«الفاينانشيال تايمز»: ونحن أيضا لا نحبك يا ساركوزي

الصحيفة البريطانية الوقورة ترد على انتقاد الرئيس الفرنسي لها في برنامج تلفزيوني

ساركوزي أثناء حديثه للقناة الفرنسية الأولى (أ.ف.ب)
TT

ردت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية المرموقة على موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعادي لها بمقال على شكل مدونة بعنوان «ونحن أيضا لا نحبك يا ساركوزي»، نشر في عددها الصادر أمس.

وكان الرئيس المرشح لولاية ثانية قد انتقد الصحيفة أثناء حلوله ضيفا على البرنامج التلفزيوني «أقوال وأفعال» الذي بثته القناة التلفزيونية الفرنسية الأولى، مساء أول من أمس، وكان مخصصا لمحاورة المرشحين للرئاسة في الانتخابات التي تبدأ دورتها الأولى في 22 أبريل (نيسان) الحالي. وقال ساركوزي إن موقف الجريدة البريطانية لا يتفق مع طروحاته، مضيفا أن ذلك يسعده كثيرا لأنه هو أيضا لا يتفق معهم.

واستخدم الرئيس الحالي ومرشح الحزب الحاكم الحرفين الأولين من اسم الجريدة «إف تي» في معرض حديثه عنها، كما هو شائع في اختصار الاسم بين متابعيها. وزعم أن الصحيفة «تدافع دائما عن النموذج الأنغلوساكسوني، وتعتبر الفرنسيين غير قابلين للإصلاح، وتريد منهم الالتحاق بنموذجهم». وأضاف «الصحيفة ترى، منذ سنوات، أن الحل لمشاكل العالم هو ألا يكون هناك قانون.. ورأيي معاكس لهم تماما».

ولم يكتف ساركوزي بهذه العبارات، بل مضى مهاجما الصحيفة، التي تعد من أكثر الصحف البريطانية والعالمية وقارا، بالقول إن القائمين عليها يوضحون للفرنسيين أن عليهم تقليد ما تفعله بريطانيا تماما رغم أنها في وضع اقتصادي أسوأ من الوضع في فرنسا. وأضاف «أنا أقبل أن نتلقى الدروس، لكن ليس منهم، وليس بهذه الطريقة».

غير أن رد «الفاينانشيال تايمز» لم يتأخر، إذ نشرت الصحيفة تعليقا أكدت فيه انقطاع حبل الود بين الطرفين، وسخرت فيه من ثقة الرئيس الفرنسي في اقتصاد بلاده قائلة «إنه من القوة بحيث حذر ساركوزي مواطنيه، في الأسبوع الماضي، من أزمة شبيهة باليونان في حال فاز منافسه الاشتراكي (فرنسوا هولاند) بالرئاسة». وأكد المقال أن كل استطلاعات الرأي التي نشرت منذ شهر لم تضع ساركوزي أمام هولاند (في الدورة الثانية). وشكك صاحب التعليق في قدرة الرئيس الفرنسي على انتقاد النموذج الألماني، مختتما بملاحظة أن البرنامج الذي تحدث فيه ساركوزي يحمل اسم «أقوال وأفعال»، معتبرا أن ساكن «الإليزيه» يتفوق دائما في القسم الأول من الاسم.