدة.

وكان ستة عناصر من تنظيم القاعدة، أحدهم صومالي، قتلوا في قصف مدفعي للجيش اليمني ليل الأحد / الاثنين استهدف زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين الجنوبية، بحسب ما أعلنه مصدر محلي لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويسيطر مسلحو «أنصار الشريعة» التابعين لـ«القاعدة» على زنجبار منذ أواخر مايو (أيار) الماضي، وعلى أجزاء واسعة من محافظتي أبين وشبوة المجاورتين. وتشن القوات اليمنية حملة مركزة للقضاء على التنظيم الذي تعاظم نفوذه في جنوب البلاد بالتزامن مع الاحتجاجات التي طالبت بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.