اليمن: سقوط 133 قتيلا خلال يومين.. و«القاعدة» تواصل هجومها الدامي

مصادر تكشف عن مقتل قياديين.. والسلطات تشير إلى وجود مقاتلين أجانب

أحد مسلحي القبائل الموالين للشيخ صادق الأحمر الذين دخلوا في قتال مع القوات النظامية أمام أحد المباني التي دمرت أثناء المواجهات في صنعاء مؤخرا (أ.ف.ب)
TT

قُتل 9 جنود في هجوم شنته «القاعدة» فجر الثلاثاء على نقطة للجيش اليمني في منطقة صحراوية على الطريق بين محافظتي مأرب وحضرموت في شرق البلاد، حسبما أفادت مصادر عسكرية، بينما ارتفعت حصيلة المعارك المستمرة منذ يومين في لودر (جنوب) إلى 124 قتيلا.

وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» في مديرية لودر: إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في المواجهات الدائرة في المديرية وإن 124 عنصرا من «القاعدة» قتلوا خلال الساعات الـ48 الماضية، في حين أكد شهود عيان أن جثث بعض عناصر التنظيم ما زالت ملقاة في الشوارع والمناطق الجبلية المحيطة بالمدينة.

وتحدث مصدر محلي في لودر لـ«الشرق الأوسط» مؤكدا أنه لليوم الثاني على التوالي يواصل المسلحون ممن يطلق عليهم «ملتقى شباب لودر» الصمود والتصدي لمواجهة عناصر «القاعدة»؛ حيث تمكنوا من صد عدة هجمات، في حين دارت المعارك أمس في موقعين، الأول هو الكتيبة العسكرية التي سيطر عليها «أنصار الشريعة» بعد انسحاب ضباطها وجنودها، والموقع الآخر في طريق الحضن (سلبة زارة)، وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن اثنين من القيادات الميدانية البارزة لـ«القاعدة» والمطلوبة أمنيا، قُتلا في المواجهات التي دارت في المنطقة المشار إليها، هما: علي علوي البركاني، وعادل صالح حردبة، إضافة إلى 5 آخرين من عناصر التنظيم، قتلوا في تلك المواجهات.

وذكرت المصادر المحلية أن عناصر «القاعدة» استخدموا في المواجهات، أمس، إحدى الدبابات التي استولى عليها مسلحوها اليومين الماضيين، وقاموا بقصف عدد من المنازل في مدينة لودر، غير أن الطيران الحربي اليمني تمكن من تدمير الدبابة؛ حيث استهدف عددا من المواقع التي يتحصن فيها مسلحو «القاعدة»، وأكدت المصادر المحلية أن المدفعية التابعة للواء العسكري «111 ميكا» وجهت ضربات قوية إلى معاقل المسلحين في محيط لودر، إضافة إلى مشاركة الطيران في قصف مفرق طريق منطقة أمعين وغيرها من المناطق.

وتشير المصادر إلى مقتل المزيد من شباب لودر في المواجهات في المديرية، وقال صحافي محلي لـ«الشرق الأوسط» إن مواطني المدينة يستبسلون في الدفاع عنها رجالا ونساء وشبابا، في وقت لا يوجد فيه أي حضور للحكومة اليمنية في المديرية منذ منتصف العام الماضي، بعد أن سيطر المسلحون على المدينة قبل أن يطردهم أبناؤها.

من جانبها، قالت السلطات اليمنية إن عددا كبيرا من المقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة، الذين يحاولون الاستيلاء على مديرية لودر، ينتمون لجنسيات أجنبية بينها الجنسية السعودية، وأشارت إلى تكبيد المسلحين المتشددين خسائر بشرية كبيرة وإلى توجيه ضربات موجعة إليهم.

في السياق ذاته، هاجم مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أمس، نقطة أمنية في محافظة مأرب بشرق اليمن، وقتلوا 8 جنود وجرحوا 3 آخرين، في أحدث الهجمات التي تستهدف رجال الأمن في مأرب، وقد سبق أن قامت عناصر إسلامية متطرفة بقتل عدد من الضباط والجنود في مناطق متعددة.

