قائد قوات أمن الحرم: أغلقنا «حجر إبراهيم» لمنع حالات انزلاق داخل صحن الطواف

قال لـ «الشرق الأوسط» إن اعتقاد الزوار بمياه «الميزاب» سبب عمليات تدافع

جهود أمنية مكثفة لحماية المعتمرين من الانزلاق («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن العقيد علي الزهراني، قائد قوات أمن الحرم، لـ«الشرق الأوسط» أن قواته أغلقت «حجر إبراهيم»، بسبب ما سماه تدافع المعتمرين والزوار نحو ارتشاف المياه الساقطة من «ميزاب» الكعبة.

وأكد الزهراني أن الإجراء تم أثناء هطول الأمطار والسيول على العاصمة المقدسة طيلة الأيام الماضية للحيلولة دون وقوع حالات «انزلاق»، مشيرا إلى أن قواته تنشر يوميا 350 فردا لقطع الطريق أمام أي حالات انزلاق.

وقال العقيد علي الزهراني: إن قوات أمن الحرم المكي تتعامل مع حالات الانزلاق بمنتهى المهنية، ولديها خبرات واسعة في عمليات التوجيه والتدخل متى ما لاحظت أن مياه الأمطار والسيول قد تمتد لتتسبب في أذى على الحجاج والمعتمرين.

وأفاد بالقول: «نمتلك خططا أمنية أساسية وخططا أمنية بديلة للتعامل مع حالات الزلق سواء داخل صحن الطواف أو ساحات المسجد الحرام، وفي حالات الأمطار والسيول ينتشر الفريق الأمني بالكامل للحيلولة دون وقوع إصابات بين الحجاج والمعتمرين، خاصة الكبار في السن من الجنسين، والذين قد يكونون معرضين بشكل مباشر وأكبر لأي حالات انزلاق».

وأشار الزهراني إلى أن أولى الخطوات التي يقوم فيها فريق التدخل هي إغلاق «الحجر»، (بكسر القاف)، بحكم أن الناس تتدافع جهة الحجر من أجل الحصول على الماء الذي ينزل من «ميزاب» الكعبة، وهي جملة من الاعتقادات والمفاهيم التي يحملها كثير من المعتمرين وتتسبب في إحداث عمليات تدافع، من شأنها أن تعيق الحركة، وتتسبب على أثرها مياه الأمطار والسيول في عمليات «زلق» لا سمح الله.

وعطفا على ذلك، ركز قائد قوات أمن الحرم على تغطية «الحجر» بالقوات الأمنية، وتكثيف التواجد في صحن المطاف، حتى لا تكثر الانزلاقات، وهو ما أدى إلى تقليل تلك الحالات بفضل عمليات توجيه وتدخل وانتشار من قوات وصفها الزهراني بأنها واقفة لا تجلس ولا ترتاح حرصا على إنفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي دائما ما يحرص ويوجه ويشدد على أن يكون الجميع في خدمة ضيوف الرحمن حجاجا وعمارا.

وقال الزهراني: «الأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة في الأيام الماضية، لم ترصد ولم يسجل فيها أي حالة من حالات الانزلاق، وهو ما يعني أن نجاح الخطط الأمنية كفل جوانب السلامة بشكل كبير، وهذا النجاح عبارة عن ترجمة لجهود حثيثة ومتواصلة دأبت عليها قوات أمن الحرم المكي للتعامل مع جميع الأزمات».

ولم يخف الزهراني الإشارة إلى أن حالات الانزلاق هي حالات طبيعية في ساحات الحرم وصحنه، بحكم ابتلال الرخام بالمياه، واصفا شبكات تصريف السيول والأمطار في أروقة المسجد الحرام بأنها الأفضل عالميا، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام تعمل بامتياز ولديهم رصيد وافر في عمليات سحب المياه، ولديهم فرق لسحب المياه في كل مكان.

وذكر قائد قوات أمن الحرم أن هناك 350 فردا يتعاملون مع الأزمات، مشيرا إلى أنه توجد غرف للعمليات لرصد وتحديد مواقع الكثافة البشرية للعمل على حمايتها من حالات الانزلاق، ولدينا غرفة عمليات داخل المسجد الحرام يديرها ضباط وصف ضباط من قيادة أمن المسجد الحرام ويوجد معنا في غرف التحكم مندوبون للهلال الأحمر وجهات أمنية أخرى وقوات الحج والعمرة ومن الطوارئ والجيش والحرس الوطني خلال مشاركتهم معنا.

من جانبه قال سعد الأنصاري، باحث إسلامي، إن من الأخطاء الشائعة والكبيرة التي يرتكبها كثير من الحجاج والمعتمرين هي الاعتقاد بأن المياه التي تنزل من «ميزاب» الكعبة هي مياه تشفي الأمراض، ونحن نقول: إن أي شي في الحرم المكي ومكة هو مبارك، والاعتقاد في حد ذاته خاطئ يولد مشاكل في العقيدة، فالله سبحانه هو الشافي ولا شفاء إلا شفاؤه.

وأكد الأنصاري أن ميزاب الكعبة المشرفة هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية، والممتد نحو الحجر، والمصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة عند سقوط الأمطار أو غسل السطح إلى حجر الكعبة، وأن قريشا هي أول من وضعته.

وذهب الأنصاري بالقول: «توقف المعتمرين والزوار لارتشاف المياه من الميزاب هو أمر مبتدع، ولم تذكر الروايات والنصوص ما يوصي أو يميز مياه الكعبة عن غيرها.