هوس «التايتانيك» يزداد حول أنحاء العالم

الوجبة الأخيرة للركاب في مطاعم لندن وهونغ كونغ ومزادات لبيع التذكارات وتعطل رحلة سفينة الأحفاد

ركاب السفينة «بالمورال» التي تنوي الإبحار إلى الموقع الذي غرقت فيه «تايتانيك» يلتقطون الصور على خلفية رسم للسلم الرئيسي في الباخرة الغارقة (أ.ب)
TT

تواجه رحلة السفينة «بالمورال»، التي تحمل بعض أقارب غرقى سفينة «التايتانيك» وتنوي تتبع مسار السفينة الغارقة، الكثير من العقبات؛ فبعد أن أجل إبحارها أكثر من مرة بسبب الأحول الجوية، نجحت في الإبحار مؤخرا، ولكن ليوم واحد فقط، لتتعرض لعقبة جديدة دعتها للعودة مرة أخرى إلى آيرلندا.

فقد تعرض أحد ركاب السفينة، وهو مصور بهيئة الإذاعة البريطانية، لنوبة قلبية استدعت العودة إلى الميناء لتستطيع طائرة الإسعاف نقله إلى المستشفى.

وتحمل الباخرة «بالمورال» 1309 ركاب، وهم نفس عدد ركاب «تايتانيك» تقريبا، ومن بينهم أقارب لضحايا رحلة «تايتانيك» المشؤومة، وأقارب لناجين، ومؤرخون، حسبما ذكرت وكالة رويترز أمس.

وأبحرت «بالمورال» في رحلتها التذكارية من ساوثهامتون في إنجلترا يوم الأحد، سالكة مسار «تايتانيك» نفسه إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي.

وكان الركاب ينوون إقامة حفل تأبين في موقع غرق «تايتانيك» ليل 14 أبريل (نيسان).

وغادرت «بالمورال» ميناء كوب في آيرلندا في وقت متأخر يوم الاثنين، وكانت تبحر وسط أحوال جوية سيئة عندما أعلن القبطان روبرت بامبرغ، بعد ظهر الثلاثاء، أن الباخرة سيتعين عليها أن تعود أدراجها إلى موقع قبالة آيرلندا يمكن أن تصل إليه طائرة هليكوبتر لإجلاء الراكب المريض.

واستأنفت الباخرة مسارها المقرر بعدما وصلت طائرة هليكوبتر تابعة لخفر السواحل الآيرلندي ونقلت الراكب.

وتستمر الاحتفالات بمرور قرن على رحلة «تايتانيك» الشهيرة، ففي ساوثهامبتون انطلقت مسيرة حمل أفرادها صور أفراد طاقم السفينة، منهم أعضاء الفرقة الموسيقية للسفينة التي أصبحت أسطورة بسبب ما تردد من أن أفرادها قرروا البقاء على متن السفينة والاستمرار في العزف حتى النهاية. وتواترت التغطية الإعلامية لتشمل مقابلات مع أقارب الضحايا وتتبع بعض القصص التي لم يعرفها الجمهور من قبل، ومنها قصة أحد الأثرياء ويدعى بنجامين غوغنهايم الذي رفض مغادرة السفينة قائلا: «لن تترك امرأة على الباخرة دون إنقاذ لأن بن غوغنهايم كان جبانا». فقرر ارتداء بدلة السهرة وتدخين السيجار في صالة الطعام منتظرا الغرق مع رفيق رحلته. وظهرت الآن بعض الصور للسكرتير ويدعى فيكتور غيغليو وهو ينحدر من أب إيطالي وأم مصرية.

القصص التي حملتها السفينة معها إلى الأعماق ظهر بعضها واستدل على بعضها الآخر عبر مجموعة كبيرة من القطع والمقتنيات التي أنقذت من الحطام أو حملها الناجون معهم. وتجري هذه الأيام مزادات مختلفة لبيع بعض تلك القطع، منها تذكرة أصلية لتدشين السفينة تعرضها دار مزادات «بونهامز» للبيع في 15 أبريل.

والتذكرة التي ما زالت بحالة جيدة وقد تجلب ما يصل إلى 70 ألف دولار، كانت ستسمح لحاملها بحضور حفل تدشين «تايتانيك».

ونقلت رويترز عن جريج دايتريتش، المستشار بدار مزادات «بونهامز»: «الاهتمام بـ(تايتانيك) يتجاوز كثيرا الغرق أو حطام أي سفينة أخرى، وهو ما يجعلها علامة تاريخية فارقة».

ومن المتوقع أن يطرح في المزاد أيضا تقرير من صفحتين بخط اليد للكابتن آرثر هنري بورسترون، قبطان سفينة الإنقاذ «كارباثيا». وقد يجلب التقرير نحو 120 ألف دولار.

كما ستعرض في المزاد رسائل وبطاقات بريدية لناجين من «تايتانيك»، وتذاكر من فيلم عام 1953 وفيلم المخرج جيمس كاميرون عام 1997، اللذين تناولا كارثة غرق «تايتانيك».

