توجه لحث الشركات على نشر تقارير المسؤولية الاجتماعية مع القوائم المالية

الحارثي لـ «الشرق الأوسط»: قبل 2003 لم تكن هناك مبادرات

TT

يبدو أن برامج المسؤولية الاجتماعية في السعودية ما زالت تعيش سنواتها الأولى، يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن برامج المسؤولية الاجتماعية التي يتم توجيهها للقطاع الخاص تأتي من باب «الدعوة» وطلب «المبادرة».

وأكد مسؤول في مجلس المسؤولية الاجتماعية خلال مؤتمر صحافي عقد بالرياض أمس للإعلان عن إطلاق معرض «المسؤولية الاجتماعية الثاني»، أن القطاع الحكومي ملزم ببرامج المسؤولية الاجتماعية، عكس القطاع الخاص غير الملزم.

وقال عبد الله المقيرن، نائب رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية في الرياض، إن المعرض الذي سينطلق برعاية الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية، سيقدم عددا من النماذج والتجارب الناجحة، مضيفا: «سنوجد شراكة حقيقية بين القطاع الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني».

وذكر المقيرن أن بعض الأجانب الذين يحضرون للشركات السعودية يقدمون أفكارا لبرامج المسؤولية الاجتماعية من الصعب تطبيقها، وقال: «بعض هذه البرامج لا يمكن تطبيقها لأنها لا تتوافق مع المجتمع السعودي».

من جهة أخرى أكد عسكر الحارثي، الأمين العام لمجلس المسؤولية الاجتماعية السعودي، أن برامج المسؤولية الاجتماعية لم تبدأ في المملكة سوى منذ عام 2003م، وقال في رده على سؤال «الشرق الأوسط»: «قبل هذا الموعد لم تكن هنالك شركة واحدة تعطي برامج واضحة في المسؤولية الاجتماعية في السعودية».

وقال في هذا الجانب: «عمر برامج المسؤولية الاجتماعية في السعودية قصير جدا، ولا بد من دعم هذه البرامج بالصورة الإيجابية»، مؤكدا في الوقت ذاته أن المملكة في هذا الجانب تتطور وبشكل كبير. وتابع الحارثي: «نحن لسنا راضين عن حجم برامج المسؤولية الاجتماعية في البلاد، إلا أننا راضون تماما عن حجم النمو الذي تحقق في هذا الجانب خلال السنوات القليلة الماضية»، مضيفا: «نحن سعيدون بأن وسائل الإعلام تدعم برامج المسؤولية الاجتماعية وتدعو الشركات للتفاعل مع هذه البرامج». وأوضح الحارثي أن عدد المشاركين في المعرض الذي سينطلق مساء الأحد المقبل ويستمر لمدة يومين في الرياض يبلغ 27 شركة، و12 مؤسسة مجتمع مدني.

وبين الحارثي لـ«الشرق الأوسط» أنه كان هنالك تداخل بين مجموعة من المفاهيم المتعلقة ببرامج المسؤولية الاجتماعية في السابق، «كان هنالك من يرى أن هذه البرامج متعلقة بالعمل الخيري، وهنالك من يرى أنها متعلقة بالعلاقات العامة، وهنالك من يرى أنها متعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، إلا أننا نجحنا في هذه الفترة في توحيد هذه المفاهيم في المسؤولية الاجتماعية فقط».

ودعا الحارثي الشركات إلى التفاعل مع برامج المسؤولية الاجتماعية بصورة أكبر مما هي عليه الآن، مبينا أن المعرض الذي سينطلق الأسبوع المقبل مفتوح للرجال والنساء بدءا من الساعة الواحدة ظهرا، وحتى الساعة الثامنة مساء. وأشار الحارثي إلى أن عددا من الشركات القليلة تطلق برامج المسؤولية الاجتماعية بحثا عن «الدعاية» لنفسها، وقال: «كما أن هنالك شركات تعلم أن برامج المسؤولية الاجتماعية تقود إلى زيادة المبيعات، لذلك هي تحرص على هذه البرامج».

وكشف الحارثي عن فكرة جديدة قد يتم إطلاقها في السعودية عقب دراستها، وقال: «تنص هذه الفكرة على أن تنشر الشركات المدرجة في تعاملات السوق المالية مع قوائمها المالية، تقريرا غير مالي يتعلق ببرامج المسؤولية الاجتماعية التي نفذتها».

وشدد الحارثي على أن مفهوم الإلزام غير موجود في برامج المسؤولية الاجتماعية في العالم كله، وقال: «المسؤولية الاجتماعية هي مبادرة غير ملزمة للشركات والقطاع الخاص، ومن أحسن في هذا الجانب فإننا سنقول له بطبيعة الحال أحسنت».