أنان: الجيش السوري ينسحب من مناطق وينتقل إلى أخرى

زار مخيما حدوديا للاجئين وسط حراسة مشددة ومراقبة جوية

المبعوث الاممي- العربي انان يلتقي فتيات في مخيم للاجئين السوريين في هاتاي بتركيا أمس (إ.ب.أ)
TT

قال مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، أمس، إن «الجيش السوري ينسحب من بعض المناطق، ولكنه يدخل مناطق أخرى لم تكن مستهدفة في السابق»، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقب زيارته مخيما للاجئين السوريين على الحدود التركية - السورية.

وأعلن أنان أيضا أن العنف في سوريا يجب أن يتوقف «من دون شروط مسبقة»، مضيفا: «أطلب مجددا من الحكومة السورية والجهات السورية الأخرى وقف العنف وفقا لخطة السلام، وأعتقد أنه يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لوقف العنف». وبحسب ناشطين، قصف الجيش السوري أمس عدة بلدات، مما أوقع عددا جديدا من القتلى، وذلك بعد انتهاء المهلة المقررة في الساعة 6 صباح أمس، والتي تعهدت دمشق بموجبها بانسحاب جزئي لقواتها وبتطبيق خطة أنان.

من جانب آخر أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان قد أرسل رسالة إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن مساء أمس، وتم توزيعها على البعثات الدبلوماسية.. شارحا فيها تقييمه للوضع في سوريا ورؤيته لموقف النظام السوري وموقف المعارضة من الالتزام بوقف أعمال العنف ووقف القتال.

وأشار المتحدث باسم بان كي مون أن أنان سيلقي إفادته أمام مجلس الأمن صباح غد (الخميس) في أعقاب انتهاء المهلة الأخيرة لوقف العنف بين القوات السورية والمعارضة، والمحددة بحلول السادسة من صباح الخميس بتوقيت دمشق. وكان أنان قد زار صباح أمس مخيما للاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسوريا، حيث استقبله مئات اللاجئين الذي احتجوا على النظام السوري. وأحيطت زيارة أنان بإجراءات أمنية مشددة، بعد إصابة ستة سوريين في إطلاق نار من القوات النظامية على الأراضي التركية صباح أول من أمس.

ولدى وصول أنان إلى يايلاداغي، وهو أول مخيم تجري إقامته لإيواء اللاجئين السوريين في أبريل (نيسان) الماضي، استقبله مئات اللاجئين وهم يحملون إعلام «سوريا الجديدة»، إضافة إلى الأعلام التركية باللونين الأحمر والأبيض.. وكتب على إحدى اللافتات التي حملها عشرات اللاجئين ممن سمح لهم بالخروج من المخيم قبل وصول أنان: «الأسد + روسيا = مجزرة».

ووصل أنان إلى المخيم الواقع في ولاية هاتاي الجنوبية الشرقية بعد عملية مراقبة جوية للحدود قامت بها مروحية. بينما انتشرت القوات شبه العسكرية وقوات مكافحة الشغب والشرطة الخاصة لتأمين الحماية لأنان، في حين وقفت عربة مدرعة أمام المخيم المحصن.

ويؤوي مخيم يايلاداغي، الذي كان في السابق مخزنا للتبغ على بعد خمسة كيلومترات من الحدود، نحو 2700 سوري مؤقتا إلى حين إرسالهم إلى مخيمات أخرى في محافظتين مجاورتين. وتأتي زيارة أنان في أعقاب دعوة من وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، بعد تزايد أعداد السوريين الذين وصلوا إلى الحدود التركية خلال الأيام الماضية.

وتؤوي تركيا التي كانت حليفا سابقا للنظام السوري، قبل أن تتحول إلى أحد أكبر منتقديه، نحو 25 ألف سوري في عدة مخيمات أقيمت في ثلاث محافظات، وهي العملية التي وصفها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنها مكلفة. وقال أردوغان «أنفقنا 150 مليون دولار (114 مليون يورو).. ماذا نفعل إذا وصل عدد اللاجئين 100 ألف لاجئ»، داعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة تركيا في إيواء السوريين.

كما دعا المبعوث أنان إلى بذل كل الجهود لوضع حد لسفك الدماء في سوريا. وقال في بيان صدر عن مكتبه في جنيف في أعقاب زيارته لمخيمات اللاجئين «اليوم رأيت بنفسي النتائج المأساوية للأزمة السورية من تشريد للعديد من النساء والأطفال من منازلهم، وفرار 25 ألف شخص من القتال إلى الحدود التركية، ومنهم 6 آلاف شخص خلال الأيام الخمسة الماضية وحدها».

وقال أنان «كانت قصصهم موجعة للقلب، وتأثرت بقوتهم وشجاعتهم وصبرهم»، مشددا على ضرورة العمل لتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم، وأن ذلك يجب أن يتم «عاجلا وليس آجلا». وحذر أنان من أنه ليس هناك مزيد من الوقت لتضييعه، وقال «يجب علينا الدفع لوضع نهاية لسفك الدماء قبل أن تسقط سوريا إلى الهاوية».