تركيا توقع اتفاقين نوويين مع الصين.. وبكين تقر بوجود خلافات حول سوريا

أردوغان يلتقي نظيره الصيني بعد زيارة إلى إقليم شينجيانغ

رئيس الوزراء الصيني وين جيباو يؤشر لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال حفل استقبال في «قاعة الشعب العظيمة» في بكين أمس (إ.ب.أ)
TT

في أول زيارة لرئيس وزراء تركي إلى الصين منذ 27 عاما، وثق رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان علاقات بلاده مع الصين في مستهل زيارة رسمية تستمر 4 أيام. وتصدرت الأحداث في سوريا والملف النووي الإيراني القضايا الإقليمية التي تم تناولها مع نظيره الصيني وين جياباو، ولكن كان من اللافت أنه لم يصدر عنهما تصريحات حول المسألتين الحساستين. وأشرف أردوغان على توقيع اتفاقين نوويين مع الصين أمس خلال زيارة إلى الدولة الآسيوية، توقف خلالها في إقليم شينجيانغ الذي يشهد توترات إثنية.

وأجرى أردوغان الذي يقوم بالزيارة الأولى لرئيس وزراء تركي إلى الصين منذ 27 عاما محادثات مع الرئيس الصيني وين جياباو بعد توقف سريع في الإقليم الواقع في شمال غربي البلاد.

ويمهد الاتفاقان اللذان تم الإعلان عنهما في حفل حضره وين جياباو وأردوغان، عقب اجتماعهما، الطريق أمام تعاون نووي أقوى بين البلدين، إلا أنه لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول الاتفاقين.

ومن بين الاتفاقين اللذين تم التوقيع عليهما رسالة نوايا بين إدارة الطاقة الوطنية الصينية ووزارة الطاقة التركية لزيادة التعاون النووي بين الجانبين، إلا أنه لم يتم الكشف عن مزيد من المعلومات.

وخلال محادثاتهما المغلقة تحدث وين وأردوغان عن الأزمة في سوريا، إضافة إلى التوتر العالمي بسبب نشاطات إيران النووية المثيرة للخلاف مع الغرب، بحسب ما أورده التلفزيون الحكومي الرسمي الذي لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. إلا أن بكين أقرت أمس بوجود خلاف مع تركيا حول الملف السوري، إذ قال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين: «على الرغم من أننا لا نتفق كليا، نحن نتفق بأن علينا لعب دور بناء» في ما يخص سوريا. وأضاف أن بلاده تريد أن يوقف العنف في البلاد وأن يتم الاتفاق على حل سياسي، موضحا: «نعتقد أن الحل النهائي يحتاج إلى أن يجلس كل الأطراف للتفاوض». وتتخذ كل من الصين وتركيا مواقف مختلفة من الأزمة السورية، فبعد أن كان أردوغان حليفا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، هدد مؤخرا باتخاذ إجراءات في حال لم تلتزم دمشق بخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. في المقابل، ترفض الصين أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية.

وأصبح أردوغان أول رئيس وزراء تركي يزور إقليم شينجيانغ، الذي يعيش فيه نحو تسعة ملايين يشتركون بروابط لغوية ودينية مع تركيا. وكانت أنقرة وجهت في السابق انتقادات شديدة اللهجة لإجراءات السلطات الصينية في الإقليم، حيث تقيم غالبية من الأويغور المسلمين، إلا أن البلدين أقاما مع ذلك علاقات أفضل في السنوات الأخيرة. وقال وين إن أردوغان ترك «انطباعا جيدا»، إلا أنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل عن توقفه في شينجيانغ أول من أمس، التي يقول المحللون إنها مهمة نظرا لانتقادات أنقرة السابقة.

وكان أردوغان من أكثر القادة الأجانب انتقادا للصين بعد أعمال الشغب الدامية التي وقعت في يوليو (تموز) 2009 في أورومتشي، وراح ضحيتها 184 شخصا على الأقل.

وآنذاك حث أردوغان الصين على وقف «سياسة تذويب» الأقلية الأويغور وحمل بكين مسؤولية الفشل في وقف العنف الذي شبهه بـ«المجزرة».

وقال جان بيار كابيستان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ إن زيارة شينجيانغ كانت «غير متوقعة، إذ من الصعب جدا أن يتوجه دبلوماسيون أتراك إلى المنطقة، فهم لا يحصلون بسهولة على التصريح الضروري لأنهم يتكلمون لغة شبيهة بلغة الأويغور».

وتابع كابيستان أن الزيارة «دليل على أن تركيا ليست في موقع ضعيف في علاقتها مع الصين، بل على العكس هي في موقع قوي»، مشيرا إلى أن الصين بحاجة إلى دعم تركيا في قضايا الشرق الأوسط.

ويلتقي أردوغان اليوم بالرئيس الصيني هو جينتاو قبل التوجه إلى شنغهاي للعمل على الجانب التجاري للعلاقات بين البلدين. ويذكر أن وفدا من 300 رجل أعمال يرافق أردوغان في زيارته الرسمية.