3 متسابقين يسعون لإحداث مفاجأة في انتخابات الرئاسة الفرنسية

يسعون لإرباك النزال بين ساركوزي وهولاند

ساركوزي (وسط) خلال اجتماعه مع قادة مجموعات دينية محلية قرب باريس أمس (أ.ف.ب)
TT

يتطلع ثلاثة مرشحين إلى الانتخابات الرئاسية في فرنسا واحد من اليسار والثانية من أقصى اليمين والثالث من الوسط، إلى تعكير النزال بين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند ويحلمون بإحداث مفاجأة. ويعد جان لوك ميلانشون مفاجأة هذه الحملة، إذ إن الوزير السابق وعضو مجلس الشيوخ الاشتراكي (62 سنة) الذي تحالف مع الشيوعيين، أيقظ أحلام المساواة والعالمية التي ورثها اليسار الفرنسي عن قرن الأنوار وثورات القرن التاسع عشر. وباقتناعه أن الفقراء ليسوا مهمشين بل هم «قلب المجتمعات الرأسمالية» يناضل من أجل تقاسم الثروات ويدعو إلى «ثورة مواطنة» لا تشكل الانتخابات فيها سوى مجرد مرحلة.

ويقول إن التيار الاشتراكي الديمقراطي الأوروبي «نجم ميت» ويستلهم من الحركات الشعبية في أميركا اللاتينية التي حملت إلى السلطة لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في البرازيل وهوغو شافيز في فنزويلا.

وقد تمكن ميلانشون الذي تتوقع الاستطلاعات أن يفوز بنسبة 15 في المائة من الأصوات، أن يجمع حول اسمه أكثر من الناخبين التقليديين لليسار الراديكالي (الذين يحاول أيضا أن يفوز بهم مرشحا التيار التروتسكي فيليب بوتو وناتالي آرتو). ويطمح في انتزاع الأصوات الشعبية من تيار أقصى اليمين.

كما أنه استقطب جزءا من الناخبين الاشتراكيين الذين خيب أملهم برنامج فرانسوا هولاند لأنه ليس طموحا بما فيه الكفاية، حسب رأيهم، وكذلك المدافعون عن البيئة الذين لم تقنعهم مرشحتهم القاضية السابقة المتخصصة في مكافحة الفساد ايفيا جولي.

وتحلم مارين لوبن (43 سنة) التي تنتمي إلى الجبهة الوطنية المتجذرة في الساحة السياسية، بتجديد ما أنجزه والدها جان ماري في 2002 عندما أقصى من الجولة الأولى ليونيل جوسبان وتسابق مع جاك شيراك في الجولة الثانية. لكن تعين عليها في مواضيعها المفضلة (مكافحة الهجرة وانعدام الأمن) أن تواجه منافسة نيكولا ساركوزي الذي اعتمد في هذه الحملة الانتخابية الاستراتيجية نفسها المتمثلة في استقطاب ناخبي أقصى اليمين، بعدما نجح في ذلك سنة 2007.

وبعدما حققت انطلاقة قوية في حملتها تراجعت مارين لوبن على ما يبدو لتحتل المرتبة الرابعة حسبما ما تفيد الاستطلاعات. وتقترح مارين لوبن برنامجا يركز خصوصا على القضايا الاجتماعية: الدفاع عن القدرة الشرائية والزيادة في علاوات التقاعد والعدالة الضريبية، وتقول إنها أكبر المدافعين عن العلمانية وضد «طائفية» الجالية الإسلامية.

وتدعو إلى «الوطنية في الاقتصاد» في وجه «إملاءات» أوروبا وإعطاء «الأولوية لما هو وطني» في تسمية جديدة «للتفضيل الوطني» ضد المهاجرين كما كان يدعو إليه والدها، وتريد أن تعيد لفرنسا «الحرية النقدية» بانسحاب من اليورو.

أما فرانسوا بايرو مرشح الوسط (60 سنة)، فقد كان الرجل الثالث في انتخابات 2007. ويشارك الرجل الذي يميل إلى الوحدة والمعروف بغروره ويؤمن بمصيره، للمرة الثالثة في السباق إلى قصر الإليزيه متيقنا من أن تراجع شعبية ساركوزي ومقتضيات الأزمة المالية والاقتصادية سيمنحانه فرصة لإقناع الناخبين بكسر السباق التقليدي بين اليمين واليسار. وهو يدعو إلى دولة «تنفق أقل وتخدم بشكل أفضل»، ويحذر من «أنها آخر فرصة لإنقاذ النموذج الاجتماعي والجمهوري» الذي يتمسك به الفرنسيون ويتهم باستمرار خصومه بإخفاء خطورة الوضع عن الفرنسيين.

وقبل أسبوعين من الجولة الأولى ما زال هذا الأستاذ السابق يأمل في تبليغ رسالته رغم أن الاستطلاعات تتوقع تراجعه.

وهو يرفض أن يكشف المرشح الذي سيدعو إلى تأييده الدورة الثانية من المرشحين الاشتراكي فرانسوا هولاند أو بطل اليمين نيكولا ساركوزي في حال فشل في الأولى.