الاشتباكات تطال دمشق عشية انتهاء مهلة أنان

النظام يوسع رقعة عملياته.. وأنباء عن استخدام طائرات «ميغ 21»

لقطة لإحدى الدبابات أثناء توغلها في إحدى ضواحي منطقة دوما أمس (مأخوذة من موقع يوتيوب)
TT

قبل يوم واحد من انتهاء المهلة التي أعطاها المبعوث الدولي إلى سوريا، كوفي أنان، لوقف إطلاق النار وسحب الآليات العسكرية والجيوش من الشوارع، وسَّع النظام السوري عملياته التي أدت، بحسب لجان التنسيق المحلية، لسقوط أكثر من 40 قتيلا، مستخدما، بشكل مكثف، الطيران الحربي لضرب مدن شمال مدينة حلب.

في حين قال ناشطون إن قوات الجيش النظامي استخدمت الطيران الحربي والمدفعيات في قصف على بلدات مسقان وكفر ناصح ودير جمال وخربة الحياة في ريف مدينة حلب - شمال - وفي مدينة الأتارب، أوضحت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات استخدمت طائرات «ميغ 21» لضرب مدن شمال مدينة حلب.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 31 شخصا، وهم: 12 مدنيا و12 عسكريا و7 منشقين قتل 5 منهم إثر اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة مسلحة في قرية بيت جن على سفوح جبل الشيخ، كما أفاد المرصد، بحسب شهود من المنطقة، بأن طائرات شوهدت في سماء المنطقة بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات، وقال إنه في مدينة دوما اقتحمت القوات النظامية حي عبد الرؤوف وبدأت حملة مداهمات واعتقالات. وفي مدينة دمشق تحدث المرصد عن اشتباكات دارت في حي برزة بعد منتصف ليل السبت - الأحد بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة والقوات النظامية السورية.

ومن دمشق، قال عضو مجلس الثورة في دمشق، ديب الدمشقي: «إن قوات الأمن اقتحمت حي برزة ليل السبت - الأحد وسط إطلاق نار»، مشيرا إلى «تنفيذ حملة مداهمة لعدد من الأبنية واعتقال عدد من الأشخاص».

وقال ناشطون أن أكثر من مائتي شاب وشابة تجمعوا بشكل سلمي ظهر أمس أمام مبنى مجلس الشعب في شارع العابد وسط دمشق التجاري «احتجاجا على ما يجري من قصف وقتل وانتهاكات في المدن السورية»، فقامت «قوات من العناصر الأمنية والشرطة والجيش بالاعتداء عليهم بالضرب واعتقلت مجموعة كبيرة تصل إلى 15 شابا وشابة، وتم اقتيادهم إلى إدارة المخابرات الجوية».

وأدان ناشطون سوريون في العاصمة «الاعتداء والاعتقال لناشطين سلميين يمارسون حقهم الطبيعي بالإعلان عن الرأي والوقوف الاحتجاجي على الممارسات اللاعقلانية للجيش بمواجهة الشعب»، وطالبوا بـ«الإفراج الفوري عنهم والسماح للمواطنين بالتعبير السلمي عن آرائهم».

وقال أحد الناشطين: «إن ما حصل يؤكد أن هدف السلطات من ممارساتها ليس محاربة من تسميهم عصابات مسلحة، وإنما خنق وإرهاب كل صاحب رأي ووأد أي تحرك سلمي»، مؤكدا أن «الحراك في سوريا هو تحرك شعب بمواجهة الظلم والقمع، وإن من يمارس الإرهاب هو السلطة نفسها وليس أي أحد آخر».

وفي ريف حماه، قال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماه، أبو غازي الحموي: «إن القوات النظامية اقتحمت صباح أمس قرية لطمين وسط إطلاق نار عشوائي، وشنت حملة دهم وأحرقت ثلاثة منازل». وأضاف الحموي في اتصال عبر «سكايب» أن «القوات النظامية اقتحمت أيضا مدينة مورك وأحرقت عددا من المنازل والسيارات والدراجات النارية وشنت حملة اعتقالات»، كما «اقتحمت بلدة كفر نبودة وأحرقت فيها عددا من المنازل.. بينما قتل شخص أثناء اقتحام القوات النظامية بلدة طيبة الإمام».

