تستحوذ الطوابير على حيز كبير من أوقات المصريين، للحصول على الخدمات أو السلع، أو لقضاء احتياجاتهم في ظل زحام الشوارع صباحا ومساء، وهو ما يتطلب إضاعة ساعات طويلة نظير ذلك، إلى جانب المجهود المبذول.
لذلك ولدت فكرة أول شركة خدمات مصرية بالقاهرة والإسكندرية باسم «مشاوير»، لا يقتصر عملها على خدمة توصيل السلع للمنازل فقط، بل أيضا عمل منظومة ضخمة تسعى لراحة العميل وتوفير وقته في شيء نفيس بعيدا عن إهداره في المشاوير الروتينية، رافعة شعار: «مفيش مشاوير ملهاش لزمه بعد النهاردة».
تعد «مشاوير» المساعد الشخصي للعملاء، أو اليد اليمنى التي يمكن الاعتماد عليها في أي وقت وفي أي مكان على مدار الساعة. وتتنوع الخدمات التي توفرها «مشاوير» من خدمات مكتبية كتصوير مستندات وشراء تذاكر القطارات والسينما والأتوبيس والطائرات، وأيضا القيام بأعمال التسوق كشراء الخضراوات والإكسسوار المنزلي، بالإضافة إلى خدمة توصيل أوراق قد فقدتها بالمنزل قبل ذهابك للعمل، أو ضرورة إحضار بدل فاقد لبطاقتك أو رخصة السيارة.
تخصص الشركة رقم هاتف مختصرا لها، والذي يتيح التحدث مع منظمي خدمة العملاء للشركة، والفرصة في الاختيار بين تقديم طلب توصيل أو متابعة الطلب أو التقدم بشكوى ضد الخدمة أو ممثلي مشاوير من الشباب الذين يقومون بتوصيل السلع وقضاء الخدمات. بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي مع العملاء عبر «فيس بوك» و«تويتر»، والموقع الرسمي للشركة عبر الإنترنت، حيث بإمكان زوار الموقع ترك تعليقهم عن الخدمة أو الاستفسار عن أي تساؤل.
أحد المسؤولين بخدمة عملاء مشاوير، يوضح لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الطلبات يتزايد يوميا، وأن من أطرف الطلبات التي استقبلوها تليفونيا طلب زوج أن تقوم الشركة بتوصيل زهور لزوجته بمكان عملها، كطريقة لمصالحتها عقب نشوب خلافات أسرية بينهما، وبالفعل قامت الشركة بذلك.
ولحرص «مشاوير» على الجدية والمصداقية، تقوم بتزويد ممثلي الشركة بأجهزة المساعد الرقمي الشخصي PDA وجهاز GPS لمتابعة طلبات العملاء لحظة بلحظة للوصول دون تأخير.
أما عن تكلفة الخدمة، فتحدد بناء على المسافة من وإلى المكان المحدد، بالإضافة إلى نوع المركبة التي تنقل الخدمة، فهناك إما الموتوسيكل أو السيارة. ويتيح الموقع الإلكتروني للشركة خدمة الآلة الحاسبة والتي تساعدك في حساب القيمة المكلفة لإرسال خدمتك، وتحديد نوع وسيلة إيصالها، فتعد وسيلة الموتوسيكل أرخص ثمنا من السيارة.
لا تقتصر أهداف «مشاوير» على تلك الخدمات فقط، بل اتسعت لتشمل المساهمة في حل أزمة المرور، حيث تسعى لعمل أفلام وثائقية لتوعية الناس بخطورة أزمة المرور وأضرارها، بالإضافة إلى السعي لإنشاء شبكة مواصلات عامة في النيل، وإنشاء مؤسسة تعليمية لتدريب وإعداد ممثليها والعاملين بخدمة العملاء.
بدأت شركة مشاوير في الوجود أولا بالإسكندرية في مارس (آذار) 2010 حتى وصلت القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) 2011، وقد نشأت الفكرة فقط بـ3 موتوسيكلات و30 ألف جنية، إلى أن تم التوسع بالمشروع وأصبح هناك 130 موتوسيكلا و10 سيارات، ذلك بالإضافة إلى مركب نيلي.