وفي نيويورك أعلنت دار «جيرنسي» الأميركية للمزادات، في بيان، أنه جرى تأجيل مؤتمر صحافي كان مقررا أمس الأربعاء للإعلان عن مشتر لـ5500 قطعة أثرية انتشلت من حطام السفينة «تايتانيك» الإنجليزية العملاقة التي تحطمت في رحلتها الأولى عبر الأطلسي قبل مائة عام.

وذكرت «جيرنسي»، التي تجري «مناقشات مع عدة جهات» بشأن بيع المجموعة جملة واحدة، في البيان أنه جرى تأجيل المؤتمر الصحافي، ولم تحدد موعدا جديدا، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «د.ب.أ».

تضم المجموعة قطع أثاث، وأطباق طعام، وأمتعة، وأحذية، وملابس، ومجوهرات، ونظارات مكبرة، وبطاقات بريدية، كانت على متن السفينة التي كانت مملوكة لشركة «وايت ستار لاين»، وقدرت قيمة المجموعة بنحو 189 مليون دولار.

جاء في البيان أنه «للاستقرار على أفضل مشتر وأعلى سعر من أجل مالكي المجموعة، ستجري المناقشات خلف الأبواب المغلقة».

وجبة الطعام الأخيرة

* وجبة العشاء الأخيرة لركاب الدرجة الأولى تكونت من 20 طبقا، إلى جانب المزادات يمكن للمهتمين بقصص السفينة الاستمتاع بوجبة العشاء التي تناولها ركاب الدرجة الأولى للسفينة، والتي قدمها مطعم في لندن وآخر في هونغ كونغ أعلن عن تقديم العشاء نفسه المكون من عشرة أطباق والذي قدم لركاب الدرجة الأولى قبل غرق السفينة مباشرة.

وحسبما ذكرت «د.ب.أ» فإن تكلفة الوجبة لثمانية أشخاص تبلغ ما يقرب من ألفي دولار لكل شخص، وتشمل أيضا كأسا من زجاجة شمبانيا نادرة تعود لعام 1907، وهي من النوع نفسه الذي قدم ليلة 14 أبريل عام 1912 عندما اصطدمت السفينة بجبل جليد في أول رحلة لتشغيلها.

وقالت صحيفة «صنداي مورنينغ بوست» إن مطعم «هوليت هاوس» الذي يقدم العشاء للمرة الأولى يوم السبت بعد مرور مائة عام على يوم الغرق، قد حصل على زجاجة الشمبانيا النادرة من الأشياء التي تم انتشالها من الحطام عام 1998.

كما سيرتدي أفراد الخدمة بالمطعم الزي نفسه الذي كان يرتديه أمثالهم على ظهر السفينة، وستقدم الوجبة في أطباق صممت خصيصا لهذه المناسبة في مصنع خزف إنجليزي كان صنع الأطباق للسفينة. وقال كبير الطهاة بالمطعم، فيليب أوريكو، للصحيفة: «الفكرة هي إعادة خلق الجو الذي كان على متن السفينة».

وهي الفكرة نفسها التي اتبعها مطعم «إتش آي إكس» بمتجر «سلفريدجز» الذي أعد قائمة معتمدة على الوجبة الأخيرة لركاب السفينة، والتي تكونت من عشرين صنفا يعتقد أنها قدمت بكميات صغيرة. وقام الشيف مارك هيكس بإعداد الوجبة بعد أن قام ومساعده ببعض التعديلات على الأطباق التي لم يمكن التعرف على مكوناتها، وإن كانا قاما بقراءة المراجع حول الأطباق المقدمة، مثل «بودينغ والدورف» الذي تناوله ركاب السفينة ضمن أطباق الحلوى.

وقام الطهاة في المطعم بإجراء عدة تجارب للوصول إلى الوجبة الأقرب للأصل، وإن كانوا قاموا بإضافة اللمسات العصرية على أطباق أخرى، مثل طبق «الإكلير» الذي أضيف إليه بعض الشوكولاته، وتم تشكيله على هيئة جبل جليدي. ومن جهته علق الشيف فابريزيو بوسود لصحيفة «الإيفيننغ ستاندرد» على القائمة قائلا: «إنها تحمل الكثير من التفاصيل التاريخية، وإن كان الفريق قد اضطر لتحضير أطباق بمكونات مختلفة؛ إذ إن تفاصيلها قد نسيت بمرور الزمن، فعلى سبيل المثال عند تحضير (والدورف بودينغ) لم تكن هناك أي تفاصيل، ولم تكن لدينا أي وصفة لاتباعها، ولهذا أعددنا (بودينغ التوفي) وأضفنا إليه مكونات مختلفة».

قائمة الطعام

* مقبلات:

محار الهليون بصوص الخل بارفيه كبد الأوز مع خبز البريوش المحمص

* أطباق رئيسية:

سلمون مسلوق دجاج مقلي مع الثوم البري قطع لحم الضأن المشوي مع الخيار والنعناع

* الحلوى:

والدورف بودينغ مع الآيس كريم خوخ مع الجيلي إكلير على هيئة جبل جليدي