أنان «مصدوم» من تصاعد العنف.. ودعا الحكومة السورية إلى الالتزام بتعهداتها

طالب الدول «صاحبة النفوذ» على الجانبين بالضغط لوقف التصعيد وبدء الحوار

كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى سوريا (إ.ب.أ)
TT

قال كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى سوريا أمس إن التصعيد «غير المقبول» للعنف في سوريا ينتهك ضمانات قدمت إليه، ودعا الحكومة السورية إلى الالتزام بتعهداتها لوقف العنف.

وحث أنان القوات السورية ومقاتلي المعارضة على وقف كل أشكال العنف بحلول الساعة السادسة بتوقيت دمشق من يوم الخميس الموافق 12 أبريل (نيسان)، تماشيا مع خطته للسلام التي تمت الموافقة عليها يوم 27 مارس (آذار) الماضي.

وقال أنان في بيان صادر عن مكتبه في جنيف: «صدمت من التقارير الأخيرة عن ازدياد العنف والفظائع في عدة مدن وقرى في سوريا، مما أسفر عن معدلات مفزعة من الخسائر في الأرواح واللاجئين والمشردين، وذلك في انتهاك للتأكيدات التي تلقيتها».

وتقول التقارير الدولية الأخيرة إن أكثر من 500 شخص قتلوا الأسبوع الماضي، بعد إعلان دمشق قبولها تنفيذ خطة أنان ببنودها الستة. كما استمرت قوات النظام السوري في قصف المدن مستخدمة وحداتها الثقيلة والمدفعية والمروحيات حتى أمس، بينما يتبادل الطرفان الاتهامات بتصعيد الهجمات قبل أيام قليلة من موعد سريان الهدنة.

وتنص خطة السلام التي صاغها أنان على أن يبدأ الأسد في «سحب الحشود العسكرية من داخل التجمعات السكنية وحولها» بحلول العاشر من أبريل الحالي، على أن تبدأ الهدنة بعد 48 ساعة من ذلك. لكن يبدو أن هذا الأمر أصبح محل شك في ظل اتهام كل طرف الآخر بتصعيد العنف.

وقال أنان مشيرا إلى ذلك: «مع اقترابنا من مهلة الثلاثاء، العاشر من أبريل، أذكر الحكومة السورية بضرورة التنفيذ الكامل لكل التزاماتها، وأؤكد أن التصعيد الحالي للعنف غير مقبول».

وأضاف أن «هذا وقت - يجب علينا جميعا وبشكل ملح - العمل على التوصل لوقف كامل للأعمال العدائية وإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف للعملية السياسية للتعامل مع الطموحات الشرعية ومخاوف الشعب السوري». وقال: «أنا على اتصال مستمر مع الحكومة السورية، وأطلب من كل الدول صاحبة النفوذ على الطرفين استغلال ذلك الآن لضمان وقف إراقة الدماء وبدء حوار».

وأعلن أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، عن خطط لزيارة طهران يوم 11 أبريل الحالي لإجراء مباحثات مع مسؤولين إيرانيين كبار، وذلك بعد أن أجرى مباحثات الشهر الماضي في موسكو وبكين، حلفاء سوريا الرئيسيين.

وفي سياق متصل، طالب «تيار بناء الدولة السورية» المعارض، الذي يتزعمه المعتقل السياسي سابقا لؤي حسين، كوفي أنان أن يفتتح مكتبا له في دمشق من أجل الإشراف على مهمة وقف إطلاق النار من كل الأطراف.

وقال بيان للتيار إن «ما يذاع عن وقف إطلاق النار ضمن مهمة كوفي أنان ليس مشجعا حتى الآن، فغير كاف إطلاقا اعتماد قبول السلطة غير الواضح بوقف العنف في العاشر من أبريل الحالي، ولا البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بإقرار هذا الاتفاق، ولا حتى إعلان الجيش السوري الحر قبوله الاتفاق مشروطا بالتزام السلطة بتنفيذه»، على حد قوله.

ورأى التيار في بيانه أن «وقف إطلاق النار لا بد أن يترافق منذ اللحظة الأولى مع ترتيبات مناطقية مع القوى السياسية والمجموعات المدنية والأهلية الموجودة في كل منطقة على حدة، ليصار إلى تمكين الأهالي من إدارة شؤون أحيائهم. ومن دون إجراء كهذا، لن يتثبت إطلاق النار في كثير من المناطق، ولن ينعم السكان بالأمان ولا بالحصول الآمن على مستلزمات العيش».

من جانبه، كرر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس دعوته للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا من أجل الحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء، بعد مقتل آلاف الأشخاص في أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من عام.

وصرح الملك خلال استقباله وفدا من الكونغرس الأميركي أن «الأردن يؤمن بضرورة إيجاد مخرج للأزمة السورية في إطار الإجماع العربي، ويدعم مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في هذا الصدد، وبما يساعد على تجنيب الشعب السوري المزيد من العنف وإراقة الدماء».

ويقول مسؤولون أردنيون إن أكثر من 95 ألف سوري فروا إلى الأردن منذ بداية الأزمة السورية مطلع العام الماضي.

إلى ذلك، دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالة بعنوان: «إلى المدينة والعالم» في كاتدرائية مار بطرس بمناسبة عيد الفصح أمس، إلى «وقف إراقة الدماء» في سوريا، حيث تتعرض انتفاضة شعبية للقمع من قبل النظام، وإلى تغليب الحوار الذي تطالب به الأسرة الدولية.

وقال البابا: «فلتتوقف إراقة الدماء وليتبع طريق الاحترام والحوار والمصالحة كما تتمناه الأسرة الدولية»، وأضاف: «فليجد اللاجئون الكثر الوافدون من هذه البلاد ويحتاجون مساعدات إنسانية حسن الاستقبال والتضامن». علما بأن البابا سيزور لبنان، وهو أحد أكثر البلاد تأثرا بالأزمة السورية وتفاعلا مع اللاجئين، في الفترة بين 14 و16 سبتمبر (أيلول) المقبل.

كما شجع البابا «العراقيين على عدم ادخار أي جهد للتقدم على طريق الاستقرار»، وجدد نداءه إلى «الإسرائيليين والفلسطينيين كي يستأنفوا بشجاعة عملية السلام»، وأيضا ندد بالتهديدات وأعمال العنف التي تتعرض لها الأقليات المسيحية في بعض الدول.