وفي ريف إدلب (شمال غرب)، قال ناشطون إن 8 أشخاص ومنشقا قُتلوا بنيران القوات النظامية، وأضافوا أن مدينة جسر الشغور وريفها تعرضا لقصف مدفعي بالهاون وبالمروحيات الحربية، كما اقتحمت قرية سلة الزهور وسط انتشار للجيش في قرية فريكة ومحاصرة قرية المشيرفة وإطلاق نار كثيف ودوي انفجارات بالمنطقة وتحليق طيران مكثف وقصف بلدتي الكستن ومشمشان بالمدفعية والهاون.

وفي إدلب أيضا قصف الجيش النظامي مدينة خان شيخون، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، بحسب الناشطين، الذين قالوا أيضا إنه في بلدة كفر نبل نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في البلدة وسط إطلاق رصاص كثيف، كما وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة.

ومن حمص تحدث الناشط كرم أبو ربيع عن مقتل مدنيين جرَّاء تعرض الأحياء القديمة للمدينة لقصف متقطع طال خصوصا حيي باب هود والحميدية. وقال أبو ربيع إن اشتباكات تدور بين عناصر الجيش الحر والقوات النظامية التي تتقدم في جنوب دير بعلبة الذي يسميه الناشطون المعارضون حي الربيع العربي. وأضاف أن اشتباكات دارت في حي القصور بين منشقين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام الحي.

وأفاد عضو تنسيقية الزبداني، عبد الله عبد الرحمن، بأن «اشتباكات عنيفة دارت بالأمس في الجبل الشرقي قرب مضايا»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية تبحث عن عدد من الجنود الذين انشقوا عنها أول من أمس»، وأضاف: «يتزامن ذلك مع حملة مداهمات في قدسيا والهامة».

وأفاد ناشطون ببدء قوات الجيش والأمن في تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قرى الجبل الوسطاني القريبة من الحدود مع تركيا، كما اقتحمت بلدتي حيان وبيانون في ريف حلب بعشرات الآليات الثقيلة، كما قصف الجيش بالدبابات والآليات والطيران الحربي المروحي مدينة تل رفعت بحلب وسط انفجارات ضخمة هزت المدينة والبلدات المجاورة لها، بحسب ناشطين.

وفي بلدة كلجبرين بريف حلب الشمالي، قالت لجان التنسيق المحلية إن مروحيات الجيش النظامي استهدفت المنازل عشوائيا بالرشاشات الثقيلة. وفي دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن القوات النظامية شنت حملة مداهمات واعتقالات في البوكمال والميادين.

أما في درعا، فاقتحمت قوات الأمن مدينة كفر شمس، بينما دارت اشتباكات مع منشقين بالقرب من مدينة جاسم، بحسب ما أفاد عضو تنسيقيات حوران، لؤي رشدان، وأسفرت العملية عن مقتل شخص واحد وفق المرصد.

وقتل 12 جنديا نظاميا في اشتباكات في حمص وريف إدلب وريف حلب الشمالي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي وقت خرجت مظاهرات في أكثر من منطقة في سوريا وفق مقاطع فيديو بثها ناشطون عبر موقع «يوتيوب» وأبرزها في دير الزور والقصير، نفذت القوات النظامية السورية، بحسب المرصد السوري، حملة مداهمات واعتقالات في عدة مدن وبلدات وقرى سورية أسفرت عن اعتقال نحو 200 مواطن على الأقل؛ حيث اعتقل في ريف حماه الشمالي العشرات خلال حملات مداهمة في بلدات وقرى كفر زيتا مورك ولطمين، كما اعتقل العشرات خلال مداهمات في ضاحية قدسيا وحي عبد الرؤوف في مدينة دوما بريف دمشق. وفي محافظة دير الزور نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات ومداهمات في مدينة الزور وعدة مدن وبلدات وقرى في ريفها اعتقل خلالها العشرات كما نفذت حملة اعتقالات في ريف درعا.