وارتفعت حصيلة المعارك بين تنظيم القاعدة من جهة والجيش والمسلحين المدنيين الموالين له من جهة أخرى منذ اندلاعها في لودر صباح الاثنين إلى 124 قتيلا على الأقل حسب ما أفادت به مصادر عسكرية وقبلية.

وقال مصدر عسكري من اللواء 111 المنتشر في منطقة لودر بمحافظة أبين لوكالة الصحافة الفرنسية: «أن 102 من عناصر (القاعدة) قُتلوا في المعارك، بينهم 28 قُتلوا اليوم (أمس الثلاثاء)».

ويضاف إلى هؤلاء 14 عسكريا قتلوا الاثنين و8 مقاتلين من لجان المقاومة الشعبية الموالية للجيش قضوا خلال المعارك بينهم اثنان قتلا أمس الثلاثاء بحسب مصادر عسكرية وقبلية. وبحسب المصدر العسكري من اللواء 111، فإن المعارك تركزت أمس بين «القاعدة» والمقاتلين المدنيين في جوار محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي للمدينة. وجزم المصدر بأنه «تم دحر تنظيم القاعدة من منطقة محطة الكهرباء».

لكن مصادر محلية أكدت أنه على الرغم من الخسائر الفادحة، فإن التنظيم يبدو مصمما على السيطرة على لودر، التي يعتبرها مدينة استراتيجية؛ إذ تقع عند نقطة الوصل بين عدة محافظات جنوبية، وهو يطوقها دون أن يسيطر على مداخلها. وقد وزعت «القاعدة» بيانا أكدت فيه عزمها على السيطرة على لودر.

وقال أحد أعضاء اللجان الشعبية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لن نخرج من مدينتنا، ولن ننزح ليدخل هؤلاء، اللجان تمسك بمداخل المدينة و(القاعدة) تسيطر على الضواحي المحيطة بها». وبحسب مصادر متطابقة، انسحب الجيش بعد ظهر الاثنين من جبهات المواجهات، وهو متمركز فقط في مركز اللواء 111 في هضبة مطلة على لودر من الجهة الجنوبية، وهو ينفذ عمليات قصف مدفعي وقنص ضد عناصر القاعدة.

وذكر مصدر مقرب من «القاعدة» لوكالة الصحافة الفرنسية أن العشرات من جثث عناصر «القاعدة» تم دفنها في شقرة وجعار والوضيع بمحافظة أبين وفي عزان والحوطة بمحافظة شبوة المجاورة، كما أشار إلى أن عشرات الجرحى نقلوا إلى المراكز الصحية في شقرة.

وشوهدت مركبات تقل جثث عناصر «القاعدة» إلى محافظتي شبوة وأبين المجاورتين، اللتين يسيطر التنظيم على قطاعات واسعة منهما.

وقال المصدر المقرب من «القاعدة»: «إن (أنصار الشريعة) تلقوا ضربة موجعة في لودر، لكنهم مصرون على دخول المدينة».

وذكر أن بين قتلى «القاعدة» 12 صوماليا وعددا من السعوديين، مشيرا إلى أن معظم القتلى سقطوا جرَّاء القصف المدفعي الذي ينفذه الجيش، إضافة إلى المواجهات مع لجان المقاومة الشعبية. واستمرت المعارك حتى ساعة متأخرة من الاثنين، ثم استؤنفت المواجهات بشكل متقطع أمس الثلاثاء.

كانت تلك الاشتباكات قد اندلعت عندما هاجم مسلحو «القاعدة» ثكنة ياتوف العسكرية شرق مدينة لودر، وقد انسحب الجيش من هذه الثكنة تاركا ساحة المعركة لأبناء المنطقة المسلحين الموالين له حسب ما أفادت مصادر عسكرية ومحلية.

وقد تعهد رئيس اليمن التوافقي عبد ربه منصور هادي، المتحدر من أبين، بالقضاء على تنظيم القاعدة.

وتستهدف غارات منتظمة منسوبة إلى الولايات المتحدة، تشنها بصورة خاصة طائرات من دون طيار، عناصر من «القاعدة» في جنوب اليمن وشرقه، لكن واشنطن لا تعترف بتنفيذ مثل هذه العمليات.